ترامب توقع المظاهرات منذ أشهر..
ماذا يعني سقوط النظام الملالي في إيران؟

صورة مركبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والعلم الإيراني
رأى الكاتب توماس ليفسن أنّ هنالك مسؤولين أمريكيين من عهد الرئيس السابق باراك أوباما يريدون من المراقبين تصديق أنّ الموجة الحالية من المظاهرات التي تعمّ أربعين مدينة إيرانية على الأقل والتي تهدف إلى الإطاحة بحكم الملالي، تمّ إطلاقها بفعل عناصر أجنبيّة.
وكتب في موقع "أمريكان ثينكر" أنّ جذور هذه الفكرة تعود في كون توصيف المتظاهرين الإيرانيين بأنّهم يسيرون بموجب السياسات الأمريكية سيفرض مخاطر على قضيتهم. إذ بذلك، سيصبح الملالي في إيران كأنّهم في موقع مواجهة وطنية للإمبريالية الأمريكية.
يشير ليفسن إلى أنّ هذا هو بالتحديد "منطق" سفيرة واشنطن السابقة إلى الأمم المتحدة سوزان رايس "الكاذبة البارزة" كما وصفها الكاتب. واستشهد الأخير بتغريدة لرايس التي شغلت أيضاً منصب مستشارة أوباما لشؤون الأمن القوميّ، وقد كتبت فيها: "كيف يمكن لترامب أن يساعد متظاهري إيران؟ بأن يلزم الهدوء". ويؤكد ليفسن أنّ الشعب الإيراني فشل في الإطاحة بالنظام عندما فشل أوباما نفسه بدعم الثورة الخضراء خلال السنة الأولى من عهده.
ترامب توقع المظاهرات منذ أشهر
يستشهد الكاتب بالصحافي دانيال غرينفيلد من مركز الحرية الأمريكي الذي كتب أنّ الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب كان قد توقع هذه الموجة من المظاهرات، ضمن خطاب في الأمم المتحدة خلال الخريف الماضي. قبل أشهر على الاحتجاجات التي تهزّ أركان الحكم الإيراني، وقف ترامب أمام العالم أجمع وأعلن بجرأة أنّ نظام الرعب سينهار: "إنّ شعب إيران الطيب يريد التغيير، وإلى جانب القوة العسكرية الضخمة للولايات المتحدة ... شعب إيران هو أكثر ما يخشاه زعماؤه".
الأنظمة القمعيّة ستصل إلى نهايتها
ومع توالي المظاهرات اليومية، تبدو كلمات ترامب التي تلاها في سبتمبر (أيلول) الماضي أكثر مصداقية على الإطلاق، خصوصاً مع مواجهة قطّاع الطرق في الحرس الثوري خياراً يحاصرهم بين جمهور غاضب ونظام فاشل. فقد قال ترامب أيضاً حينها إنّ أكثر الضحايا معاناة بسبب الزعماء الإيرانيين هو شعبهم نفسه. وأضاف الرئيس الأمريكي أنّ الأنظمة القمعية لا تستطيع أن تستمر إلى الأبد، إذ سيأتي اليوم الذي يعود فيه الشعب الإيرانيّ إلى الاعتزاز بجذور الأمة كمركز للحضارة والثقافة والثروة حيث يمكن له أن يكون سعيداً ومزدهراً مرة أخرى.
ترامب وخطاب ريغن الخالد
يشدّد ليفسن على أنّ ما يجري لا يضمن بأي شكل من الأشكال أن يتمكن المتظاهرون من طرد رجال الدين من منصبهم، لكن إن حصل واستطاعوا ذلك، فستكون إشارة ترامب لهم بمثابة الخطاب الخالد للرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان عن جدار برلين: "أيها السيد غورباتشوف، اهدم هذا الجدار!" ويضع الكاتب آماله في أن تكون الأخبار عن أنّ الولايات المتحدة تبني استراتيجية لإسقاط النظام الإيراني هي أخبار صحيحة.
تخيّلوا ماذا سيفضح الأرشيف
يضيف الكاتب السياسيّ أنّه إذا سقط نظام الملالي، فذلك لن يعني نهاية المعاناة الطويلة التي واجهها الشعب الإيراني وحسب، بل سيعني هذا أيضاً انتصاراً في السياسة الخارجية لترامب في تناقض صارخ مع سياسات أوباما العاجزة ومع سياسات "عقله" فاليري جاريت الإيرانية الأصل ومستشارته البارزة في شؤون التواصل مع الحكومات الأجنبيّة. ويطلب ليفسن من قرّائه أيضاً أن يتخيّلوا ما يمكن أن يتمّ الكشف عنه لاحقاً إذا تمكّنت حكومة إيرانية جديدة أطاحت بالنظام الحاليّ، من أن تفتح الملفات القديمة في أرشيف إيران وأن تنشر محتوى النقاشات بين نظامي أوباما والملالي. وختم كاتباً: "لا عجب في أنّ رايس تريد من الرئيس ترامب أن يكون هادئاً!".