في مناطق سيطرتها بحجة كورونا..

تقرير عربي: الحوثي يبسط على المستشفيات ويرهب الأطباء

الميليشيات الحوثية في اليمن عمليات الاستيلاء على المستشفيات الحكومية والخاصة في مناطق سيطرتها

الرياض
تواصل الميليشيات الحوثية في اليمن عمليات الاستيلاء على المستشفيات الحكومية والخاصة في مناطق سيطرتها، من خلال التهديد والابتزاز وفرض الإتاوات؛ وهو ما يزيد المخاوف على القطاع الطبي في البلاد، بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا المستجد حول العالم.
وقالت مصادر طبية يمنية إن حملات الابتزاز الحوثية بذريعة «كورونا» استهدفت منذ انطلاقها المستشفيات الحكومية كافة، و40 مستشفى خاصًّا، و250 مركزًا صحيًّا حكوميًّا وأهليًّا، والمئات من الصيدليات والمؤسسات الدوائية.
وقال أطباء وعاملون في مؤسسات صحية استهدفتها حملات الميليشيات: إن فرقًا حوثية مصحوبة بمسلحين داهمت مؤسساتهم في صنعاء، وأغلقت بعضًا منها، إلى جانب إغلاق عدد من الأقسام والوحدات في مؤسسات أخرى؛ بحجة عدم التزامها بالإجراءات الحوثية المتخذة لمواجهة «كورونا».
وفرضت حصارًا كاملًا على مئات المستشفيات والمؤسسات الدوائية؛ بهدف الحصول على المال، من خلال إتاوات تتراوح بين 300 ألف ومليوني ريال (الدولار حوالي 600 ريال)، تدعي الميليشيات أنها تندرج في إطار دعم التوعية والتثقيف المجتمعي للوقاية من فيروس «كورونا».
كما فرضت أيضًا حصارًا كاملًا بمحافظة «الجوف» اليمنية أدى إلى إحراق سكن الأطباء، ونهب مخازن الصحة، وإغلاق مستشفى الحزم.
ونتيجة استمرار استهداف القطاعات الحيوية المتعلقة بصحة ومعيشة اليمنيين، ندد سكان صنعاء بعودة الحوثيين من جديد لاستهداف القطاع الطبي في مناطقهم، واعتبروا أن المرضى اليمنيين هم «المتضرر الوحيد» من تلك الاستهدافات بالدرجة الأولى.
وتشير تقارير دولية، إلى أنّ نحو 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، يحتاجون مساعدات إنسانية وصحية عاجلة، وكثيرٌ منهم على شفا المجاعة،  ويواجهون عددًا من الأمراض والأوبئة.
وفي وقت تزداد فيه المخاوف من الفيروس المستجد الذي اجتاح العالم، رغم الإعلان الحكومي بخلو البلاد من أي إصابة، أكد رئيس الوزراء اليمني «معين عبدالملك» ضرورة اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمواجهة هذا التحدي بأفق أوسع؛  لضمان التجاوب الفاعل مع الإجراءات الوقائية.
وكانت الحكومة اليمنية، أعلنت السبت 14 مارس 2020، أنها اتخذت سلسلة تدابير لمنع تفشي فيروس كورونا، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والمنظمات ذات العلاقة، للتأكد من سلامة القادمين للمنافذ المختلفة.
وخصصت الحكومة مليار ريال لدعم القطاع الطبي في مواجهة كورونا، كما اتخذت إجراءات احترازية تضمنت تعليق الرحلات الجوية من وإلى المطارات اليمنية.

اليمنيون عالقون بين الجوع والمرض:

حاولت جماعة الحوثي السيطرة على مقاليد الحكم في اليمن، بعد أن انقلبت على الشرعية الدستورية في البلاد، محاولة خدمة مصالح وأهداف نظام الملالي، الذي سيطر عليها وجعلها ذراعًا من ذراعه.

وفي سقوط فاضح للقوات الحكومية اليمنية، نجح الحوثي في السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء، 21 سبتمبر 2014، بصورة سريعة وبسيطة، بعد أن سيطروا على مقرات قيادة الفرقة السادسة والفرقة الأولى مدرع، وقيادة اللواء الرابع للحرس الثوري، والقيادة العليا للقوات المسلحة، ودائرة التوجيه المعنوي، دون مقاومة تُذكر.

كما سلم أفراد الحراسة في إذاعة صنعاء ورئاسة الوزراء ووزارتي الصحة والإعلام مواقعهم دون قتال، بعد أن تركوا أماكنهم لميليشيا الحوثي.

معاقبة الشعب

لم يقتنع الشعب اليمني بحديث قادة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، لذا وقف ضدهم، وشكل قوى المقاومة بالتعاون مع التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، وسعى إلى طرد الحوثي، ومن يقف معه من كتائب التجمع اليمني للإصلاح.

وهو ما أزعج قادة الطرفين الإرهابيين سواء الحوثي أو الإصلاح، لذا قررا معاقبة الشعب اليمني، وإجباره على الرضوخ لمطالبهم بالقوة، من خلال منعه من وصول معاناة الدول الإقليمية إليه، وكذلك منع الدواء عنهم.

العمل بالمجان لخدمة الميليشيا

وتمثل ذلك في قرار أصدره وزير الصحة الحوثي طه المتوكل، بإلزام أطباء المستشفيات الخاصة في صنعاء بالعمل المجاني في المستشفيات الحكومية الخاضعة لسيطرة الميليشيا الإرهابية، وفقًا لما أشارت إليه مصادر صحفية يمنية، الجمعة 30 أغسطس.

وشكل الوزير الحوثي لجنة لحصر الأطباء العاملين في المستشفيات الخاصة، وأصدر قرارًا بإلزامهم بالعمل في المستشفيات الحكومة دون مقابل، وأضاف المصدر أن الوزير الحوثي هدد بحرمان أي طبيب لا يعمل مجانًا في المستشفيات الحكومية من العمل في المستشفيات الخاصة.

ويتضح أن الابتزاز الحوثي الجديد فتح الباب أمام المشرفين الحوثيين في وزارة الصحة لابتزاز الأطباء العاملين في المستشفيات الخاصة، وتخييرهم بين دفع إتاوة أو رفع اسمهم كمخالفين، وتهديدهم بحرمانهم من مصدر دخلهم.

ولفت إلى أن الإجراء الحوثي يأتي في وقت كانت ميليشيا الحوثي قد فرضت ضرائب دخل على كل العاملين في القطاع الصحي الخاص.

يذكر أن ميليشيا الحوثي أغلقت مؤخرًا 25 مستشفى خاصا بشكل كلي وجزئي؛ لممارسة الابتزاز على المستثمرين في القطاع الصحي، لتسليم مبالغ كبيرة مقابل السماح بإعادة فتح المستشفيات أو الأقسام المغلقة.

وتهدف الميليشيا المدعومة من إيران إلى تحسين صورتها أمام المواطنين اليمنيين، وإيهامهم بأنهم المصدر الأساسي لهم لتلقي العلاج داخل اليمن، كآلية من آليات التداخل مع الشعب.