في غفلة من التاريخ

عاصمة الثورة تعود الى احضان سلاطينها بسلام

ظاهرة للأسف تتكرر معالمها يوميا في ساحتنا الجنوبية وفي عواصم المحافظات الست ظاهرة لم نألفها كشعب جنوبي حر ثائر  مع مر التاريخ ومع المراحل الطوال  ولم نقبلها اطلاقا لانها تمس ثورتنا وكرامتنا وتطمس تاريخ امتنا الجنوبية العظيمة وتدوس على قيم وسلوك حيائنا اليومية وتقضي على نسيجنا الاجتماعي والثقافي والادبي والثوري ظاهرة قضت على مبادئ الأسس الاهداف وقواعد الاخلاق وجمعت بين السياسة والقذارة والخبث والدهاء الدفين ومنحت فرص للكثيرين في الرثاء والتملق والتمشدق حتى على القديم والحديث من تاريخ الثورة والتغيير .

 ظاهرة سيئة الصيت والسمعة دخلت علينا من اوسع الابواب  وقضت على موروثنا المليء  بالبطولات الذي يضرب جذوره في اعماق الارض الجنوبية عامة وفي لحج والحوطة خاصة . انها ظاهرة الرشوة والفساد وشراء الذمم والتخفي خلف الحقائق التاريخية من ذوي  النفوس الضعيفة والخسيسة والخبيثة التي باعت كل شي من اجل توطيد دماثة معطياتها دون مراعاة نتائج سلبياتها الخطيرة وأثارها على المجتمعات السكانية في المدينة والريف . ظاهرة لقد وصلت الى كل مؤسسة الدولة وكل إدارة حكومية وافسدت كثير من مشاريع هامة مدعومة من ميزانية الدولة ومن الجهات الاخرى قديم وحديث تتعلق بحياة الناس من حيث الخدمات العامة والخاصة .

 

لقد سقطوا المناضلين شهداء وسالت دماء الجرحى من اجل نجاح اهداف الثورة ومقوماتها واصبح المواطن لايمكن له ان يجد حل لا اي قضية او مشكلة تخصه كبرت او صغرت الا عبر هذه الطريق الوعر ( الرشوة ) التي تعرقل وتعطل كل شي ان لم يكون الانسان ملم وعلى علم تام ومطلع ومتمكن من مسايرتها  ومعرفة رؤوس رموزها وعناصرها وطلاسم اسرارها من اجل ينجح في.حل كل مشاغله التي سوف تتوقف فجأة دون ضمير او حياء من الله او خلقه عصابات تعمل في الظلام ولايهمها الا مصالحها الانية .

 

ظاهرة لم يشهد لها التاريخ  مثيل لا القديم ولا الحديث اتت الينا  بعد توقيع الوحدة المشئومة الفاشلة ولم يكن لها اي تواجد او حضور في قاموسنا اللغوي  ولا يقبل ناموسنا المعرفي ان  يقرها ولا شرعنا ي رضي بها لكن بعض النفوس الضعيفة تعاملت معها بحساسية شديدة لاندري هل باثر سياسي رجعي ؟!

 

لقد اوجدت لنفسها ( الرشوة ) أرضية  خصبة توسعت مع الوقت حتى عمت سواد أعظم من بائعي ضمائرهم للشيطان ولم تشفع ارواح القادة والابطال من الشهداء ولم يخجلوا اوينكسفوا من دماء الجرحى ولا من اسس وقواعد ديننا الحنيف ولامن  شريعتنا الاسلامية السماوية السمحاء واذا عدنا وقرينا هنا بان السلطان علي عبد الكريم العبدلي سلطان ثار او انتفض في وجه الانكليز من اجل يأتي بنظام جمهوري ديمقراطي حر فإننا نتجنى على هذا الرجل الذي بالفعل كان له موقف قوي وصلب تجاه الانكليز من خلاله تقوية لحكمه وسلطة سلطنته ودعما للمشاريع التي كانت في مخيلته ولما ناتي ونطيه لقب او نمنحه ميزة معينة او نضع نصب تذكاري له او نرصد شارع او صرح تعليمي باسمه هذا يعتبر احجاف في حق السلطان وكان من الافضل ان تتسجل الروضة سابقا وكلية ناصر حاضرا تخليدا له ولا اسمه الناصع سياسيا وثائر ما اننا ننسى الكوكبة من جيل الثورة او نهمل اعظم شريحة من نوابغ الرجال ضحت من اجل كرامة وطن ونهضة شعب وهنا يظهر موقف غبر عادل او منصف في حق المناضلين الذين وقفوا ضد الانكليز واعونهم بصدق واخلاص مع النفس والقضية ومن خلال انتفاضة ثورة  حتى اخرجتهم من الجنوب هنا نحن نتعمد اخفاء ادوار وحقائق الثوار ونطمس تاريخ ثورة غيرت الواقع بحذافيره في الجنوب كله من اطراف المهرة وحتى رأس باب المندب

 

ومن اجل نكون حريصون وعادلين ومنصفين في توجهاتنا

 

وطروحاتنا كانت ساسية او ثقافية او ادبية او حتى اخلاقية علينا ان نكون في مستوى المسئولية  ومحايدين وحتى يحصل كل من له حق حقه في هذا الوطن على الوجه الاكمل اما  ما نطلقة من توجه  يأتي من واقع الحقد او الكراهية او التشفي تجاه ايا كان فهذا امر مرفوض وغير مقبول لا على انفسنا ولا على غيرنا ..

 

هناك ثوار تحملوا مسئوليات كبيرة وجسيمة وقضوا وغادروا الى جوار ربهم بهدوء هولاء من لهم الحقوق والواجبات وهناك ايضا ثوار وقادة لايزالون على قيد الحياة صامتون ولهم كذلك حقوق ووجبات يجب ان يكرموا جميعا بخط متساوي وان يمنحوا كامل حقوقهم المشروعة ولايحوز تغييب دور اي مناضل ساهم وشارك في الثورة والانتصارات التي تحققت في هذا السياق ومن العيب ممارسة سياسية الإقصاء والتهميش او الإبعاد لرموز لهم بصماتهم العظيمة في صنع الثورة ولايهم من اي مكون كان لكن جميعا يجب ان يكونوا في مصاف واحد من غادر الى جوار ربه ومن تبقى ينتظر نحبه .

 

اصلحوا نفوسكم وجلوا قلوبكم وكونوا في موقف المنصف الحصيف الذي سيدخل صفحة التاريخ من اوسع ابوابها تلاحقوا الأخطاء قبل تفاقمها وضعوا الحلول المناسبة لها تجنبا للازمات والمشاكل التي لا اساس لها وكرموا الكل بعين واحدة بعبد عن النقد الذي لايفيد بل يكرر ويكدس الاخطاء وبالتوفيق وتحية للجنة الاربعين  والتأبين والله ولي الجميع  وهو من وراء القصد .