احتفاء بإنجاز نسوي متميز..

رسائل من منصة التكريم: حافظات القرآن الكريم وأثرهن في المجتمع

"حفظ القرآن هو الاستظهار والعمل بمقتضاه والاشتغال به تدبراً واستنباطاً وتعليماً وتعلما، وهناك عوامل تحقق الحفظ الأمثل لكتاب الله منها: الاستعداد الشخصي، ووحدة الذكاء وقوة الذاكرة"؛ الكاتبة.

حافظات القرآن قدوات مضيئة في زمن التحديات

د. اشجان الفضلي
باحثة اجتماعية ومعدة ومقدمة برنامج بودكاست في مؤسسة اليوم الثامن للاعلام والدراسات
عدن

رسائل من نور: حافظات القرآن كنوز المجتمع

في يوم بهيج  ، اجتمعنا لنحتفل بنجوم حافظات القرآن الكريم. كان كل صوت يتردد في القاعة كأنه رسالة من نور تتحدث عن الإيمان والفضيلة. هل تساءلتم يومًا عن السر وراء هذا الإشراق الذي يحيط بحافظات القرآن؟"
يوم السبت الموافق21/12/2024م  احتفل مركز الرميصاء النسوي لتعليم القرآن الكريم وعلومه(مسجدا الدعوة والفاروق) بعدن مديرية دار سعد، بتكريم 24 حافظة من حافظات القرآن الكريم، وذلك ضمن الأنشطة والفعاليات التي يقيمها المركز. شارك العديد من الداعمين هذا الفرح ومن ضمنهم سفير السلام والانسانية الاستاذ احمد العداشي وحضر الحفل مجموعة من اهالي الحافظات وكذلك اكاديميات ومنظمات مجتمع مدني .
أهمية حفظ القرآن:
حفظ القرآن هو الاستظهار والعمل بمقتضاه والاشتغال به تدبراً واستنباطاً وتعليماً وتعلما، وهناك عوامل تحقق الحفظ الأمثل لكتاب الله منها: الاستعداد الشخصي، ووحدة الذكاء وقوة الذاكرة، وتنظيم الوقت وتحديد الدروس، وإيجاد الحوافز والمرغبات، ويستحب حفظ القرآن إجماعاً، وحفظه فرض كفاية إجماعاً، والسر في أن الله سبحانه وتعالى كلف الأمة بحفظ القرآن، ليكون معجزاً بلفظه فضلاً عن معانيه، ولنا اليوم قدوة حسنة في مركز الرميصاء  النسوي بقيادة الدكتورة ميادة قائد بتكريم 24 حافظة اجتهدن بحب للارتقاء بهذا العلم  وهن يمثلن قدوة حسنة للنساء  في مجتمعنا , فالقدوة الحسنة هي الركيزة في المجتمع، وهي عامل التحوُّل السريع الفعَّال، فالقدوة عنصر مهم في كلِّ مجتمع، فمهما كان أفراده صالحين، فهم في أمَسِّ الحاجة للاقتداء بالنماذج الحيَّة، كيف لا وقد أمرَ الله نبيَّه صلَّى الله عليه وسلَّم بالاقتداء، فقال: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 90].
وقد عُرِّفت القدوة بأنها: "إحداث تغيير في سُلُوك الفرد في الاتجاه المرغوب فيه، عن طريق القدوة الصالحة؛ وذلك بأن يتَّخذ شخصًا أو أكثر يتحقَّق فيهم الصلاح؛ ليتشبَّه به، ويُصبح ما يطلب من السلوك المثالي أمرًا واقعيًّا ممكنَ التطبيق , وتشتدُّ الحاجة إلى القدوة الحسنة كلَّما بَعُد الناس عن الالتزام بقِيَم الإسلام وأخلاقه وأحكامه، وهذا ما ذكرتنا به د. ميادة وطاقم العمل في مركز الرميصاء النسوي  و ما لمسته اليوم من الحاضرات فلم يكن هناك سوى المشاعر الإيجابية والرغبة في ان يصبحن مثلهن حافظات لكتاب الله 
شاهدت مشاعر الفرح ولاحظت رعشة الايدي اثناء ذكر الاسماء للصعود الى المنصة للتكريم 
بدوري قدمت كلمة تحفيزية للحاضرات وللمشاركات طلبت منهن ان تخيلن معي، أن قلوبنا كغرف مظلمة، يسودها الظلام والجهل و الصمت ، ولا ترين شيئًا أمامك. تشعرين بالخوف والقلق، وتبحثين عن أي شرارة من نور تبعث الأمل في قلبك." ولكن، ما إن يدخل نور القرآن إلى هذه الغرف حتى تبدأ في الانارة تدريجياً. كأننا نفتح نافذة صغيرة على عالم من النور والهداية، ثم نبحث عن مفتاح يضيء كل زاوية من زوايا هذه الغرفة. هذا المفتاح هو تدبر معاني القرآن، وتطبيق أحكامه في حياتنا. فكلما تعمقنا في كتاب الله، زاد نوره في قلوبنا، حتى يصبح القلب كالمصباح المنير الذي ينير الدروب ويبدد الظلمات. لنجعل من قلوبنا مصابيح تضيء دروب مجتمعاتنا، ونكون قدوات حسنة لأجيالنا القادمة
ايتها الحافظات الكريمات، أنتن قدواتنا، فلتكن قلوبكن مضاءة بنور القرآن، وليكن سلوككن مثالاً يحتذى به. قد تواجهن في حياتكن تحديات، ولكن تذكرن  أن القرآن هو نوركن وهدايتكن. فلتكن حياتكن شاهدة على جمال هذا الدين، وليكن كلامكن حكمة، وأفعلكن قدوة، وسلوككن نورًا يضيء دروب الآخرين. فأنتن كنوز مجتمعنا، وعلينا أن نحافظ على هذا الكنز وننميه.
ولا ننسى دور الأسرة في تربية الأبناء على الأخلاق الحميدة والقيم الإسلامية حيث شارك في التكريم ام وبناتها كلهن حافظات للقران .
في الاخير اشكر مجتمعنا الذي يمتلك حس المسؤولية الاجتماعية من خلال الحضور والمشاركة ومن خلال الجهات الداعمة لحفل التكريم 
خاتمة:
لقد شهدنا احتفالًا مميزًا بتكريم حافظات القرآن الكريم، وهن كنوز مجتمعنا. دعونا جميعًا نسعى لنكون قدوات صالحات، ونعمل على نشر نور القرآن في مجتمعاتنا. ففي ظل التحديات التي تواجهنا، يبقى القرآن هو ملاذنا وهدايتنا.
أدعوكم جميعًا إلى دعم وتشجيع حفظ القرآن الكريم، سواء من خلال الالتحاق بدروس التحفيظ، أو من خلال دعم المراكز والمدارس التي تعنى بهذا الشأن. فبذلك نساهم في بناء مجتمع قوي متماسك، يرتكز على قيم القرآن والسنة.