تقرير عربي: اتهامات بالفساد.. نتانياهو يشرب من كأس شارون

رصدت تقارير صحفية عربية تداعيات قرار المدعي العام في إسرائيل توجيه اتهامات بالفساد إلى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم السبت، فإن نتانياهو يواجه حال إدانته عقوبة تصل إلى السجن 10 سنوات في تهم تلقي الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، فضلاً عن تأثير هذه التهامات على مسيرة السلام والتسوية مع الفلسطينيين، وإمكانية جمود العملية السياسية نتيجة لهذه الخطوة.

اتهامات بالفساد
وقالت صحيفة العرب اللندنية إن "اتهام نتانياهو بالفساد يعمق الأزمة السياسية في إسرائيل"، مشيرة إلى أنه أطول رئيس وزراء بقي في منصبه، حيث تولى السلطة منذ 2009، وأدى وجوده في السلطة منذ هذا الوقت إلى هيمنته على السياسة لجيل كامل، الأمر الذي أدى إلى الكثير من التفاعلات السياسية المتواصلة.

ونبهت الصحيفة إلى إمكانية تأجيل المحاكمة لشهور في حال إجراء انتخابات جديدة وقيام نتانياهو بتحركات لطلب الحصانة البرلمانية من المقاضاة.

وأشارت إلى أن القانون لا يلزم نتانياهو بالاستقالة عقب توجيه الاتهامات له، غير أنها ستزيد من الضغوط السياسية عليه في ظل غضب أعضاء حزب الليكود والإسرائيليين عموماً من توجيه الاتهامات له ومطالبته بالاستقالة.

سياسي ضعيف
ومن جانبها، أبرزت صحيفة كل العرب العربية الصادرة داخل الخط الأخضر الانتقادات التي وجهها عدد من المحللين الإسرائيليين إلى نتانياهو، مشيرة إلى تحذيرهم من التداعيات الناجمة عن حالة الضعف التي وصل إليها رئيس الوزراء والتي تؤثر سلباً على إسرائيل. 

وأشار عدد من هؤلاء المحليين إلى أن نتانياهو بات لا يستحق كسياسي منصب رئيس الوزراء، في الوقت الذي لفت فيه محللون آخرون إلى دقة الوضع في إسرائيل ولا سيما أنّ نتانياهو حاول أن يحرض الليكود ضد القضاء، وأن يحشد أحزاب اليمين للخروج إلى الشارع، ولكن مقاصده كانت خبيثة.

وأوضحت الصحيفة أن الرؤية الإسرائيلية تشير إلى أن نتانياهو لم يكن يريد فقط من أعضاء الليكود دعمه سياسي، ولكن أيضاً منع ترشح أي مسؤول في الليكود أمامه حتى يحصل على تفويض جديد لرئاسة الليكود ليحتمي به من السجن.

ونبهت إلى أن الكثير من القادة ضاقوا ذرعاً من نتانياهو ويفكرون بالتخلص منه والإطاحة به، وهم يتذكرون كيف أطاح نتانياهو بشارون وكيف أنه أجاز لنفسه ما يمنع عنه الآخرين.

ونقلت الصحيفة أيضاً عن عدد من هؤلاء المحللين قولهم إن "نتانياهو رجل خطر وضعيف، ولكنه يتحكم بملفات حساسة وخطيرة جداً، يتحكم بالأمن والجيش والمجلس الأمني المصغر، الأمر الذي يزيد من دقة وحساسية المشهد السياسي في إسرائيل".

نزعات انتهازية
وبدوره، قال المحلل والخبير السياسي في صحيفة القدس الفلسطينية سعيد عريقات إن "هناك الكثير من الأمور والصفات المشتركة التي تجمع بين كلاً من بنيامين نتانياهو من جهة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جهة أخرى".

وأضاف أن "كلاً من نتانياهو وترامب يشتركان في الكثير من النزعات الفردية والانتهازية، وكره الإعلام وإلقاء اللوم عليه، إضافة إلى الاستخفاف بالقانون والشعور أنهما فوقه، ومحاولاتهما التملّص من كل فضيحة والاستعداد للتحالف مع الشيطان لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية".

واستعرض الكاتب عدداً من التصريحات التي صدرت أخيراً وأشارت إلى خطورة ودقة الموقف السياسي في إسرائيل، والأهم من هذا انعكاس ما يجري على مسيرة التسوية وجمود عملية السلام في المنطقة.