سليم ثابت يكتب:
كسوة يتيم قيمة إنسانية عظيمة
رغم فجاجة الواقع ،وغياب الدولة وبروز التسلط ،ورغم بروز ظاهرة حمل السلاح ،وانتشارها ،وبالرغم من أننا معرضون للقتل في أي لحظة من قبل شخص ما(مفصع) يعشق (التفصيع) على حساب أرواحنا ، ورغم صفاقة الشر وأعوانه ؛ما زلنا بخير ، مازلنا نبتسم نتقهقه نحب نترمسس نصب قنينة العطر على أثوابنا ونبهر الأنوف بروائح البخور العدني المتصاعد من مبخرة الفخار المتواجدة في زاوية الغرفة، لم نفقد الأمل مهما حاول الشر طمس هويته ،لكني أشعر بأنانية ونرجسية تجاه غيري ، أشعر بفراغ يملئ عواطفي ومشاعري،كنت قد عزمت على تقبيل عامل النظافة على رأسه كل صباح عند خروجي من السكن، ولكني لم أجدهم، فكرت بأن أساعد كل عاجز عن الحمل لتعزيز القيم الإنسانية فكنت مع مغرب كل يومين أحمل (دبتي) الماء من أمام خزان ماء السبيل الى منزل ذلك العجوز الثمانيني في المنزل المجاور لسكني واعطيته وعداً - دون أن يطلبه- بأني سأكون على موعد معه في هذا التوقيت وظليت على هذه الحال إلى أن غيرت سكني؛ (ولم أكترث بتغير حجم (دبتي)الماء من عشرة لتر إلى عشرين لتر من قبل هذا العجوز )
بعدها قررت أن استوعب حكمة مقدسة من كلام ليو تولستوي ،وقيمة نبيلة من تعاليم بوذا لكي أنعش ما أستطعت من القيم الإنسانية في ذاتي وابلورها إلى سلوك عملي ما استطعت ،مع ادراكي التام بتنوع ميادين القيم الإنسانية كما هي متعددة ،ولكن يزداد بريق هذه القيم عندما تتجسد في مشروع لزراعة البسمة والسعادة في قلوب فئة إجتماعية حاول اليأس أن يستوطن قلوبهم ،فهنا تبرق وتلمع هذه القيمة ويتردد صداها في المحيط، هنا تذبح الأنانية والنرجسية والشر قربة لهذه القيمة المحسوسة ،كسوة يتيم(٨)هذا المشروع العملاق الذي أتمنى أن يسعفني الوقت لكي أشارك فيه ولو بتكنيس المكان الذي ستوضع فيه كسوة الأيتام والمعاقين ،أوتغليفها ،لكي تكسوني السعادة وأنا أتخيل تلك الإبتسامة الجميلة التي ستشرق على محيا ذلك اليتم أو المعاق عندما يرتدي ثوبه من مشروع كسوة يتيم .
كم يحلو الحديث عن هذا المشروع المعطاء ،وعن دعائمه وأركانه الذين يتجشمون صعاب الحياة ليذودوا عن الأملِ الذي يحاول الشرُ انتزاعه من قلب هذه الفئة ،سلام عليك أيها العظيم أبو الأيتام عبدالحكيم النابهي، وهنيئا لك هذا النجاح العظيم ،ولتغمر منزلك سعادة ومحبة تضاهي ملاحتك وطيبتك وجود واقدام نفسك تجاه هذه الفئة، والى الاستاذ عبدالفتاح الكناني وفريق كسوة يتيم(٨) كل الشكر دون إدخار ،وكل المحبة والتقدير والإحترام لجهوكم الطيبة، ولتنعموا بحياة طيبة ومستقرة ولتعم دياركم السعادة والمحبة والراحة،ودمتم كما عهدناكم.



