فشل إخواني ذريع..

«التنسيق المشترك» بين الإخوان والقاعدة.. هل ينجح لاستعادة السيطرة على شبوة؟

ووفقًا لما كشفته المصادر فمن المفترض أن يقوم قيادات الإخوان في الجنوب بشن عملية هجومية على حقول النفط في مديرتي عسيلان وبيحان بمحافظة شبوة، وإذا نجحت تلك العملية فسيتوجهون لمحاولة استعادة سيطرتهم على مركز المحافظة في «عتق» التي وقعت مؤخرًا تحت قبضة القوات الجنوبية.

الموارد النفطية التي تتمتع بها محافظة شبوة وعدد من المحافظات الجنوبية الأخرى تمثل أهمية استراتيجية لحزب الإصلاح الإخواني

نورا بنداري
شبوة

بعد الخسائر الأخيرة التي مُنِي بها حزب الإصلاح الإخواني خلال شهري أغسطس وسبتمبر 2022، على يد قوات العمالقة الجنوبية في عدد من المحافظات الجنوبية اليمنية، خاصة محافظة شبوة، ونجاح تلك القوات في دحر محاولة الانقلاب التي نفذها عدد من القيادات العسكرية والأمنية الموالية للإخوان على محافظ شبوة الجديد «عوض بن الوزير العولقي» بعد إقالة المحافظ الإخواني «محمد صالح بن عديو»؛ يسعى الحزب في الوقت الحالي للسيطرة على الثروات النفطية التي تتمتع بها «شبوة»  لتمويل جرائمه.

وقالت مصادر محلية، إن قيادات الإخوان تحاول العودة إلى شبوة مجددًا من خلال التحضير لمعركة جديدة يتم من خلالها إرسال ألفي مقاتل من بينهم عناصر من وحدات قوات الأمن الخاصة في شبوة (أغلب قياداتها من الإخوان) من مدينة مأرب إلى أطراف محافظة شبوة، وسيقود تلك المعركة «عبدربه لعكب» قائد انقلاب شبوة  والقائد السابق لقوات لأمن الخاصة في شبوة.

ووفقًا لما كشفته المصادر فمن المفترض أن يقوم قيادات الإخوان في الجنوب بشن عملية هجومية على حقول النفط في مديرتي عسيلان وبيحان بمحافظة شبوة، وإذا نجحت تلك العملية فسيتوجهون لمحاولة استعادة سيطرتهم على مركز المحافظة في «عتق» التي وقعت مؤخرًا تحت قبضة القوات الجنوبية.

وعلى الجهة المقابلة وفي التوقيت ذاته، سيقوم عناصر تنظيم «القاعدة» الإرهابي بحشد عسكري في الأطراف الشمالية الشرقية لشبوة، وهو ما أرجعه عدد من المراقبين لوجود نوع من «التنسيق المشترك» بين الإخوان والقاعدة لاستعادة السيطرة على شبوة.

واتجاه الحزب الإخواني للتصعيد وتنفيذ مزيد من الهجمات فى هذا التوقيت، يرجع إلى أمرين، أولهما؛ تخوفه من أن يلقى مصير الإخوان نفسه في مصر، وتونس، والسودان حينما تم استبعادهم من المشهد السياسي، خاصة أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني «رشاد العليمي» منذ تسلمه مقاليد الحكم في أبريل 2022، استبعد قيادات الإخوان من جميع مؤسسات الدولة.

أما الأمر الثاني، فإن الموارد النفطية التي تتمتع بها محافظة شبوة وعدد من المحافظات الجنوبية الأخرى تمثل أهمية استراتيجية لحزب الإصلاح الإخواني، إذ يستخدمها لدعم قياداته العسكرية والأمنية، وهو ما جعل جماعة الإخوان تدشن خلال السنوات الماضية «قوات أمنية خاصة» مهمتها الأساسية هو حماية المنشآت والحقول النفطية في المحافظات الجنوبية.

وعليه فإن محاولة انقلابهم الأخيرة على محافظة شبوة «العولقي» جاء بعد قرارات اتخذها، منتصف أغسطس الماضي، مفادها أنه سيتم فرض إجراءات عسكرية حازمة لتأمين المنشآت النفطية لعدم استغلالها من قبل الإخوان.

ويقول الدكتور محمود الطاهر، إن الإخوان لا يستطيعون ذلك كما أنهم غير قادرين على العودة لمحافظة شبوة، فسيطرتهم على الحكم لثماني سنوات كشفت زيف وطنيتهم، وفضح رغبتهم في الاستيلاء على موارد الدولة.

وأضاف لـ«المرجع» أن الشعب اليمني أدرك أن الإخوان هم سبب رئيسي في إطالة أمد الحرب، ولذا فلم يعد لهم حاضنة، وسيفشلون في أي محاولة للعودة، وما يعيطهم بعض القوة في الوقت الحالي أنهم مسيطرين على مورد النفط في محافظة مأرب، إلا أنه من المتوقع أن تنجح القوات الجنوبية خلال الفترة المقبلة في السيطرة عليه وطردهم من مأرب.