معارك مأرب تفضح إخوان اليمن..
تقرير: ماذا يعني سيطرة ميليشيات الحوثي على أخر معاقل حكومة هادي

حلفاء هادي فشلوا في تحقيق اي تقدم يذكر ضد الحوثيين الموالين لإيران - أرشيف
دخلت المعارك في مأرب بين قوات تنظيم إخوان اليمن والتحالفات القبلية الموالية لحكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته أسبوعها الثالث، وسط الحديث عن تحقيق انتصارات من الطرفين، فيما ترجح مصادر تحقيق قبائل يمنية إنجازات عسكرية في بعض الجبهات التي لا تخضع لتنظيم الإخوان الممول قطرياً.
تقارير إخبارية يمنية تحدثت عن ورود معلومات تشير بتقدم ميليشيات الحوثي نحو المدينة، معززة بضعف كبير في ما يسمى بالجيش الوطني في مواجهة الميليشيات المدعومة من إيران، وهو ما قد يسفر عن تحولات جديدة في خارطة اليمن، رغم المحاولات الأممية للتفاهم بين كافة الأطراف، لتجنيب المدنيين العزل خطر التعرض لازمات اجتماعية واقتصادية، وحتى يمكن إنهاء معاناة الشعب اليمني من الحرب الدائرة هناك منذ 2014م.
وتكمن أزمة سيطرة ميليشيا الحوثي على مدينة مأرب، في أن تلك المدينة هي إحدى المدن الاستراتيجية المهمة بالنسبة للميليشيات الحوثية، نظرًا لغناها بالنفط والغاز، ما يجعلها مورد اقتصادي في غاية الأهمية إذا ما وقعت في براثن الحوثي، لكن الأزمة تكمن في ضعف المقاومة من جانب أنصار حزب الإصلاح الذراع السياسي لجماعة الإخوان في اليمن، وكذلك السيطرة الضعيفة لجبهات القتال التابعة لحزب الإصلاح برغم التسلح وحصول المجندين والأفراد العسكريين على كافة مستحقاتهم المالية أولًا بأول، ما يزيد من الحيرة في مسألة ضعف المواجهة العسكرية والتكافؤ بين القوتين.
مواقع إخبارية قالت إن تخاذل الإصلاح في الدفاع عن مأرب دفع نحو تحرك مكثف من التحالف العربي لدعم الشرعية، والذي حاول إيقاف تمدد ميليشيا الحوثي بمأرب في ظل تخاذل مليشيا الإصلاح الإخواني، وتقهقرها أمام ضربات الحوثيين، حيث منع التحالف منع تكرار سيناريو محافظة عمران في مأرب، والتي سقطت سابقًا بأيدي الحوثيين جراء هزيمة وتخاذل قوات الإصلاح الإخوانية.
وحاول التحالف تكثيف ضرباته الجوية لمواقع تمركز قوات مليشيا الحوثي وقوافل إمدادتهم، ما ساعد على وقف تقدمهم الذي كان سريعًا خلال الأيام الأولى من الهجو.، وفي وقت لم تكن فيه القوات المكلفة بالدفاع عن مأرب تمتلك مقومات الصمود بسبب تخاذلها، وفقط لكونها تابعة بشكل أساسي لعناصر الإصلاح الإخوانية.
وتخشى جبهة الشرعية في اليمن من خسارة مدينة مأرب ووقوعها في أيدي ميليشيا الحوثي على اعتبار أن مأرب هي آخر معاقل الشرعية على الأرض في شمال اليمن، في ظل سيطرة حوثية على أغلب محافظات الشمال اليمني، وهي 13 محافظة بما فيها العاصمة صنعاء، وهو ما قد يتسبب في إحراج الشرعية أو إضعاف مركزها في أي مفاوضات محتملة مستقبلاً.
وقد تسبب الضعف الكبير في المواجهة العسكرية من جانب حزب التجمع اليمني للإصلاح في إضعاف الجبهة العسكرية اليمنية أمام التمدد الحوثي، على الرغم من حصول الذراع العسكرية للإخوان على كافة المستحقات المالية اللازمة لعملية المواجهة، فضلًا عن الدعم اللوجيستي والتسليح الكبيرين، مقارنة بوضع الجيش التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، والذي يعاني من ضعف موارده المالية، وتأخر حصول الجنود والضباط على مستحقاتهم، إلا أن جبهات المجلس العسكرية لا تعاني أي ضعف مقارنة بجبهات الإصلاح، وسبق أن تمكنت قوات الانتقالي الجنوبي من تحرير كافة المحافظات الجنوبية، واحتل المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي مكانة مهمة في طريق المفاوضات التي جرت لتشكيل حكومة الكفاءات اليمنية الجديدة.
وقد تمكنت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من تثبيت أقدامها في عدد من المواقع المهمة بعد أن حررت كافة المحافظات الجنوبية، وشهدت محافظة الضالع خلال الأيام الماضية معارك هي الأعنف أحرزت قوات المقاومة الجنوبية التي يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي على انتصارات كبيرة في مواقع مهمة بشمال الضالع، رغم الكثير من المعاناة التي لاقاها رجال الانتقالي على كافة الجبهات العسكرية، حيث سبق أن توقف الدعم العسكري والأغذية لجبهتي الضالع وكرش، منذ أشهر كما تم إيقاف المرتبات لأكثر من خمسة أشهر، مع إصرار قوات المقاومة الجنوبية على الدفاع عن الجنوب.
كذلك تمثلت إحدى الأزمات التي عانى منها المحاربون التابعون للمجلس الانتقالي الجنوبي في إيقاف علاج الجرحى في مستشفيات العاصمة عدن ليزيد الوضع تعقيدًا في الجنوب، فضلًا عن انخفاض درجات الحرارة ومعاناة قوات الانتقالي في مواجهة الشتاء القارص على كافة الجبهات العسكرية.