وديع منصور يكتب:

فساد الشرعية سبب شقاء اليمنيين

أربع سنوات ، ومجرد مليشيا مستمرة بفرض الحرب على بلد بأكمله . ليس هذا فحسب بل وماتزال تسيطر على عاصمة البلاد طيلة هذا الوقت . وتفرض حصارا ببضع مئات من مقاتليها على محافظات يبلغ تعداد سكانها بالملايين . ماهو السر وراء ذلك . 
لماذا لم تتحرر ولو محافظة شمالية واحدة بالكامل طيلة أربع سنوات من هذه المليشيا . ما الذي يجعل محافظة تعز مثلا تستمر تحت حصار بضع مئات من هذه المليشيا ، وهي ذات ملايين ستة . نسمع ان مديريات في حجة تنتفض ضد الحوثيين ، لكننا لم نسمع طيلة كل هذه السنوات أن مديرية واحدة في صنعاء انتفضت ضدهم . ثم ما حقيقة ما يحدث في مأرب ، ومن تمثل هذه المحافظة . 
وفيما يتحدث الكثيرون عن الفساد المستمر من جانب الشرعية . هل هذا الفساد يلعب دورا هو الآخر في إستمرار أزمة هذا البلد الذي تم إفقار غالبية شعبه منذ سنين طويلة .
هل سيقضي اليمنيون أربع سنوات أخرى يرددون بأن المجتمع الدولي خذلهم ، ويتهمون الأمم المتحدة ومبعوثها بالتساهل ، أو كما يذهب البعض بالتواطئ مع مليشيا إرهابية . 
في عام 1995 عين الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون الديبلوماسي الأمريكي ريتشارد هولبروك مساعدا لوزير الخارجية للشؤون الأوروبية بينما كانت الحرب في البوسنة قد مضى عليها أربع سنوات ، قام خلالها الصرب بابشع الجرائم . لم يكن هولبروك مبعوثا من الأمين العام للامم المتحدة حين كلفته الإدارة الأمريكية بمهمة إيجاد مخرج لحرب البوسنة ، لكنه كان يعمل بتفويض منه . في إحدى المرات وبينما كان هولبروك يتوسط بين الأطراف المتحاربة ، قال لزعيم الحرب الصربي سلوبدان ميلسوفيتش بغضب وأمام الجميع / انت كاذب محترف / وفي النهاية أجبر هولبروك الأطراف المتحاربة على توقيع اتفاقية دايتون التي أنهت حرب البوسنة . وصار يعرف بكسينجر البلقان .

هل الأزمة اليمنية تحتاج لهولبروك اخر ، وتدخل امريكي حاسم . ثم لماذا كل هذا الصمت على فساد الشرعية المستمر ، الم يحن الوقت لإعتبار هذا الفساد سببا آخر لاستمرار شقاء اليمنيين .