إعادة تقييم..

تحليل: ما هي فرص اللقاء بين الرئيس الأمريكي وروحاني في نيويورك

ترامب وروحاني

واشنطن

يرى تريتا بارسي، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي، ومؤلف كتاب "فقدان العدو: أوباما، إيران وانتصار الديبلوماسية" أن ترامب، عبر إقالته جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق، قد بعث برسالة تفيد باحتمال استعداده لتخفيف عقوبات ضد إيران. وهو يسعى لضمان تحقيق إنجاز على صعيد السياسة الخارجية قبل إطلاق حملة إعادة انتخابه.

من أجل عدم الظهور في صورة من فوت فرصة لتخفيف التصعيد، قد تنظر حكومة روحاني في لقاء مع ترامب

ولكن، وفق ما عرضه بارسي في موقع "فورين أفيرز"، يعتمد نجاح أي تواصل أمريكي على كيفية تلقيه من قبل طهران، حيث يدور منذ عدة أشهر نقاش مكثف حول ما إذا كان سيتم التعامل مع ترامب بشكل مباشر أم لا.

رفض
ويلفت الكاتب لرفض طهران إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة ما لم تستأنف تطبيق الاتفاق النووي. وعلاوة عليه، تدرك طهران أن الهدف النهائي لترامب هو تغيير النظام، يتبعه استسلام إيران بالكامل. وقد عزز هذا الانطباع اختيار ترامب فريقه للأمن القومي، وحلفاءه المجاورين لإيران. وكان لوجود بولتون بالذات ضمن فريق ترامب مؤشر على اتباع خط متشدد يقضي على أي اتفاق.

إعادة تقييم
وعبر إقالته بولتون، لربما حفز ترامب طهران على إعادة تقييم بعض حساباتها. ولكن تقييم طهران ينطوي على تحفظات تتجاوز مسألة تغيير بعض العاملين. وإذا أمِلت واشنطن بالتفاوض مع إيران، سوف تحتاج لإقناع طهران بأنها تبحث عن صفقة عوضاً عن استسلام، وأن توقيع الولايات المتحدة يمثل أهمية.

وترى كاتبة المقال أن طهران تنظر، منذ بضع سنوات، إلى جميع تحركات ترامب بأنها مسعى لتغيير النظام. فإن عرضت واشنطن الدخول في حوار، ظن قادة إيرانيون بأن ترامب لربما يخطط لإفشال المحادثات، ومن ثم تحميل طهران مسؤولية ذلك الفشل، وحشد المجتمع الدولي وراء حربه الاقتصادية. وتبعاً لذلك، ترى طهران بأن دبلوماسية ترامب مجرد فخ.

 انعدام ثقة
وتقول الكاتبة بأنه حتى في حال تخيلت طهران بأن نوايا ترامب ليست مشؤومة إلى ذلك الحد، ليس عندها أساس للثقة في أن المفاوضات ستفضي إلى اتفاق، ناهيك عن اتفاق يحترمه ترامب. فقد أحاط الرئيس الأمريكي نفسه بصقور لديهم سجل متميز في معارضة الديبلوماسية – أو تخريبها في حالة بولتون. كما تعامل ترامب باحترام مع معارضين لأية محادثات أمريكية – إسرائيلية، كرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وحسب الكاتب، فيما أظهر ترامب استعداداً للتفاوض، لاحظ الإيرانيون أنه غالباً ما أثبت عجزاً عن استكمال عمله. فقد درست طهران عن كثب تفاعلات ترامب مع كوريين شماليين، وتوصلت إلى نتيجة بأن ترامب لا يطبق وعوده. وقد عززت مشاورات طهران مع موسكو وبيونيانغ هذا الاعتقاد.

إلى ذلك، تأثر الاقتصاد الإيراني إلى حد بعيد بعقوبات فرضتها إدارة ترامب، ولكن لا تتوافر سوى بضعة مؤشرات على انهياره.

تعقد أمور
لكن، وحسب الكاتب، ربما تؤدي إقالة ترامب لبولتون، وبعثه برسائل تشير لرغبته في إجراء محادثات، لتعقد الأمور بالنسبة لطهران. فإن لم تجر أية محادثات، ومضى ترامب في تصعيد ضغط اقتصادي، قد يستنتج الشعب الإيراني- بحق أو بغير حق- أنه كان عند إيران فرصة لتخفيف التصعيد لكنها ضيعتها. وعندها قد يحول إيرانيون إحباطهم نحو المؤسسة الدينية. ورغم أن طهران أثبتت أنها تستطيع الصمود أمام عقوبات ترامب، لم تثبت أنها قادرة على الصمود في مواجهة غضب شعبي، إن رأت كتلة كبيرة من الإيرانيين بأن القيادة الإيرانية – وليس ترامب – سبب المأساة الاقتصادية.

ومن أجل عدم الظهور في صورة من فوت فرصة لتخفيف التصعيد، قد تنظر حكومة روحاني في لقاء مع ترامب. وبالعودة إلى عام 2012، طرح وزير الخارجية الإيراني السابق، على أكبر صالحي، فكرة مشابهة مع المرشد الأعلى، علي خامنئي، بشأن فتح قناة خلفية مع الولايات المتحدة. واستندت حجة صالحي إلى أنه فيما قادت توترات إلى حرب، فإن القيادة الإيرانية في حاجة لكي تثبت للشعب الإيراني بأنها قدمت كل ما في قدرتها لحل النزاع سلمياً. وهكذا أعطى خامنئي ضوءًا أخضر لاستخدام قناة خلفية، وهيئت الساحة للصفقة النووية.