قصيدة..

آهة في محراب الغياب

بلال الصوفي

فانوي الرجوع وعودي أيها القمر

عودي إلي سريعا واطفئي وجعا

وآهة مثلما البركان تنفجر

خلفت بعدك جرحا لا اندمال له

وأدمعا من على الخدين تنهمر

إني لغيرك قلبي ما اطمأن ولا

أنا على البين هذا سوف أقتدر

طبعي الغرام ولي قلب يعذبني

مع الأحبة إن عادوا وإن هجروا

غاب الحنان الذي قد كنت أعشقه

فما ترنم لي عود ولا وتر
 

أنا الحزين على هذا وها أنذا

قلب يئن وعين ملؤها المطر

أنت التي ملكت قلبي معذبتي

أما سواك بقلبي ما لها أثر

أنت الجمال الذي أهوى وكم طبعت

في جوف ذاكرتي من حسنك الصور

وكيف امحوك من قلبي وانت به

ذكراك أول من شقوا ومن حفروا

ذكراك باقية في القلب ما بقيت

يوما على نقشها مأمونة حجر

كيف الخلاص وما المنجى فلست أرى

إلا الجحيم ونار البين تستعر.

أنا القتيل بأحبابي إذا غربوا

أنا القتيل بأحبابي إذا ظهروا

قلبي يعذبني فيهم وليتهم

بما أحس بهذا الليل قد شعروا

إني شقيت بأمر لست أحسبه

ولا توقعت أن يؤتى به الخطر

كم زارني الحزن ليلا في الدجى ورأى

في داخلي ألم هيهات ينحصر

لم يطرق الليل بابا لي ويدخله

إلا وخيم بي في ظله السهر

الويل والليل والآهات تعرفني

والصبح والفجر والأنات والسحر
 

طال التنائي وطال البين سيدتي

وليته عند هذا الحد يختصر

عودي إلي سريعا يا فتاة ألا

فداك قلبي فداك السمع والبصر
 

إني بدونك يوما ما استرحت ولا

بغير وجهك قلبي سوف ينتصر

فيا أحبة قلبي فارحموا رجلا

يئن من شوقه والقلب منكسر

إن مسه الشوق أو يطغى الغرام به

فليس يجديه لا شك ولا حذر

يشكو الأنين إذا أحبابه بعدوا

وينشد الحب إن أحبابه حضروا
 

قلبي من البين يا من أنت محترق

أرجو يعاد له في أمره النظر

ما خنتني أنت مولاتي معذبتي

خان الزمان فؤادي خانني القدر

أرجوك عودي لعل الحب يأخذني

إلى الذي منك يرجى نحوه السفر
 

قلبي أنا بالهوى والحب مختلط

كمثل زيتونة بالزيت تعتصر
 

قلبي مع الحب مهما كان أبصره

ءآمنوا فيه أحبابي وإن كفروا
 

أنا مع حب أحباب أنست بهم

ءآخذوني على ما كان أو غفروا