أفران عدن الخيرية.. الإنسانية في أجمل صورها

ما أجمل الإنسانية وما أروع أن يستخدمك الله لتكون جابرا للخواطر ، وما أطيب النفس التي تتصدق وتتاجر مع المولى عزوجل وهي علي يقين أن التجارة مع الله مكسب عظيم ، 

ما أعظم أن  تسد رمق يتيم أوفقير أنهكه الجوع وربط حزاما علي بطنه عله يسكت آلام معدته التي جفت من قلة الغذاء ،، وما أصعب علي النفس من رؤية رجل يبكى من قلة الحيلة وهو يري فلذات أكباده يموتون جوعا أمام عينيه.

وجدت الإنسانية في أجمل صورها في عدن الحبيبة من خلال مشروع عملاق  أنا شخصيا كنت أحلم به في يوم من الأيام ، وهو " أفران عدن الخيرية " وقد ناشدت في يوم من الأيام من خلال برنامج مساء الحرية الذي شرفت بتقديمه في عام ٢٠١٧  العائلات والأمهات والطلاب أن يتبنوا فكرة الإطعام وترسيخ مباديء التكافل المجتمعي حتي لو " بشق تمرة " 

وقتها لم يكن عندي علم بهذا المشروع الإنساني الكبير  الذي تبناه أبناء الجنوب المغتربين الذين يثبتون كل يوم أنهم رغم البعاد والغربة لم ينفصلوا عن وطنهم ، يحنون لذرات ترابه ، لم تكن شعاراتهم مجرد أقوال بل أثبتوا ولاءهم للوطن من خلال عمل إنساني عظيم وفي سنوات قليلة أمتد ليصبح شجرة كبيرة لها فروع في بعض المحافظات وأتمني أن يعمم المشروع في كل مدن الجنوب ، ولم يقتصر فقط دور " أفران عدن الخيرية " علي الإطعام فقط بل امتدت أياديهم البيضاء لتشمل مجالات كثيرة أهمها قطاع الصحة ، ومواجهة الكوارث الطبيعية والوقوف مع ضحايا هذة الكوارث ودعمها ماديا ومعنويا ، والآن بصدد إنشاء مستشفي خيري ضخم أتمني أن يتكاتف كل من يملك المقدرة علي دعمهم ، فجميعنا علينا مسؤولية مجتمعية تجاه أوطاننا إن لم يكن بالمال ، فالمجهود والتطوع ،أو بالكلمة  الطيبة والدعم المعنوي وهذا أضعف الإيمان ، فالحب في متناول الجميع، أما الصدقة فهي امتحان القلب.

-----------------------------

صحافية مصرية