نهائي مثير حسم بركلات الترجيح على حساب فرنسا..

ليونيل ميسي يهدي كأس العالم 2022 إلى الأسطورة الراحل دييغو مارادونا

"غالبا ما يكون الفشل جزءا من الرحلة والتعلم، ودون خيبات أمل يستحيل أن يأتي النجاح".

ميسي يحصل على أفضل لاعب في مونديال قطر ويرفع كأس العالم

الدوحة

أهدى أسطورة كرة القدم، ليونيل ميسي، الثلاثاء، كأس العالم التي فاز بها ورفاقه في قطر، الأحد الماضي، إلى الأسطورة الراحل دييغو مارادونا "الذي شجعنا من السماء"، وإلى كل الذين دعموا المنتخب خلال رحلته في البحث عن اللقب الذي كان غائبا منذ أكثر من 3 عقود.

وقدم ميسي الشكر الجزيل لكل المجموعة "الجميلة" التي رافقته في البطولة، سواء من اللاعبين أو الجهاز الفني، وجميع "المجهولين" الذين ساهموا في تسهيل الأمور عليهم.

واعتبر ميسي، في منشور على حسابه بتطبيق إنستغرام، أن "هذه الكأس التي فزنا بها تنتمي أيضا إلى كل أولئك الذين لم يفوزوا بها في نهائيات كأس العالم السابقة التي لعبناها، كما حدث في 2014 في البرازيل، حيث استحقها الجميع لقتالهم حتى النهاية، وعملوا بجد وأرادوا ذلك بقدر ما فعلت"، بحسب ترجمة صحيفة ماركا.

وقال "غالبا ما يكون الفشل جزءا من الرحلة والتعلم، ودون خيبات أمل يستحيل أن يأتي النجاح".

وأضاف: "مر ما يقرب من ثلاثة عقود، منحتني فيها الكرة العديد من الأفراح وكذلك بعض الحزن. لطالما حلمت بأن أكون بطل العالم ولم أرغب أبدا في التوقف عن المحاولة، رغم علمي أن ذلك قد لا يحدث أبدا".

وقدم ميسي شكره لكل الذين دعموا المنتخب الوطني "دون النظر كثيرا إلى النتيجة، ولكن في الرغبة التي طالما كانت لدينا، حتى عندما لم تكن الأمور تسير على ما يرام".

وأضاف: "شكرا جزيلا من أعماق قلبي. فلتتقدم الأرجنتين إلى الأمام".

ومنذ فوز الأرجنتين بكأس العالم، نشر قائد المنتخب العديد من المنشورات على إنستغرام، نالت عددا قياسيا من التفاعل معها.

ووصل ميسي وزملاؤه إلى الوطن في حوالي الساعة 2 صباحا، الثلاثاء، بعد تتويجهم في قطر، واستقلوا حافلة مكشوفة من المطار واستقبلهم الآلاف من المشجعين، وهم يشقون طريقهم نحو ملعب تدريب الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، حيث أمضوا الليلة هناك.

وكان ميسي، الفائز بالكرة الذهبية في قطر، أول من خرج من الطائرة حاملاً كأس العالم.

واصطف المشجعون في شوارع بوينس آيرس لإلقاء نظرة على الفريق عند وصوله بعد فوزهم المثير بركلات الترجيح على فرنسا في المباراة النهائية.

وتم إعلان الثلاثاء عطلة وطنية في الأرجنتين وسيكون هناك استعراض في أنحاء العاصمة للاحتفال بالفوز بكأس العالم للمرة الثالثة.

وظفر ميسي أخيراً بالكأس وقبّلها واحتضنها وحملها بعدما طاردها أربع مرات من دون جدوى، أقربها في نهائي 2014 عندما خسر أمام ألمانيا بهدف قاتل بعد التمديد.

وانضم أفضل لاعب في العالم سبع مرات، إلى مواطنه الأسطورة الراحل دييغو مارادونا الذي قاد بلاده إلى لقب 1986 بعد هدفين "خارقين" في مرمى إنكلترا في ربع النهائي، وبات بمقدور عشاقه المقارنة بينهما، وربما مع البرازيلي بيليه بطل العالم ثلاث مرات بين 1958 و1970.

فبعدما أسدل الستار على مونديال قطر، الأحد، بتتويج الأرجنتين للمرة الثالثة في تاريخها، بعد نهائي مثير حسمته ركلات الترجيح على حساب فرنسا، يتطلع عشاق كرة القدم من الآن إلى مونديال 2026 الذي ستنظمه للمرة الأولى، 3 دول، والذي يتوقع أن يكون علامة فارقة في تاريخ كرة القدم، لأسباب عدة.

وسيشهد مونديال 2026 الذي سيقام بالولايات المتحدة والمكسيك وكندا مشاركة 48 منتخبا، للمرة الأولى، ارتفاعا من النسخ الأخيرة التي شهدت مشاركة 32 منتخبا (بدءا من مونديال 1998 في فرنسا)، ويعني ذلك بالطبع زيادة عدد المباريات من 64 إلى 80، وذلك في حال استقر الاتحاد الدولي "الفيفا" على إقامة مرحلة المجموعات بتقسيم المنتخبات على 16 مجموعة، في كل منها 3 منتخبات.

وسيقام المونديال المقبل على 16 ملعبا، وهو رقم آخر غير مسبوق، بينها 11 في الولايات المتحدة، و3 في المكسيك، واثنان في كندا.

ويعني زيادة المباريات والمنتخبات رقما قياسيا شبه مضمون فيما يتعلق بالحضور الجماهيري، علما بأن الحضور الجماهيري الأكبر شهدته بطولة 1994 التي استضافتها الولايات المتحدة بمشاركة 24 منتخبا، وقد بلغ أكثر من 3.5 مليون مشاهد في الملعب.

وتحقق ذلك الرقم بفضل السعة الكبيرة للملاعب الأميركية، فضلا عن الاهتمام البالغ بنشر الرياضة في ربوعها بذلك الوقت.

وبينما شهد مونديال قطر 2022 أكبر عدد مسجل من الأهداف في تاريخ المونديال، وهو 172 هدفا، بزيادة هدف واحد عن نسختي فرنسا 1998 والبرازيل 2014، يبقى من شبه المؤكد أن يتم تحطيم ذلك الرقم بالنظر إلى الزيادة الكبيرة في عدد المباريات، علما بأن تطورات القوانين الأخرى التي تبناها "الفيفا" خلال السنوات الأخيرة، أدت إلى غزارة تهديفية، بسبب استخدام تقنية الفيديو المساعد، وتعديل حالات احتساب التسلل ولمسات اليد.

أما على الصعيد الفردي، فيتبقى رقمان قياسيان "محتملان" جدا، يمكن أن يحققهما نجما مونديال قطر، الأرجنتيني ليونيل ميسي والفرنسي كيليان مبابي.

وحقق ميسي أخيرا لقبه الحلم بالتتويج بكأس العالم في المشاركة الخامسة، لكن ابن مدينة روزاريو تعهد غداة التتويج بالاستمرار باللعب مع منتخب التانغو حتى إشعار آخر.

ويعني استمرار ميسي، 35 عاما، ومشاركته في المونديال المقبل، أن يكون أول لاعب في التاريخ يشارك في 6 بطولات لكأس العالم، وهو إنجاز "استثنائي"، لكنه لا يبدو مستحيلا.

ورغم أن ميسي، ذكر سابقا أن المونديال الحالي قد يكون "على الأرجح" الأخير بالنسبة له، إلا أن إغراء الإنجاز الجديد قد يدفع النجم الموهوب للبقاء حتى نسخة 2026.

وبالنسبة لمبابي، الذي لا يزال في ريعان الشباب (23 عاما)، فيبدو باب الأرقام القياسية مفتوحا على مصراعيه، وسجل نجم باريس سان جرمان 12 هدفا موندياليا في نسختي 2018 و2022، وتسجيل 5 أهداف أخرى في النسخة المقبلة، وهو أمر يبدو تماما في متناول النجم الموهوب، يعني انفراده بلقب هداف المونديال التاريخي بـ17 هدفا، علما بأن الرقم القياسي الحالي يحمله الألماني ميروسلاف كلوزه وهو 16 هدفا، سجل آخرها في مونديال 2014 بالبرازيل.