"اليوم الثامن" تفتح ملف التعليم بالعاصمة..
تقرير: على طاولة محافظ عدن.. "الضياء" روضة حكومية أم خاصة؟

محافظ عدن أحمد حامد لملس يتفقد مكتب التربية والتعليم في العاصمة - أرشيف

منذ 30 عاما مضت، والتعيينات في اليمن لا تخضع لمعايير الكفاءة، وانما لمعايير "الاقربون والأصدقاء أولى بالتعيين"، وهو ما ينطبق على تعيين مدراء مكتب التربية والتعليم في عدن العاصمة، المنصب الذي طالما يخضع لمعايير الصداقة، وهي المعايير التي يمكن ان تورث المنصب، نحو التأميم، على غرار تأمين منازل المواطنيين، ومنحها للمهاجرين غير الشرعيين.
في عدن العاصمة المدينة التي عرفت بالريادة في التعليم، أصبحت اليوم في وضع سيء للغاية، فالسيناريو الذي كان يخشاه أولياء أمور الطلبة خاصة الاسر الفقيرة، بات أمرا واقعا على الجميع.
يعيش المواطن في عدن في وضع معيشي منهار بفعل عدم حصول الموظفين على مرتباتهم، بات ملف التعليم، يمثل كابوسا مرعباً، دفع الكثير من الأسر الى إيقاف تعليم أبنائهم بفعل عدم مقدرتهم على دفع تكاليف التعليم الخاص، المشروع الاستثماري الذي يدر على أصحابه أموال طائلة.
فليس من حقك كمواطن ان تسأل عن التعليم الحكومي، فالاجابة ستكون من مسؤولي التربية والتعليم "ودي ابنك على مدرسة خاصة أحسن لك"، هكذا يتحدث المواطن عبدالله صالح، عن النصيحة التي اسداها له مسؤول في احد مكاتب التربية بمديريات العاصمة.
ويضيف المواطن لصحيفة اليوم الثامن "ذهبت لمراجعة مكتب التربية في المديرية بشأن ابني الوحيد الذي يدرس في المدرس الحكومية القريبة من المنزل، واخبرته بان المعلمين في المدرسة لا يهتمون بتعليم الطلبة بشكل جيد، فكان الرد، خذ ابنك على مدرسة خاصة أحسن لك، والان سوف احرر لك تحويل على المدرسة الخاصة البعيدة عن ثلاث مدارس خاصة أقرب الى منزلنا، وأشار علي ان انقل ابني الطالب في السنة الثانية الى مدرسة أبعد من مدرستين مجاورتين في الحي الذي اقطن فيه".
وفسر المواطن حديث المسؤول في مكتب التربية "بانه تأكيد على حصول مدراء مكاتب التربية على نسبة من التعليم الخاص عن كل طالب يتم نقله من المدارس الحكومية، حتى أصبحت المدارس الخاصة مزدحمة في ظل عزوف الطلاب واولياء الأمور عن التعليم الحكومي المتدهور.
ذهبنا خلف الأمر، واجرينا اتصالات بمسؤولين في مكتب التربية والتعليم، فتبين لنا ان التعليم قد تدهور بشكل كلي خلال السنوات الخمس الماضية، بفعل تدهور المدارس الحكومية واضراب المعلمين، وهو ما ساهم في ازدياد المدارس الخاصة التي يمتلكها نافذون، يرون في التعليم الخاص أسرع وسائل الاستثمار لتحقيق مكاسب مالية كبيرة.
وقال مصدر مسؤول في مكتب التربية بالعاصمة عدن لصحيفة اليوم الثامن "ان التعليم في عدن سار على نفس السيناريو الذي سارت عليه المشافي الحكومية والتي أغلقت ودمرت لصالح المشافي الخاصة.
مدير مكتب التربية والتعليم، في عدن هو محمد عبدالرقيب الرقيبي، قال مسؤولون مقربون منه ان رشح لمدير المكتب من قبل وكيل العاصمة نصر شاذلي وانه قدمه لمحافظ عدن الشهيد جعفر محمد سعد، الا ان القرار الذي لم يصدره جعفر، صادق عليه لاحقا محافظ عدن الأسبق عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي (حالياً)، بعد ان اقنعه الوكيل نصر شاذلي بان اللواء جعفر محمد سعد أوصى قبل استشهاده بتعيين الرقيبي مديرا لمكتب التربية والتعليم.
لكن لم يتم سؤال "شاذلي" حول تأخر محافظ عدن الشهيد في اصدار قرار تعيين القريبي مديرا لمكتب التربية والتعليم في العاصمة.
المصادر أكدت "ان مكتب التربية والتعليم في العاصمة عدن يستلم منذ العام 2015م، موازنة تشغيلية كبيرة بفعل الدعم الذي كانت تقدمه دولة الامارات العربية المتحدة والهلال الأحمر الاماراتي لقطاع التربية والتعليم من خلال تأهيل المدارس الحكومية وصرف الكتب والملابس المدرسية، ناهيك عن الدعم الذي يقدم كموازنة للمكتب الذي لم يقم باي عمل بما في ذلك طباعة الكتاب المدرس الذي يشتريه أولياء الأمور لأبنائهم منذ العام 2015م.
في الحلقة الأولى من ملف التربية والتعليم في عدن، تنشر صحيفة اليوم الثامن شكوى مواطني حي التواهي الذين يشكون "روضة الضياء"، التي قالوا انها طردت أطفالهم وان الكثير منهم ذهب نحو الروضات الخاصة.
وتمكن أولياء أمور أطفال الروضة من توثيق حديث لمديرة المدرسة وهي تقوم بطرد أطفالهم ورمي ملفاتهم واخراجهم من المدرسة.
وقالت مواطنات لصحيفة اليوم الثامن ان مدير روضة الضياء تتعامل مع الأطفال ومع أولياء امورهم على انها مدرسة خاصة تطرد كل من يناقشها بشأن التعليم في الروضة، وتقوم بالتلفظ عليه.
وناشدت أم طفلة طردت من روضة الضياء، محافظ العاصمة عدن السيد أحمد حامد لملس بالتدخل ووقف ما وصفتها بالأساليب الاستفزازية التي تقوم بها مدير الروضة تجاه أطفال دون الخامسة من أعمارهم.
وقال مواطنون ان مدير مكتب التربية والتعليم في العاصمة لا يتجاوب مع شكاويهم، وان المسؤولين في فروع المكتب بالمديرية لا يمتلكون أي حلول سوى نصيحة من يأتي إليهم بشكوى بان عليه الذهاب الى التعليم الخاص، وكأن التعليم الخاص قد أصبح مجاناً في بلد منهك اقتصاديا ومعيشياً.
وطالب المواطنون محافظ العاصمة عدن بضرورة القيام بإجراءات هيكلية بداية بتغيير مدير مكتب التربية والتعليم، ومدراء الفروع ومدراء المدارس الحكومية الذين أصبح الكثير منهم ينظر الى المدارس على انها "ورث"، لا يمكن التنازل عنه، مؤكدين ان وضع التعليم في عدن أصبح في الحضيض، وان المدارس الحكومية في طريقها الى الاغلاق لمصلحة انتشار المدارس الخاصة التي أصبحت مشاريع استثمارية رابحة لقوى سياسية وحزبية لا تريد الخير لعدن والوطن.