صحيفة يمنية تتوقع تكرار سيناريو نهم..

تقرير: وزير الدفاع "المقدشي" في سيئون والحوثيون يقتربون من مأرب

الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي يحظى برعاية سعودية - أرشيف

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

دخلت الحرب في محيط محافظة مأرب اليمنية الى الشرق من صنعاء (العاصمة)، الأسبوع الثاني من المواجهات بين ميليشيات الحوثي الموالية لإيران وحلفاء حكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، حيث يسعى الحوثيون الى السيطرة على مركز المحافظة الغنية بالثروات النفطية والغازية، لكن هذه المعركة تمثل أهمية مفصلية في تاريخ الحرب اليمنية التي تدخل عامها السابع.

ووصل الى سيئون وزير الدفاع محمد المقدشي قادما من المملكة العربية السعودية، على متن طائرة مدنية، الامر الذي اثار حالة من الاستغراب حول وصوله الى سيئون، بدلا من ان يصل الى مأرب ولو عن طريق طائرة عسكرية خاصة وان المحافظة تشهد أعنف المعارك منذ بداية الحرب في العام 2015م.

ورجحت مصادر جنوبية ان يكون قدوم المقدشي عن طريق سيئون، ربما مقدمة لانسحاب قوات مأرب الى وادي حضرموت الذي لا يزال محتلا منذ 30 عاما، وحيد طيران العربي من قصفه، بدعوى ان قوات محايدة لا تتبع الحوثيين الموالين لإيران.

تساند السعودية، قوات هادي الذي تستضيفه في أراضيها، بالطلعات الجوية، التي دائما ما تستهدف التعزيزات الحوثية القادمة من صنعاء والبيضاء.

قالت مصادر يمنية ميدانية لـ(اليوم الثامن) "ان قوات هادي تحاول منذ أيام استعادة مواقع خسرتها لصالح الحوثيين، من بينها قاعدة عسكرية استراتيجية، على مقربة من مركز المحافظة.

وقال مصدر عسكري يمني "إن القوات التابعة للحكومة اليمنية تحاول جاهدة منذ أيام استعادة قاعدة كوفل العسكرية الاستراتيجية، وان قتلى وجرحى الحوثيين بالمئات.

وقال مصدر عسكري لـ(اليوم الثامن) "هناك حالة من التراخي في صفوف حلفاء هادي، بفعل الفساد المستشري، حيث ترى قيادات عسكرية انها حرمت من امتيازات مالية سابقة، واليوم يتم الدفع بها إلى جبهات القتال، في حين انه تم تجاهلها خلال السنوات الماضية من أي امتيازات مالية او عسكرية.

وأكد المصدر ان الميليشيات الحوثية تخوض حربا غير اعتيادية في مأرب، مؤكدا ان كل ذلك بفضل الخبرات الإيرانية التي قال انها تشرف على معركة اجتياح مأرب.

 وأشار المصدر، إلى أن المليشيا الحوثية تستخدم أسلحة فتاكة وصواريخ حرارية، تطلقها بغزارة على مواقع وتحركات قوات الجيش.

وقالت صحيفة “الشارع” اليمنية نقلا عن مصدر عسكري في صرواح قوله "إن الحوثيين، حتى يوم أمس، مازالوا مسيطرين على معسكر كوفل، واستطاعوا تأمينه بالسيطرة على مسافة تقدر بكيلو واحد باتجاه مدينة مأرب، ويحاولون التقدم إلى ما بعد ذلك.

وأفادت الصحيفة على لسان المصدر أن “هناك تخاذلاً كبيراً في صفوف قوات هادي، حيث أن معسكر كوفل سقط، وكذلك أغلب المواقع المحيطة به، في ظل غياب قائد جبهة صرواح الذي غادر قبل شهر إلى القاهرة للنقاهة، فيما قائد المنطقة العسكرية الثالثة، منصور ثوابة، مشغول بالخصميات من مستحقات المقاتلين”.

وأشارت الشارع، إلى أن قائد المنطقة الثالثة، هو القائد الوحيد الذي لا يعرف جبهة صرواح، وزراها منذ تكليفه في نوفمبر من العام الماضي، مرة واحدة فقط، وصل فيها إلى منتصف الطريق المؤدي إلى صرواح، واستقر تحت العبارات على طريق مأرب صرواح.

وذكر مصدر عسكري أن القادة السابقين في صرواح عملوا على فكفكة الجبهة، بممارسة الفساد وغياب التنظيم، وعدم معرفتهم بإدارة العمليات القتالية.

وأكدت صحيفة “الشارع”، أن حزب الإصلاح (الإخوان) ضغط بكل ثقله لتغيير قائد الجبهة السابق العقيد أحمد أبو أصبع، بقائد آخر من أعضاء الإصلاح، من أبناء خولان، وتسلم الجبهة وفككها، وهو الآن خارج البلاد منذ أكثر من شهر.

وأضافت، أنه “إذا لم يتم تدارك الموقف وتعزيز عمليات التنسيق والتعاون ودعم جبهة صرواح، فأعتقد أن الحوثي سوف يتقدم أكثر وسيواصل تقدمه باتجاه الطلعة الحمراء، واتجاه سد مأرب”.

وقالت الصحيفة على لسان المصادر العسكرية إن “الحوثي يضغط بقوة، ويستخدم تكتيكاً قتالياً “نفس طويل”، بينما قواتنا في حالة من التخبط، واللامبالاة، بالإضافة إلى النقص في التسليح أمام ترسانة الحوثي من الصواريخ وقذائف المدفعية وغيرها من الأسلحة النوعية.

وصعّد الحوثيون، مطلع الأسبوع الماضي، من هجماتهم على العديد من محاور محافظة مأرب، في مسعى للسيطرة على كامل مناطق شمال البلاد، وهو ما سيعزز موقعهم في مباحثات تبدو مرتقبة بين الأطراف اليمنية، خاصة وأن إدارة الرئيس بايدن تدفع بقوة باتجاه الحل السياسي في اليمن، وفق ما ذكرته الوكالة الألمانية.

كما يسعى الحوثيون، من خلال تكثيف هجماتهم العسكرية، إلى فرض حصار على مدينة مأرب، التي تعد آخر المعاقل التي تسيطر عليها القوات الحكومة في شمال البلاد، تمهيداً لمحاولة اقتحامها، في معارك عنيفة خلّفت عشرات القتلى من الطرفين في الساعات الماضية.

ولفتت الصحيفة اليمنية الى ان هناك مؤشرات على تكرار سيناريو سقوط جبهة نهم في صرواح، بسبب فساد الإصلاح وربما تآمر بعض قادته، خصوصاً مع حالة التفكك الحاصلة في الجبهة ومغادرة قائدها خارج البلاد، وغياب أي دور لقائد المنطقة العسكرية الثالثة.

وتحدثت مصادر عسكرية مطلعة لـ “الشارع”، عن ممارسة حزب الإصلاح للوصاية الكاملة على مجريات العمليات العسكرية في مختلف الجبهات بالمحافظة، والتحكم بقرار إدارتها، من خلال خلية واسعة من القادة المسيطرين على مفاصل الإدارات والدوائر الحيوية في وزارة الدفاع والوحدات التابعة لها.

وقالت المصادر، إن حزب الإصلاح فرض على الرئيس هادي تغيير القائد السابق للمنطقة الثالثة، محمد أحمد الحبيشي، الذي كان صدر به قرار جمهوري دون الرجوع لخلية الإصلاح في مأرب، وشنوا عليه حرباً شعواء وأعاقوا كل خططه لترتيب وضع المنطقة.

وأضافت المصادر، أن “الإصلاح” في مأرب عمل على تكليف ناصر علي عبدالله صالح الذيباني، المشهور بأبو منير، مع استمرار محاولتهم الضغط على الرئيس هادي، بإصدار قرار له، لكنه رفض ذلك، فلجأت قيادة حزب الإصلاح إلى علي محسن الأحمر نائب الرئيس، الذي أصدر قرار بتكليف منصور ثوابة لقيادة المنطقة دون قرار جمهوري.

وبحسب المصادر، فإن أبو منير هو المسؤول الأول عن فكفكة جبهة صرواح، بالإضافة إلى المفتش العام عادل القميري، وأبو منير، هو قائد الجناح العسكري لحزب الإصلاح في مأرب، رئيس هيئة العمليات الحربية في وزارة الدفاع، التي تضم في إطارها دائرة التدريب، ودائرة العمليات الحربية، ودائرة الاستخبارات العسكرية، دائرة الأمن الحربي، ودائرة الهندسة العسكرية، ودائرة الاتصالات العسكرية.