عرض الصحف البريطانية..

الرئيس الإيراني حسن روحاني تحت الاختبار

يعتقد الكثيرون أن المردود الاقتصادي الذي وعد به روحاني لم يتحقق

خاص (لندن)

فجرت التظاهرات التي لا تزال متواصلة في إيران الصراع في داخل نظام الملالي في اعقاب تبادل اتهامات بإذكاء فتيل القلاقل وتقويض جهود الرئيس روحاني.

وفي ترجمة لشبكة بي بي سي العربية، اهتمت معظم صحف الثلاثاء البريطانية بالمظاهرات المتواصلة في إيران منذ خمسة أيام، وكرست صحيفة الفايننشال تايمز إحدى صفحاتها الداخلية لتقارير من مراسليها عن وقائع المظاهرات وتطوراتها فضلا عن مقال رأي كتبه أندرو إنغلاند تحت عنوان "قرار الرئيس بمتابعة نهج الإصلاح يوضع تحت الاختبار".

ويقول إنغلاند إن وسائل الإعلام التابعة للتيار المتشدد في إيران ردت على أكبر احتجاجات ضد النظام في الجمهورية الإسلامية منذ نحو عقد بالتحذير من مؤامرة تقودها قوى أجنبية، بينما ألقى سياسيون إصلاحيون ومحللون بالمقابل باللائمة على المتشددين في النظام في إذكاء فتيل القلاقل لتقويض جهود الرئيس الإيراني حسن روحاني الإصلاحية.

ويضيف أن طبيعة رد السلطات الإيرانية على هذه الاحتجاجات سيكشف هل أن روحاني سيستثمر هذا التحدي الشعبي للنظام للدفع قدما بمسيرة الاصلاح، أم هل أن المتشددين سيعززون استخدامهم لذريعة الوضع الأمني في وقت تواجه البلاد ضغوطا مطردة من الولايات المتحدة ومن خصومها الإقليميين من الدول العربية.

ويقول الكاتب إن روحاني، الذي حقق فوزا ساحقا في الانتخابات في مايو أيار، برفع لواء النهج الإصلاحي في انتخابات عُدت استفتاء على الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني مع القوى العالمية الكبرى في عام 2015، قد تعهد حينها بفتح أبواب البلاد واجتثاث الفساد داخل النظام، واستثمار الاتفاق النووي لتسريع وتيرة إعادة التعاون مع الغرب وجذب الاستثمارات الأجنبية.

ويرى إنغلاند أن سبعة شهور مرت على هذا التعهد ومازال روحاني غارقا في صراع مع المتشددين وقد قدم تنازلات لخصومه، كما شهدت هذه الفترة وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمستقبل الاتفاق النووي في خطر، فضلا عن أن الكثيرين يعتقدون أن المردود الاقتصادي الذي وعد به روحاني لم يتحقق.

ويصف كاتب المقال روحاني بأنه تولى مناصب رفيعة في الجهاز الأمني بعد الثورة الإسلامية في عام 1979، وبأنه سياسي محنك وقع الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، وأنه قال بعد هزيمته لمنافسه مرشح التيار المتشدد وضمانه ولاية رئاسية ثانية إن إيران اختارت إعادة الارتباط مع العالم الخارجي والوقوف معه ضد "التطرف والعنف".

ويخلص إنغلاند الى أن نتيجة الاحتجاجات قد تعطي مؤشرا على مدى رغبة روحاني في التراجع عن كلماته أو قدرته على ذلك.

ويكرس مراسل الصحيفة في طهران تقريره لدعوة روحاني إلى الوحدة في البلاد، بعد ارتفاع حصيلة قتلى الاحتجاجات ضد الحكومة إلى 15 قتيلا.

ويقول المراسل إنه بعد أن تمكن المحتجون من تجاوز الحضور المكثف للقوات الأمنية والسيطرة على الشوارع ثانية ليل الأحد، حض روحاني في خطاب متلفز القوى السياسية والعسكرية في إيران على الحديث "بصوت واحد" لضمان (بقاء) "النظام السياسي والمصلحة الوطنية واستقرار بلادنا والمنطقة".

"متعصبة" لأنها لم تغن في إسرائيل

وتنشر صحيفة الديلي تلغراف تقريرا يشير إلى أن نجمة موسيقى الروك النيوزيلندية لورد وُصفت في إعلان احتل صفحة كاملة في صحيفة أمريكية بأنها "متعصبة" بعد إلغائها لحفل موسيقي مقرر في إسرائيل.

ووقفت وراء نشر الإعلان في صحيفة واشنطن بوست منظمة "هذا العالم: شبكة القيم" المؤيدة لإسرائيل التي أسسها الحاخام شمولي بوتيتش.

وقد اتهم الإعلان المغنية لورد، 21 عاما، بالانضمام إلى "حملة مقاطعة معادية للسامية ضد إسرائيل".

ويظهر عنوان جانبي في الإعلان المدفوع الثمن يشير الى عمر 21 عاما، وهو عمر المغنية، أصغر من أن يكون المرء فيه متعصبا.

وجاء عنوان الإعلان الرئيسي تحت صورة كبيرة للمغنية على خلفية رجال يركضون حاملين أطفالا من تحت الانقاض في سوريا، متهما المغنية لورد ونيوزيلندا بتجاهل ما يجري في سوريا ومهاجمة إسرائيل.

كما اتهم نص الإعلان لورد بالنفاق لإلغائها حفلة في تل أبيب واستمرارها في الغناء وتقديم حفلات في روسيا التي تدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ويقول الإعلان إن قرار لورد يظهر أن "التحيز المتزايد ضد الدولة اليهودية" في نيوزيلندا قد "وصل إلى الشباب النيوزيلنديين".

وأضاف الإعلان "دعونا نقاطع دعاة المقاطعة ونقول للورد وزملائها إن كراهية اليهود ليس لها مكان في القرن الحادي والعشرين".

وكانت لورد قد ألغت حفلا مقررا في تل ابيب في يونيو/حزيران 2018، بعد انتقادات وجهت لغنائها في إسرائيل.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2017 قالت إنها تلقت "عددا كبيرا جدا من الرسائل" من معجبيها تحضها على إعادة النظر في قرارها.