بدر قاسم محمد يكتب:

مرجعيات «علي محسن» الثلاث

من الممكن تلخيص طبيعة أداء علي محسن الأحمر خلال فترة توليه منصب نائب الرئيس اليمني، في مجموعة منشورات وتغريدات نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، تتسم بالخربشة عن بعد التي تعكس حالة من الضعف الانتهازي أو من الانتهاز الضعيف. فعلى سبيل المثال، تجده ينحشر في جملة الأحداث البارزة في جبهة الضالع بإخلاصها الجنوبي، حيث تتحقق انكسارات وهزائم الحوثيين ولا يكف محسن الأحمر عن ملاحقتها عن طريق منشور أو تغريدة يبعثه على وسائل التواصل الاجتماعي يعبّر فيه عن إجرائه اتصالاً هاتفيا يهنئ فيه قيادة المنطقة العسكرية الرابعة على الانتصارات.. مدبج بالعبارات الوطنية والوحدوية الموضوعة في سياق الرفض والتنديد بالمشروع الحوثي وما إلى ذلك.

في هكذا أحداث يقف منها محسن الأحمر وتقف منه عن بعد، يحاول الظهور فيها كمن يريد الاصطياد في مياه السياسة العكرة التي يمشي عليها الجنوبيون بأسلوب البهلوان السائر على الحبال في لحظة يظهر فيها محسن كمن يصرخ ويحاول أنّ يشده البهلوان الجنوبي ويفقده توازنه وتركيزه ليتعثر ويقع على الأرض.
ما يبدو واضحا ًفي أداء محسن الأحمر المقتصر على كتابة المنشورات والتغريدات في مواقع التواصل الاجتماعي، أنّه لم يعد يمتلك حيلة ولا وسيلة أمام جبهة الضالع أكثر من الضجيج والتشويش الإعلامي والسياسي فقط الذي يستخدمه كخيار أخير في هكذا وضع لا تتوافر فيه وسائله التقليدية، كاستخدامه للجماعات والتنظيمات الإرهابية التي درج محسن على استخدامها طوال فترة توليه المهام والمسئوليات العسكرية والحكومية.
"يتشابه أداء محسن الأحمر حيال الجبهة السياسية التي يخوضها الانتقالي الجنوبي في الرياض، مع أداءه حيال جبهة الضالع"
فهناك في جبهة أبين مثلا، يبدو الوضع مختلفا تماما بالنسبة لمحسن، حيث ما زالت وسائله القديمة صالحة للاستخدام وحيث لا يكف عن تفعيلها والزج بها إلى أبين في سياق حرب حكومة جماعته الإخوانية على القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.

على صعيد الجبهة السياسية، ممثلة باتفاق الرياض، التي يخوضها المجلس الانتقالي الجنوبي مع الحكومة اليمنية، ظهر محسن الأحمر اليوم من على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ليعود ويؤكد على ما يسمى ب «المرجعيات الثلاث» في تغريدة أشاد فيها بدور المبعوث الأممي "جريفيثس". بعد يوم فقط من تأكيد السفير السعودي يوم أمس على ما يسمى ب «المرجعيات الثلاث»، هو الآخر، في تغريدة أطلقها من على تويتر توضح فحوى لقاءه بالمبعوث الأممي "جريفيثس".

لعلّ محسن الأحمر المقيم في الرياض والمقيم أيضا في مواقع التواصل الاجتماعي لحظ تغريدة السفير السعودي التي استفزت الجنوبيين بذكرها للمرجعيات الثلاث وقرأ جيداً ردود الأفعال الجنوبية التي أبدت استياءها من عودة الحديث عن المرجعيات الثلاث في وضع سياسي تجاوزها وعفى عنها، فراح محسن يكتب تغريدته هو الآخر ويشيد بذات الجهة التي قصدها السفير السعودي "المبعوث الأممي" ويختص بالذكر عن عمد وترصد "المرجعيات الثلاث" التي استفزت الجنوبيين.

يتشابه أداء محسن الأحمر حيال الجبهة السياسية التي يخوضها الانتقالي الجنوبي في الرياض، مع أداءه حيال جبهة الضالع. في الجبهتين يتبع الانتقالي الجنوبي أسلوب البهلوان السائر على الحبال، بينما يتبع محسن الأسلوب ذاته في الصراخ والضجيج لشدّ الانتقالي الجنوبي وإلهاءه عن هدف الوصول إلى النهاية الجنوبية السعيدة التي وضعها نصب عينيه وتركيزه (دولة جنوبية مستقلة كاملة السيادة على ترابها الوطني).