نصائح السياسة الناجحة..

تقرير: في الحرب على الحوثيين.. أمريكا لا تستطيع التراجع

مسلحون حوثيون في اليمن (أرشيف)

واشنطن

خير رئيس شركة التحليلات الجيوسياسية للاستشارات الدفاعية الدكتور بيتر هوسي، مجلس الشيوخ الأمريكي بين الاصطفاف إلى جانب السعودية أو إيران.

سياسة ناجحة من الكونغرس والإدارة لإنهاء الحرب في اليمن يجب أن تتضمن بحسب هوسي إغلاق ممرات تهريب السلاح الجوية والبحرية والبرية للحوثيين

وكتب في "معهد غيتستون" الأمريكي أن منتقدي الإدارة الأمريكية في الكونغرس يعبرون عن نفاق حين يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية. ومنذ أقل من عام، مرر مجلس الشيوخ قانوناً تقدم به أعضاؤه بيرني ساندرز، ومايك لي وكريس مورفي لوقف الدعم العسكري للتحالف العربي لهزيمة الحوثيين الإرهابيين المدعومين من إيران في اليمن.

دافع ساندرز عن القرار، ولكنه لم يذكر أن "الحرب الكارثية" التي أشار إليها أطلقها نظام طهران وحده وشجع ومكن الإرهابيين الحوثيين من الإطاحة بالحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، ويواصل هؤلاء الإرهابيون استخدام المستشفيات والمدارس ثكنات للقوات والإمدادات ويستمرون في تجنيد الأطفال.

عين واحدة
تجاهل ساندرز ومورفي نتائج خطة السلام المقترحة والمقدمة إلى الأمم المتحدة في أكتوبر(تشرين الأول) 2018. وقال وزير الدفاع جايمس ماتيس وقتهاها إنها تضمنت وقف إطلاق الصواريخ وهجمات بالطائرات دون طيار من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وبالمقابل، يوقف التحالف الذي تقوده السعودية الغارات الجوية في جميع المناطق المأهولة في البلاد. أتى رد الحوثيين ورعاتهم الإيرانيين بإطلاق هجمات صاروخية إضافية.

ماذا ستخسر واشنطن؟
إن  العجز عن صياغة أي اتفاقات قابلة للحياة أوالثقة فيها مع طهران ليس السبب الوحيد الذي يجعل التنازل عن السيطرة على اليمن لصالح إيران محفوفاً بالمخاطر لأمريكا وسائر دول العالم.

يكمن الخطر الأساسي في التخلي عن باب المندب الذي يمر عبره، وإلى جانب مضيق هرمز، حوالي ثلث إنتاج النفط من العالم يومياً. إن قدرة إيران على عرقلة أو منع الحركة النفطية اليومية ستعطيها نفوذاً هائلاً على الاقتصاد الدولي.

وبالنظر إلى هذا الواقع، لا يمكن تفسير دفاع الكونغرس عن سياسة مبنية على تقييد السعودية، الحليف لأمريكا، وفي الوقت نفسه، إعطاء الحرية الكاملة لإيران، العدو اللدودا للولايات المتحدة منذ عقود، فالسعودية، وعلى عكس إيران، لا تسير على طريق إنتاج أسلحة نووية، وصواريخ بالستية لتسليمها.

علاوة على ما سبق، فإن التعاون الأمريكي الكامل والفعال مع التحالف الذي تقوده السعودية، سينهي على الأرجح الحرب في اليمن عوض تحويلها إلى نزاع آخر لا ينتهي مثل الذي يجتاح سوريا، وهو يتناقض مع المصالح الأمريكية نفسها.
  
نصائح لسياسة ناجحة
إن سياسة ناجحة من الكونغرس والإدارة لإنهاء الحرب في اليمن يجب أن تتضمن حسب هوسي إغلاق ممرات تهريب السلاح الجوية، والبحرية، والبرية للحوثيين، ونشر دوريات في باب المندب، ومضيق هرمز، وتمكين حلفاء أمريكا الإقليميين من التجهيزات العسكرية التي يحتاجونها لتأمين الانتصار.

وعلى الولايات المتحدة أيضاً تأمين معلومات استخبارية واستطلاعية سريعة لقوات التحالف ضد الحوثيين، واستخدام ديبلوماسية قوية، لدعم الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دولياً.