حسين الوادعي يكتب:
نصائح عيدية كورونية
لا أحب النصائح لكن الوضع استثنائي:
*في موسم الأعياد يذهب كثير من الناس الى الارياف لقضاء أيام العيد مع عائلاتهم الممتدة.
هذا السلوك خطر جدا وقد ينقل الفيروس الى الأرياف التي ظلت بعيدة عنه حتى الآن.
الفيروس يحب السفر ... عيدك في بيتك!
* اعتقد أن لدينا عادات اجتماعية ستجعل معدل الانتشار اعلى مما هو موجود في الدول الغربية.
الزيارات العيدية مثلا والاحضان والقبلات العيدية فرصة ذهبية لانتشار الفيروس. كم اتمنى ان يكون هذا العيد بلا احضان ولا قبلات، ولا زيارات عيديه (ممكن تكون زيارات سريعة ومن الباب).
* ينتقل فيروس كورونا عبر الكلام أيضا في الرذاذ المتطاير من الفم.
لدينا تقليدين عربيين اصيلين يجعل فرصة انتشار الفيروس اكبر:
العادة الأولى هي الصوت العالي والصراخ حتى أثناء الحوارات العادية، والعادة الثانية هي التلاصق أثناء الحديث (غياب مفهوم المسافةالشخصية).
ربما تكون هذه فرصة لمراجعة بعض تقاليدنا الفلكلورية العظيمة.
*المأكولات والمكسرات الشعبية مثل الزبيب واللوز والفستق التي تستهلك بكثرة في الأعياد قد تكون مصدرا لانتقال العدوى.
من الأفضل ان يكون هذا العيد بلا زبيب ولا لوز ولا مكسرات وان يتم الاكتفاء بكعك العيد المحضر في المنزل.
* اجعل العيد لك ولاسرتك وليس عيدا للفيروس!
* * *
كورونا في اليمن ليس كورونا في السويد او امريكا.
حسب تقرير "اطباء بلا حدود" في عدن فان أغلب الوفيات معظمهم رجال تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاماً.
أي أن الأشخاص الذين يموتون هم أصغر سناً بكثير ممن يموتون في فرنسا أو إيطاليا وغيرها من الدول.
بل ان كورونا في اليمن قد يقتل فئات أصغر سنا والسبب ان هناك علاقة لا يمكن دحضها بين الفقر ونقص المناعه.
لوحظت هذه العلاقة بين الفقراء في أمريكا.
فإذا كانت اغلب الوفيات بين الاغنياء والميسورين كانت في الفئة العمرية فوق السبعين والثمانين، فانها بين الفقراء كانت تحصد أرواح من هم في الأربعينات والخمسينات والستينات.
بل ان الفقراء ممن لا يعانون من أمراض مزمنة مثل السكر والضغط هم أكثر عرضة للوفاة مقارنة بالاغنياء والميسورين.
صحيح ان اغلب اليمنيين في أعمار صغيرة (حوالي النصف تحت سن 18)، لكن السن ليس العامل الوحيد الحاسم هنا.
الفقر يؤثر على المناعة، والفقير في سن الخمسين او الستين قد تكون لديه مناعه أضعف من غني او ميسور في سن السبعين او الثمانين.
عيدك في بيتك.. الوقاية سهلة، والعلاج غير موجود...
* * *
دردشة عيدية على خلفية كورونا...
* اجمالي أجهزة التنفس الصناعي في اليمن هي 700 جهاز، أي جهاز واحد لكل 34000 شخص.
لو اصيب نصف اليمنيين فقط، ولو عاني 20% فقط من المصابين من الأعراض الحادة وكنتَ واحدا منهم فانك ستتنافس مع 4300 مريض آخر على الجهاز المتاح ..وهي منافسة شبه مستحيلة!
* اجمالي وحدات العناية المركزة في اليمن 500 وحدة، أي وحدة واحدة لكل 60000 شخص.
لو اصيب نصف اليمنيين فقط، ولو عانى 20% فقط منهم من الأعراض الحادة وكنتَ واحدا منهم ، فانك ستتنافس مع 6000 مصاب آخر على الوحدة الكفيلة بانقاذ حياتك.. وهي منافسة مستحيلة.
المنافسات المستحيلة تنتهي بالهزيمة... وساقول لك ما هو الحل!
* من حسن الحظ ان الوقاية من كورونا سهلة وبسيطة لا تحتاج منك غير البقاء في بيتك وعدم الخروج إلا للضرورة، وارتداء كمامة، والاحتفاظ بمسافة شخصية عن الآخرين لا تقل عن متر، وغسل اليدين بالماء والصابون بعد ملامسة الأسطح والادوات.
* إن 90% من إجراءات مواجهة كورونا هي إجراءات "غير طبيه".
سلوكيات بسيطة للنظافة والتباعد وكسر سلسلة انتشار الفيروس.
وفي مثل هذه السلوكيات تتساوى قدرات كل الدول.
* قد تقول ان موسم العيد موسم صلة الأرحام وزيارة الكبار.
لكن الكبار هم الفئة الأكثر تعرضا للوفاة بسبب المرض، فلا تجعلها الزيارة الأخيرة!
* وقد يكون الريف مغريا لكنك تعرف ان 75% من اليمنيين يعيشون في الارياف.
فإذا افترضنا، مجرد افتراض، ان الوباء لا زال منتشرا بدرجة أساسية في المدن فلا داعي لنقله الى القاعدة العريضة في الارياف المحرومة حتى من وجود أصغر وحدة صحية.
* عيدك في بيتك، وكل عام وانت بالف خير.