إزالة أكثر من 15 مليون محتوى متطرف..
"اعتدال وتليغرام".. كيف نجحت في مكافحة الدعاية المتطرفة للتنظيمات الإرهابية؟
يصل عدد المحتويات والقنوات المتطرفة المزالة والمغلقة خلال عام 2022 ومنذ بدء التعاون بين «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)» ومنصة «تلغرام» في 21 فبراير (شباط) حتى نهاية ديسمبر 2022، إلى 15 مليوناً و21 ألفاً و951 محتوى متطرفاً.

جهود مشتركة بين اعتدال وتليغرام نجحت في حصار ومكافحة الدعاية المتطرفة للتنظيمات الإرهابية
وجه المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)، اليوم الاحد، ضربات موجعة بدعم من تليغرام لـ"لجان التطرف والإرهاب" على المنصة خلال العام 2022.
وتمكّن «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)»، بالتعاون مع منصة «تلغرام»، خلال عام 2022، من إزالة 15 مليوناً و21 ألفاً و951 محتوى متطرفاً، وإغلاق 6 آلاف و824 قناة متطرفة مستخدمة لبث تلك الدعاية المتطرفة عبر منصة «تلغرام»، وذلك استمراراً للجهود المشتركة في رصد ومكافحة الدعاية المتطرفة للتنظيمات الإرهابية.
ونجح فريق العمل المشترك من «اعتدال» و«تلغرام»، خلال الربع الأخير من العام الماضي 2022 (سبتمبر/ أيلول حتى ديسمبر/ كانون الأول)، في رصد وإزالة 8 ملايين و494 ألفاً و35 محتوى متطرفاً تعود إلى 3 تنظيمات إرهابية؛ هي: «القاعدة» و«داعش» و«هيئة تحرير الشام»، بثها عبر 3 آلاف و616 قناة، حيث تصدرت المحتويات المتطرفة المزالة لتنظيم «داعش» الإرهابي بـ4 ملايين و172 ألفاً و215 محتوى متطرفاً بُثت عبر ألفين و654 قناة، تلته «هيئة تحرير الشام» بـ3 ملايين و696 ألفاً و483 محتوى متطرفاً بُثت من خلال 703 قنوات، فيما جاء تالياً تنظيم «القاعدة» الإرهابي بـ625 ألفاً و337 محتوى متطرفاً استخدم التنظيم 259 قناة لنشرها.
وبذلك يصل عدد المحتويات والقنوات المتطرفة المزالة والمغلقة خلال عام 2022 ومنذ بدء التعاون بين «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)» ومنصة «تلغرام» في 21 فبراير (شباط) حتى نهاية ديسمبر 2022، إلى 15 مليوناً و21 ألفاً و951 محتوى متطرفاً، و6 آلاف و824 قناة متطرفة، توزعت على 3 تنظيمات إرهابية، حيث تمت إزالة 7 ملايين و645 ألفاً و650 محتوى متطرفاً وإغلاق ألف و676 قناة متطرفة تعود إلى «هيئة تحرير الشام»، وتمت إزالة 5 ملايين و458 ألفاً و27 محتوى متطرفاً وإغلاق 4 آلاف و359 قناة متطرفة لتنظيم «داعش» الإرهابي، فيما تمت إزالة مليون و918 ألفاً و274 محتوى متطرفاً وإغلاق 789 قناة متطرفة لتنظيم «القاعدة» الإرهابي.
ويواصل «اعتدال» و«تلغرام» جهودهما المشتركة في التعاون والتنسيق لإزالة المنتجات المتطرفة المنشورة باللغة العربية التي تتضمن ملفات وسائط بأشكال مختلفة (PDF) ومقاطع فيديو وتسجيلات صوتية، وذلك في سياق التعاون على حماية رواد المنصة من مخاطرها وتأثيراتها الآيديولوجية ومحاولات استغلال المنصة في تداول تلك المنتجات.
وشنت هيئة تحرير الشام 4 هجمات في إدلب و3 في حمص، وهو ما أسفر عن مقتل 3 جنود سوريين وجرح 4 آخرين.
ويوضح مدير المركز العربي للدراسات السياسية محمد صادق إسماعيل، أن تحركات هيئة تحرير الشام التي يقودها أبو محمد الجولاني، يحمل 3 دلالات:
• عقب الانفجارات المتتالية في ديالى وكركوك بالعراق وإعلان تنظيم "داعش" الإرهابي مسؤوليته عنها، تريد هيئة تحرير الشام إعادة تكوين نفسها داخل سوريا مرة أخرى.
• تستغل الجماعة الإرهابية انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا، خاصة أن توجه موسكو الآن يسير نحو التعمق داخل أوكرانيا أكثر.
• اتجاه روسيا لجبهة جديدة في شرق آسيا، وهي جزر الكوريل (المتنازع عليها مع اليابان)، في ضوء تركيز موسكو على البعد الآسيوي المحيط بها، يترك فراغا جزئيا مؤقتا في سوريا، تستغله الجماعات الإرهابية.
بناء على ما سبق، يرى إسماعيل أن هيئة تحرير الشام تريد بتكرار الهجمات ضد العسكريين والمدنيين السوريين "إثبات وجودها، بعد تأثر قدراتها الفترة الماضية تحت ضغط عمليات القوات السورية والروسية ضدها".
يتوسع التحالف الإرهابي في هجماته عبر نظام الذئاب المنفردة (عمليات تشنها خلاياه فرديا أو بعدد قليل بشكل خاطف) كمحاولة للظهور وإعادة تكوين نفسه، إلا أن القوات السورية تقابل ذلك بعمليات عسكرية لقصف مواقع هذا التحالف.
وعام 2022، تركزت الأخبار الرئيسية على تحولات القيادة في تنظيمي داعش والقاعدة، ولم يقابل تلك الاضطرابات تغييرات جذرية أو مزايا جديدة بساحة المعركة.
وفي 31 يوليو/تموز الماضي، قتل أيمن الظواهري عندما أطلقت الولايات المتحدة صواريخ "هيلفاير" بينما كان زعيم تنظيم الإرهابي واقفا بشرفة منزله في كابول، حيث كان يعيش لعدة أشهر، بدعم من شبكة حقاني، الفصيل المتطرف لحركة طالبان في أفغانستان.
وخلف الظواهري أسامة بن لادن، الذي قتل عندما داهمت قوات أمريكية منزله في باكستان مايو/أيار عام 2011، وأفادت التقارير بأن الأمير الجديد للتنظيم الإرهابي هو "سيف العدل"، مصري في الستينيات من عمره ويتخذ من إيران مقرا له، وبحلول نهاية عام 2022، لم يكن التنظيم قد اعترف بمقتل الظواهري أو أعلن بديلة.
وأشار التحليل -الذي نشره مركز ويلسون الدولي للدراسات والأبحاث- إلى أن صمت تنظيم القاعدة بشأن الخلافة أثار تساؤلات حول صحة التنظيم؛ واعتبر بعض المحللين فترة ولاية الظواهري، أنها كانت ناجحة إلى حد ما، بالنظر إلى نجاحه في منع انهيار التنظيم خلال الصعود السريع لداعش، الذي أصبح خصمه الرئيسي بين الجماعات الإرهابية.
وعاش الظواهري أيضًا ليشهد عودة طالبان، حلفاء القاعدة، إلى السلطة في أفغانستان العام 2021، لكنه في الواقع ترك خلفه تنظيماً في حالة فوضى.
وعرف الظواهري إلى حد كبير بكتبه وبياناته المسجلة، والتي كان معظمها طويلاً ومضجراً، وغير ملهم حتى لمعجبيه من المتطرفين، وبصفته قائدا، لم يكن قادرا على الإجبار على الطاعة أو توجيه الأحداث بساحة المعركة.
وفي عام 2013، سعى الظواهري لمنع صعود داعش من خلال توجيه الأوامر لأبوبكر البغدادي بالعودة إلى العراق وعدم التدخل في جبهة النصرة، ذراع القاعدة في سوريا، لكن رفض البغدادي الانصياع للأوامر، وبعد ذلك اجتاحت قواته سوريا والعراق لإنشاء "خلافة".
ولم تتوقف الفصائل المختلفة في شبكة القاعدة الأوسع نطاقا عن العمل رغم أن مستقبل قيادة التنظيم ظل سؤالا مهما، وكانت الأذرع التابعة له عبارة عن جماعات إرهابية محلية بايعت التنظيم في السابق، لكن كانت أطرافا مستقلة من عدة نواح.
وقد كانوا متحالفين على نطاق واسع مع القاعدة استراتيجيًا وأيديولوجيًا، لكنهم نفذوا في الغالب مهام ضد الأعداء المحليين بهدف إقامة حكمهم في نهاية المطاف.
ورجحت الطبيعة غير المركزية لشبكة القاعدة أن مقتل الظواهري لن يؤثر تأثيرا كبيرا على الأداء العام للشبكة، وكان أنجح الجماعات التابعة للتنظيم في أفريقيا، حركة الشباب في الصومال، وجماعة النصرة في الساحل.
وفي عام 2022، كان كلاهما تنظيمين فعالين وخطيرين شكلا تحديات أمنية كبيرة في مناطقهم وخارجها.
لكن في الشرق الأوسط، على سبيل المقارنة، لم يكن أداء القاعدة جيدا في 2022، وكان أقوى ذراع له جبهة النصرة من 2013 حتى 2016، لكن في 2016، ترك القاعدة وغير اسمه لاحقا إلى هيئة تحرير الشام، والذي سيطر على معظم إدلب منذ عام 2017.
أما تنظيم داعش فقد شهد أيضًا تغييرات في القيادة خلال 2022، رغم أنه لم يتردد في الاعتراف بالخسائر، ففي فبراير/شباط، قتل أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، وهو الاسم المستعار لـ"محمد سعيد عبد الرحمن المولى"، خلال غارة للقوات الخاصة الأمريكية بمجمعه السكني بقرية أطمة السورية.
ويبدو أن المتحدث باسم داعش قتل أيضًا قرابة هذا الوقت، وبعدها بشهر، أعلن المتحدث الجديد باسم التنظيم أن أبوالحسن الهاشمي القرشي الخليفة الجديد.
وفي 30 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلن داعش أن أبوالحسن قتل في معركة، وأفاد بيان للقيادة المركزية الأمريكية أنه قتل على أيدي المتمردين السوريين في درعا منتصف أكتوبر/تشرين الأول.
وأصبح الخليفة الجديد "أبوالحسين الحسيني القرشي"، في حين لا يعرف الكثير عن خلفيته أو هويته، ويقال إنه ينتمي إلى جيل جديد وأصغر من قادة داعش، وبدا أن الجيل الأول يمرر الشعلة إلى رجال أصغر بدأت خبرتهم مع صعود داعش في 2013- 2014.
وقال مسؤول عسكري أمريكي لـ"صوت أمريكا" إن أبوالحسين لم يكن "من الفريق الأصلي"، وانتقال القيادة أظهر أن "هناك أشخاصا تم تدريبهم ومستعدون كي يأتوا بعدهم".
وبعد خسارة كل زعيم، ينشر داعش صورا دعائية تظهر المئات من مقاتلي التنظيم، من سوريا إلى أفغانستان، ومن مصر إلى موزمبيق، يبايعون "الخليفة" الجديد.
وبحلول نهاية 2022، لم تكن هناك مؤشرات كبيرة على معارضة أو استياء داخل شبكة داعش العالمية، ومع ذلك، فإن الاضطرار إلى إعلان خسارة زعيمين في عام واحد ربما لا يمكن تحمله.
وتكبد تنظيم داعش خسائر أخرى عام 2022؛ حيث أفادت تقارير بمقتل ستة على الأقل من كبار المسؤولين أو اعتقلوا بعد مقتل أبوإبراهيم، لكن رغم خسارة القادة، ظلت مختلف ولايات شبكة داعش العالمية نشطة من أفريقيا إلى آسيا الوسطى، وتحول أكبر عدد لعمليات داعش جنوبا باتجاه أفريقيا خلال الأعوام الأخيرة.
وفي وقت سابق أوقفت قوات الأمن التركية 18 شخصا أجنبيا مقربين من داعش و"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة) و"القاعدة".
وأفادت وكالة "الأناضول" بأن فرق الأمن في مدينة إسطنبول التركية أوقفت 18 أجنبيا في إطار عملية ضد التنظيمات الإرهابية "داعش" و"هيئة تحرير الشام" و"القاعدة".
وأوضحت الوكالة أن فرقا تابعة لفرع مكافحة الإرهاب بمديرية أمن إسطنبول حددت أشخاصا مقربين من التنظيمات المذكورة.
ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية قولها إن الفرق داهمت بشكل متزامن 21 موقعًا في عموم إسطنبول"، لافتة إلى أن العملية أسفرت عن توقيف 18 مواطنا أجنبيا، وأن الفرق نقلتهم إلى مقر مديرية الأمن.