الأزمة السورية..
تقرير: هل سيتنازل أردوغان عن إدلب لصالح صداقته مع بوتين؟
اردوغان وبوتين
رأت مجلة أمريكية أنه ليس من السهل التوصل إلى اتفاق كامل بشأن إدلب السورية بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، لكنها استبعدت أن يفرط البلدان بصداقتهما الجديدة.
وقالت مجلة ”ناشيونال إنترست“ في تقرير لها اليوم الخميس، إن بوتين لن يتخلى أبدا عن رئيس النظام السوري بشار الأسد بصرف النظر عن طبيعة الاتفاق الذي يمكن التوصل إليه بين الزعيمين خلال محادثاتهما في موسكو.
ونقلت المجلة عن مدير ”مركز الحوار بين الحضارات“ في موسكو اليكسي مالاشينكو قوله: ”لا أعتقد أن التوصل إلى حل وسط بين بوتين وأردوغان سيكون سهلا؛ لأن كلا الزعيمين ليسا على استعداد للخسارة في إدلب، إذ إن ذلك يعني الضعف وهو ليس جيدا لهما“.
وأضاف: ”قد يعاود أردوغان الطلب من بوتين ألّا يتدخل في مواجهته مع الأسد إلا أنه من المستبعد تماما أن يوافق بوتين على هذا الطلب؛ لأن التخلي عن الأسد يعني اعتراف بوتين بالهزيمة في الشرق الأوسط وهذا بالطبع لا يريده؛ لأنه ليس في صالحه“.
وأشار مالاشينكو إلى أن تصرفات أردوغان وعزمه على التصعيد في إدلب فاجأ المسؤولين في موسكو، مضيفا بأنهم توقعوا في البداية أن تخوض القوات التركية في البداية بضعة معارك في إدلب ثم يسعى أردوجان إلى الوصول إلى حال.
وقال: ”لم يفعل أردوغان ما كان يتوقعه المسؤولون في موسكو… الحقيقة أنهم تفاجأوا بردة فعله وتصميمه على عدم التراجع“.
ولفتت المجلة في تقريرها إلى أن روسيا قدمت تنازلات كبيرة لأردوغان عندما قامت قواته بغزو شمال سوريا في تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، ما دفع الميليشيات الكردية إلى الانسحاب من المنطقة والقيام بدوريات مشتركة مع القوات التركية رغم غضب دمشق، مشيرة إلى أنه لهذا السبب شكل سلوك أردوغان أخيرا مفاجأة لموسكو.
وقال التقرير: ”يعتقد المراقبون إنه على الرغم من التوتر الحالي، إلا أن روسيا وتركيا ترى أن العلاقات المتنامية الجديدة بيهنما مهمة جدا، ويجب العمل للحفاظ عليها، خاصة أن البلدين على وشك توقيع اتفاقات للتعاون الاقتصادي والسياسي والعسكري ستمهد الطريق إلى علاقة قوية تدخلهما في عصر ذهبي“.
وختمت المجلة، تقريرها قائلة إنه ”رغم صعوبة التوصل إلى حل وسط بشأن إدلب هناك توقعات بأن الصداقة بين البدلين ستتعزز؛ لأنهما تعلما دروسا في حروبهما في السابق.“


