خامنئي يعود بخطابٍ بلا مخرج..

خطاب التحدي أم إعلان الضعف؟.. خامنئي يعود بعد صمتٍ طويل بلهجةٍ يائسة

خطابه الأخير، بعد خمسين يومًا من الغياب، لم يكن إعلانًا للقوة بل اعترافًا بالعجز. تحدّث عن “صفعةٍ” لأمريكا و”نصرٍ” في غزة، لكن الواقع أن إيران تلقت الصفعة، وخسرت المعركة. فالمجتمع يغلي، والاقتصاد ينهار، وحلفاؤه الإقليميون يتراجعون واحدًا تلو الآخر. إنها مرحلة انكشاف نظامٍ لم يعُد قادرًا على الكذب أكثر.

خطاب خامنئي يفضح خوف السلطة من الداخل - من المصدر

مهدي عقبائي

 بعد خمسين يومًا من الصمت، خرج المرشد الإيراني علي خامنئي بخطابٍ مرتفع اللهجة، متخمٍ بالشعارات، خالٍ من أي مخرجٍ سياسي أو رؤيةٍ جديدة. خطابٌ أعاد تدوير الثوابت القديمة: النووي، والوكلاء، والصواريخ، في محاولةٍ لطمأنة الداخل المهتزّ وتهديد الخارج الذي لم يعُد يهاب. غير أنّ مضمون الخطاب، بدل أن يُظهر قوة النظام، كشف عمق أزمته: عزلة إقليمية تتسع، واقتصادٌ ينهار، وغليانٌ شعبيٌّ يتزايد تحت مقصلة الإعدامات.

 

خطابٌ بلا مخرج: قراءة مكثّفة في عودة خامنئي بعد خمسين يومًا من الصمت


بعد خمسين يومًا من الغياب، عاد علي خامنئي بخطابٍ عالي النبرة قليلِ الجدوى. تحدّث عن «صفعةٍ» تلقّتها الولايات المتحدة وإسرائيل في «حربٍ استمرّت 12 يومًا»، وسخر من ما يصفه ترامب بتدمير «الصناعة النووية الإيرانية»، ثم ختم بأن «الصاروخ الإيراني هويّة الشاب الإيراني» وأنّ القوّات المسلّحة «ستستخدمه متى لزم». ظاهرٌ يتحدّى، ومضمونٌ يعيد تدوير ثلاثية النووي–الوكلاء–الصواريخ بوصفها ثوابت نظام وليّ الفقيه من دون أي مراجعة.
لمن وُجِّه الخطاب؟
أولًا، إلى القاعدة الداخلية المنهكة. فالمعنويات في هبوط بفعل أزمة اقتصادية خانقة وتصدّعات داخل النخبة، ومعها عمليات رمزية متكرّرة لـوحدات الانتفاضة تثقُب جدار الخوف وتُربك ماكينة القمع. احتاجت السلطة إلى «طمأنة قسرية»: القائد حاضر، الهيبة قائمة، والسلاح جاهز. ثانيًا، إلى ما تبقّى من الشبكات الحليفة في الإقليم. الرسالة لهم أن لا ينسحبوا من المشهد وأنّ الهدنات هشّة ويمكن قلبها، مع أنّ البيئة العربية والدولية تميل اليوم إلى تثبيت التهدئة وإطلاق مسارات إعادة الإعمار بدل تدوير الحروب. ثالثًا، إلى الأجنحة المتنازعة داخل النظام: لا تفاوض على الجوهر، لا تقليص للصواريخ، ولا قطع مع الوكلاء. أراد خامنئي قفل باب المراجعة وفرض «إجماع قسري» على النهج القديم.
فجوة القدرة والخطاب
على الأرض، تتقلّص قدرة طهران على التعطيل: ترتيبات سلام غزّة تمضي بغطاء عربي ودولي واسع، والعمق الإقليمي الذي استثمرت فيه طهران عقودًا تحوّل عبئًا. في سوريا، العودة إلى ما قبل الحرب شبه مستحيلة؛ في لبنان، كلفة المواجهة المفتوحة تخنق المجتمع والاقتصاد وتقيّد قدرة «حزب الله» على إعادة إنتاج «شرعية السلاح»؛ وفي العراق واليمن، تتزايد مؤشرات التعب مع تقلّص موارد الإسناد المالي والعسكري والغطاء الدبلوماسي الإيراني. هكذا، تتحرّك طهران «من خلف المعركة» بعدما كانت تحاول التقدّم في صفوفها.
الإعدام كسياسةٍ يومية
في الداخل، يواكب النظام الانكشاف الخارجي بقسوةٍ أكبر: إعدامات يومية في السجون لبثّ الرعب ومنع التفكير في انتفاضة. لكنّ المقصلة لا تصنع شرعية؛ إنّها تؤجّل الانفجار وتراكم الغضب، خصوصًا مع تنامي الاحتجاجات داخل السجون واتّساع التعاطف الشعبي. وفي المقابل، تراكم وحدات الانتفاضة خبرتها وشبكاتها، ما يبقي القضية حيّة في الشارع والإعلام.
كيف قُرئ الخطاب خارجًا؟
تراه العواصم المعنية وثيقة عنادٍ مكلف: لا استعداد لمقايضة حقيقية تجمع النووي بالملفات الإقليمية، ورهانٌ على منطقة رمادية بين اللاسلم واللاحرب. غير أنّ قطارات التسوية تمضي بسرعة؛ ومن يتخلّف يُترَك في العراء السياسي والاقتصادي، بلا أدوات نافعة ولا موارد كافية.
السيناريوهات المحتملة
1. التصعيد: رفع السقف النووي والصاروخي وتحريك الوكلاء؛ كلفته عقوبات أعمق وربما مخاطر عسكرية غير محسوبة.
2. القبول المشروط: تقييد الأذرع والاعتراف بإسرائيل مقابل تسويات؛ يهدّد سردية النظام ويعمّق تصدّعاته.
3. إطالة الوقت: مفاوضات بلا أفق؛ لكنها اليوم أعلى كلفة وأقل عائدًا في بيئة إقليمية تتبدّل بسرعة.

خطاب العودة لم يقدّم حلًّا بل كشف الحدود: ثبت خامنئي ثلاثيته باعتبارها «هوية»، لكنه أقرّ ضمنًا بفقر الخيارات وتآكل القدرة. مع تقدّم سلام غزّة وتزايد الإعدامات واحتجاجات السجناء واتساع نشاط وحدات الانتفاضة، يتضح أنّ الوقت يعمل ضدّ استراتيجية النظام. كلّ تشددٍ إضافي يقرّبه خطوة من حافة انفجارٍ داخلي، حيث تكتب حقائق الميدان ما عجزت عنه عبارات المنابر.

غوتيريش: أوقفوا الإعدامات وأطلقوا السجناء السياسيين في إيران


أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في أحدث تقرير قدمه إلى الجمعية العامة حول حالة حقوق الإنسان في إيران، والذي صدر يوم الثلاثاء، 21 أكتوبر، عن قلقه البالغ إزاء تصاعد عمليات الإعدام، وتعذيب السجناء، وقمع الأقليات، والقيود المتزايدة على الحريات المدنية.
وفي جزء آخر من تقريره، أشار غوتيريش إلى إعدام المعتقلين في احتجاجات 2022 و2023، بمن فيهم مجاهد كوركور، الذي ذكر مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان أن إجراءات محاكمته كانت معيبة واعترافاته انتُزعت تحت التعذيب. واعتبر الأمين العام الإعدام علنًا “مخالفًا لحظر التعذيب والمعاملة اللاإنسانية”.
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره، معربًا عن قلقه الشديد إزاء استمرار التعذيب في سجون الجمهورية الإسلامية، واصفًا إصدار أحكام “قطع الأطراف والجلد” بأنها أمثلة واضحة على الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان.
كما أعرب الأمين العام عن قلقه إزاء وضع الأقليات الدينية والعرقية في إيران، واستند في جزء آخر من تقريره إلى نتائج بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق، التي تحدثت عن “جرائم ضد الإنسانية، والتعذيب، والإعدام، والاحتجاز التعسفي، ومضايقة المدافعين عن حقوق الإنسان”.
ويطالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، النظام الإيراني بوقف جميع الإعدامات فورًا، وإطلاق سراح السجناء السياسيين والمحتجزين تعسفياً، وإنهاء التعذيب، والانضمام إلى اتفاقية مناهضة التعذيب. كما دعا إلى إلغاء القوانين التمييزية ضد المرأة، وإزالة الحجاب الإجباري، ووقف تجريم الأنشطة المدنية والسياسية.
وفي الختام، طالب غوتيريش النظام الإيراني بالتعاون مع المقرر الخاص وبعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق.
في هذا السياق، كانت السيدة مريم رجوي قد قالت سابقًا: «اشترطوا العلاقة مع هذا النظام بوقف الإعدامات. أحيلوا ملفّ مجازر عام 1988 إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة المجرمين ضدّ الإنسانية، واضغطوا على نظام الملالي لإطلاق سراح السجناء السياسيين».

 

مسؤول إيراني رفيع يعترف — النظام يعلم أنّ الاحتجاجات قادمة لا محالة

ذكرت وكالة رويترز نقلاً عن مسؤول إيراني رفيع لم يُكشف عن اسمه أنّ السلطات في طهران «تُدرك تماماً أنّ موجةً جديدة من الاحتجاجات الشعبية قادمة لا مفرّ منها»، مضيفاً أنّ «السؤال لم يعد هل ستحدث، بل متى».

وأوضح المصدر أنّ أجهزة الأمن والاستخبارات في إيران تتابع عن كثب تصاعد حالة الغضب في الشارع بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، واستمرار القمع والإعدامات، وفقدان الثقة الكاملة بين الشعب والحاكمين.

وبحسب التقرير، اعترف المسؤول بأنّ النظام يعيش حالة توتّر داخلي غير مسبوقة، وأنّ دوائر الحكم «تستعدّ لمواجهة اضطرابات قد تكون أعنف من احتجاجات عامي 2019 و2022».

وأضاف: «الجميع في الحكومة يدرك أنّ الاحتجاجات آتية، لكن لا أحد يعرف متى بالضبط، وقد تنفجر من أيّ شرارة صغيرة».

تأتي هذه التصريحات بعد أسابيع من تصاعد الانتقادات الداخلية حيال موجة الإعدامات التي ينفّذها النظام يومياً لترهيب المجتمع، في حين يرى مراقبون أنّ تصاعد القمع يعكس خوف المرشد علي خامنئي من انتفاضةٍ شاملة باتت وشيكة.

ويرى محلّلون سياسيون أنّ هذه الاعترافات النادرة من داخل النظام تؤكّد أنّ السلطة الدينية في طهران فقدت أدوات السيطرة، وأنّها تعيش مأزقاً قاتلاً بين الحاجة إلى القمع للحفاظ على بقائها، والخشية من أنّ هذا القمع ذاته قد يشعل الثورة المقبلة

 

ماهي تداعيات هزيمة نظام الملالي في المنطقة؟

مساء يوم الاحد المصادف 19 أکتوبر2025، وبحضور عدد مميز من الشخصيات السياسية والحقوقية والاعلامية، تم عقد الحوار الاسبوعي الذي کان المتحدث الرئيسي فيه موسى أفشار، عضو لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، وأدار الحوار مهدي عقبائي، عضو المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، وکان الموضوع الرئيسي المطروح لحوار الاسبوع هو"ماهي تداعيات هزيمة نظام الملالي في المنطقة".
عرض لبعض ما جاء في صحافة النظام الايراني
في بداية اللقاء وبعد الترحيب بالمشارکين في الحوار، وقبل إستعراضه لمقتطفات من ما طرح في صحافة النظام، قال مهدي عقبائي: في ظل التطورات الأخيرة والمهمة، وأبرزها توقف الحرب في غزة وبوادر إحلال السلام، سنناقش اليوم تأثيرات هذه التطورات وانعكاساتها على النظام الإيراني والوضع الداخلي في إيران.
وبعد الضربات التي تلقاها النظام في المنطقة، يُعتبر إنهاء حرب غزة ضربة استراتيجية أخرى لنظام الملالي. فخلال الـ46 عامًا الماضية، استغل النظام قضية فلسطين كذريعة لتأجيج الحروب، والآن مع انتهاء الحرب في غزة، فقد النظام هذه الذريعة التي كان يستخدمها لتبرير أفعاله.  
جميع دول المنطقة أيدت إنهاء الحرب، بينما وقف النظام الإيراني ضد هذا التوجه.  
استغلّ خامنئي عملية "طوفان الأقصى" ليصبح القوة المهيمنة في المنطقة ويحمي نظامه من الانتفاضات الشعبية والإطاحة به. لكنه اليوم تحوّل إلى الخاسر الأكبر في المنطقة، وأصبح معزولًا بشكل غير مسبوق.
وفي هذا الإطار، أشار عقبائي إلى اعتراف بعض صحف النظام بهذه الخسارة، وقال إنه للتدليل على ذلك يمكن الإشارة إلى بعض النماذج في وسائل إعلام النظام، منها ما جاء في صحيفة "ستاره صبح" التابعة للنظام، التي كتبت في 12 أكتوبر: "الشرق الأوسط الجديد ضد إيران، ودخول إيران في نزاع العرب وإسرائيل بعد تراجع الدول العربية كان خطأً مكلفًا."
وكذلك كتبت صحيفة "جمهوري إسلامي" الأسبوع الماضي أن عملية "طوفان الأقصى" كانت خطأً كبيرًا.
وبالطبع، سيحاول خامنئي الاستمرار في تأجيج الحروب، لكنه لم يعد يملك الأدوات التي كان يعتمد عليها سابقًا. علامات الضعف بدأت تظهر بوضوح على النظام الإيراني
بعد ذلك، سلّط موسى أفشار الأضواء على علامات الضعف التي أصبحت ظاهرة على النظام، وقال إن خامنئي، الذي كان يحاول سابقًا تعزيز معنويات قواته بخطاباته، لم يظهر شخصيًا لمدة شهر. 
ولفت الانظار الى أن صحيفة "كيهان"، التابعة لخامنئي، كتبت: "أعداء النظام يستغلون الظروف الجديدة في المنطقة."  
كما كتبت صحيفة "ستاره صبح" في 12 أكتوبر: "عندما لم يعد حزب الله يملك قوة الردع لصالح إيران، فإن بقية الجماعات تفقد هذه القدرة أيضًا."  
وأشار الى أن هذه التصريحات تكشف عن انهيار شبكة الوكلاء التابعة للنظام وعن عزلته الاستراتيجية.  کما اشاره بان أحد المحللين التابعين للنظام، حميد آصفي، كتب هذا الأسبوع في حسابه على تلغرام: "ما تم توقيعه في شرم الشيخ ونفذ في غزة وإسرائيل لم يكن مجرد نهاية حرب، بل كان نهاية حقبة من نفوذ النظام الإيراني في المنطقة."  
وإن هذه النقاط تؤكد حقيقة قلناها منذ 45 عامًا: إن تأجيج الحروب في المنطقة كان أحد أعمدة بقاء النظام، والآن هذه السياسة قد وصلت إلى طريق مسدود.  
النظام الإيراني، بقيادة خامنئي، الطرف الوحيد الذي كان يستفيد من حرب غزة ويستخدمها وسيلةً لبقائه، بينما حتى الدول الداعمة لحماس مثل قطر وتركيا ومصر لم تكن ترغب في ذلك.
في مؤتمر شرم الشيخ، لم يشارك النظام لأن سلام غزة كان بمثابة مراسم دفن مشروع "تأجيج الحروب في المنطقة" الذي كان يروج له النظام تحت شعار الدفاع عن فلسطين.
النظام لم يكن مستعدًا للمشاركة في مراسم دفن مشروعه الذي يُعتبر ركنًا أساسيًا لبقائه!
کما لفت الانظارالى إن المقاومة الإيرانية أعلنت في اليوم ذاته، 7 أكتوبر 2023، أن "خامنئي أخذ لقمة أكبر من فمه، وعصرٌ قد تغير، وسيكون خامنئي الخاسر الاستراتيجي في هذه اللعبة"، واليوم نشهد تأكيد ذلك.
کيفية تأثير الهزائم على التوترات بين فصائل النظام المختلفة
ثم إستعرض موسى أفشار الهزائم التي مني بها النظام في المنطقة وداخل إيران أدت إلى تصعيد النزاعات بين الفصائل المختلفة، حيث يتهم بعضها بعضًا بالخيانة للأمن القومي. الفصيل المهيمن يرى في هذا الهدنة وخطة السلام "فخًا سياسيًا" وتهديدًا للنظام. بينما تتساءل فصائل أخرى عن سياسات خامنئي و"الحرس الثوري"، وتعتبر استمرار الحروب بلا جدوى، وتدعو إلى التفاوض مع الولايات المتحدة.  
وشدد على إن هذه الهزائم واضحة لدرجة أن كبار مسؤولي النظام يعترفون بها. على سبيل المثال، قال الشيخ علي أكبر ناطق نوري، وهو من المقربين من الخميني ومن جناح خامنئي المتشدد، الأسبوع الماضي: "كنا نريد أن تكون الجمهورية الإسلامية التي أسسناها نموذجًا للعالم الإسلامي. لكن مع الفقر والفساد والاختلاس الحالي، هل يمكننا أن نقول إننا نريد أن نكون نموذجًا؟ لم نكن نموذجًا، بل أصبحنا عبرة لغيرنا."  
وإن هذا التصعيد غير المسبوق في الصراعات الداخلية يكشف عن الأزمة العميقة التي يعاني منها هيمنة خامنئي وضعفه. هذه الحقائق كانت موجودة سابقًا، لكن بسبب هيمنة خامنئي، لم تكن الفصائل قادرة على التعبير عنها علنًا.  
مقطع فيديو عن إضراب السجناء في إيران
بعد ذلك تم عرض مقطع فيديو عن الإضراب عن الطعام الذي يخوضه السجناء في سجن قزل‌حصار احتجاجًا على الإعدامات الوحشية التي ينفذها النظام. والذي وصل اليوم إلى يومه السابع.  
إنعکاسات هزائم النظام على الاوضاع داخل إيران
وقبل الخوض في إنعکاسات هزائم النظام على الاوضاع داخل إيران، علق أفشار على إضراب السجناء وقال إن الإضراب عن الطعام كان دائمًا شكلاً من أشكال الاحتجاج التي يعتمدها السجناء السياسيون، لكن اليوم نرى حتى السجناء العاديين ينضمون إلى هذه الاحتجاجات، مما يكشف عن عمق الأزمة.  
ثم أضاف أن فشل النظام استراتيجيًا في المنطقة، وعزلته الدولية، والأزمات الداخلية الحادة، كلها عوامل تُضعف النظام وتفتح الطريق أمام انتفاضة الشعب. محاولات النظام لصرف انتباه الشعب عن المشاكل الداخلية عبر أزمة غزة باءت بالفشل، بل زادت من الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية وفاقمت السخط الشعبي.  
وأردف، نتيجة لذلك، تصاعدت الاحتجاجات الشعبية والإضرابات وأنشطة "النواة الثورية" التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية. هذه النوى، كذراع تنفيذي للمقاومة، تقوم بعمليات مثل إحراق رموز النظام أو مراكز "الحرس الثوري"، وتنظيم الاحتجاجات، لتوجيه السخط الشعبي نحو الانتفاضة.  
مقطع فيديو عن أنشطة وحدات الانتفاضة 
ثم تم عرض مقطع فيديو عن فيديو آخر يُظهر أنشطة "وحدات الإنتفاضة" خلال الأسبوع الماضي. 
بعد عرض المقطع، أوضح عقبائي أن "وحدات الانتفاضة" تمثل استراتيجية المقاومة الإيرانية لإسقاط النظام من خلال تنظيم شعبي منظم والمواجهة الشاملة.
وتُركّز هذه الاستراتيجية على المشاركة المكثفة في الاحتجاجات الشعبية وقيادة الانتفاضات عند وقوعها، وتوجيه المواجهات نحو مراكز القمع والأجهزة الأمنية والإدارية للنظام، بهدف إسقاطه عبر انتفاضاتٍ شعبيةٍ عارمةٍ وشاملةٍ على مستوى البلاد.
إيران والوضع المتفجر
وتحدث موسى أفشار عن الاوضاع الحالية في إيران وأکد على إنها متفجرة وإن هذا ما تعكسه تصريحات مسؤولي النظام ووسائل إعلامهم. رئيس النظام، بزشكيان، قال يوم الخميس: "لا أخاف من أمريكا وإسرائيل والخارج، أنا أخاف من الداخل. نحن ننام على الذهب لكننا جياع."  
وذکر أن أحد أعضاء مجلس النظام، ستوده، قال في 12 أكتوبر في البرلمان: "الأسعار كسرت ظهر الشعب. 90% من مشاكلنا داخلية. رواتب العمال والموظفين وقوات الأمن وجميع المؤسسات منخفضة. الرواتب تزداد بنسبة 15% سنويًا، لكن الأسعار ترتفع بنسبة 15% يوميًا. القرى تفتقر إلى مياه الشرب، ويتم تزويد العديد من القرى بالمياه عبر الصهاريج."  
وأن موقع "اقتصاد أونلاين" التابع للنظام كتب الأسبوع الماضي: "الفلافل، الذي كان طعامًا رخيصًا في السابق، أصبح الآن في طهران طعامًا فاخرًا."  
کما أشار الى أن موقع "ديدار نيوز" الشهر الماضي: "رواتب العمال لا تكفي لتغطية 30% من تكاليف معيشتهم."  
صحيفة "ستاره صبح" كتبت أيضًا: "خلال العقدين الماضيين، تقلصت موائد الشعب إلى الثلث، وواحد من كل ثلاثة إيرانيين يعاني من مشاكل المعيشة والفقر. السبب هو أن أولويات المسؤولين ليست الاقتصاد أو الرفاه أو مواجهة التلوث والازدحام، بل تركيزهم منصب على محاربة الغرب وأمريكا وإسرائيل."  
وإن موقع «فرارو» كتب: البنك الدولي يتوقع لإيران في السنتين المقبلتين تضخمًا بنسبة 56 في المئة.
کما إن الشيخ صادقي، ممثل خامنئي في "الحرس الثوري"، قال في 16 أكتوبر: "العدو قد شكّل جبهة هائلة وواسعة وغير متجانسة ذات قوة إعلامية عالية. أي أنه موجود في جميع شوارعنا، في كل أزقتنا، في كل مكان، وهذا أمر يثير قلقًا كبيرًا."
الإعدامات وإضراب السجناء
بعد ذلك تناول أفشار المحور الاخير في الحوار الاسبوعي عن الاعدامات وإضراب السجناء، فقال إن خامنئي يصعد من إعدام السجناء وتعذيبهم واغتيال المعارضين لإنقاذ نظامه. في سبتمبر، تم شنق ما لا يقل عن 206 أشخاص، ومنذ بداية أكتوبر وحتى الآن تم إعدام 150 شخصًا على الأقل، من بينهم فتاة تبلغ من العمر 25 عامًا.  
وإن منظمة العفو الدولية أصدرت بيانًا في 16 أكتوبر جاء فيه أن آلاف الأشخاص في إيران معرضون لخطر الإعدام، وأن أكثر من 1000 شخص تم إعدامهم منذ بداية عام 2025.  
ثم أشار الى أن  منظمة العفو الدولية أصدرت بيانًا في 16 أكتوبر جاء فيه أن آلاف الأشخاص في إيران معرضون لخطر الإعدام، وأن أكثر من 1000 شخص تم إعدامهم منذ بداية عام 2025.  
و في سجن قزل‌حصار، حيث تُنفذ معظم الإعدامات في طهران، يوجد 1500 سجين محكومون بالإعدام وينتظرون تنفيذ الحكم. هؤلاء السجناء بدأوا إضرابًا عن الطعام هذا الأسبوع احتجاجًا على الإعدامات الوحشية.  
و في إيران بأكملها، هناك آلاف السجناء المحكومين بالإعدام، وخامنئي يرسل كل يوم عددًا منهم إلى حبل المشنقة ليخلق الخوف ويمنع انتفاضة الشعب. لكن حتى خبراء النظام يعترفون بأن الإعدامات والاعتقالات لم تعد مجدية.  
ونوه من أنه وکما رأيتم في الفیدیو عائلات السجناء المحكومين بالإعدام قد نظموا احتجاجات أمام السجون وفي مناطق مختلفة، مطالبين بإلغاء أحكام الإعدام على أبنائهم. وشدد على إن خلاصة کل ما قد ذکر هو إن إنها فرصة تاريخية للإطاحة بالنظام.
وقال إن هزائم النظام في المنطقة وداخل إيران خلقت فرصة تاريخية للشعب الإيراني. النظام معزول الآن ويواجه احتجاجات واسعة في الداخل. هذه الهزائم أضعفت أسس النظام ومهدت الطريق لانتفاضة وطنية. الاطاحة بهذا النظام لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال انتفاضة الشعب وشبكة المقاومة المنظمة. المقاومة الإيرانية هي مفتاح النصر. لذا، دعم "النواة الثورية" والمقاومة الإيرانية هو واجب دولي للقضاء على نظام ولاية الفقيه.