من 2009 إلى 2017.. بين الأمس واليوم..
خامس أيام انتفاضة إيران.. والقتلى والمعتقلون في ازدياد

جانب من التظاهرات
انطلقت قبل قليل أولى المسيرات الاحتجاجية لانتفاضة إيران المستمرة من مدينة يزد، جنوب إيران، ذات الأغلبية الفارسية، وقبل موعدها المقرر بساعة، حيث بدأ المتظاهرون بهتاف "الموت للديكتاتور"، بحسب مقطع نشرته صفحات وحساب وقنوات تغطي الاحتجاجات، منها صفحة "شهرونديار" عبر موقع "فيسبوك".
وبينما أكد التلفزيون الإيراني الرسمي مقتل 12 متظاهراً، أفاد ناشطون بارتفاع عدد القتلى وجرح أكثر من 120 من المحتجين واعتقال أكثر من 500 منهم في مختلف المدن بينما تدخل الانتفاضة يومها الخامس في أغلب مناطق البلاد.
هذا واستمرت المظاهرات ليلاً في عشرات المدن حيث امتدت من العاصمة طهران إلى شمال غرب البلاد في أرومية وزنجان وخوي إلى بلوشستان، وشرقاً بمدن زاهدان وتشابهار، وشمالاً إلى رشت، وجنوباً إلى شيراز وكرمان والأهواز وغرباً في كردستان وكرمنشاه.
وفي وسط طهران نشرت صور ومقاطع عن تجمعات واشتباكات مع الأمن بعد توجه المتظاهرين نحو بيت المرشد، وكذلك صدامات في أصفهان وهمدان ونهاوند ودرود وخرم أباد وأراك ودماوند.
واتسعت رقعة المظاهرات في كافة المحافظات، ومن المتوقع أن تمتد ليلاً في أغلب مناطق ايران وبزخم أقوى من الليالي الماضية، بحسب ناشطين إيرانيين.
ونقل التلفزيون الإيراني عن مصدر حكومي قوله إن جهات أمنية عليا قررت تقييد استخدام تطبيقات "تلغرام" و"انستغرام" في إيران. وأفاد المستخدمون يوم الأحد أنهم فقدوا الاتصال بالتطبيقين عبر شبكة الهاتف النقال.
إلى ذلك، نفى وزير الاتصالات الايراني، محمد جهرمي، خلال تغريدة له على موقع "تويتر" حجب مواقع التواصل الاجتماعي في إيران بشكل دائم وقال إن حجب موقعي "تلغرام" و"انستغرام" لن يستمر.
هذا وتداول الإيرانيون عبر مواقع التواصل، الاثنين، ملصقاً ومنشورات تحدد نقاط التظاهر في حوالي 70 مدينة في تمام الساعة الخامسة بتوقيت طهران، من عصر الاثنين، بأول يوم من عام 2018.
واستمرار لردود الأفعال الدولية حيال مظاهرات إيران، دانت ألمانيا قمع المتظاهرين السلميين في إيران ودعت الحكومة الايرانية إلى احترام حق المتظاهرين بالتجمعات السلمية.
وقالت الخارجية الالمانية في بيان بأنها تراقب أوضاع إيران عن كثب، كما حذرت مواطنيها من السفر إلى إيران.
ومرت نحو 8 سنوات بين الانتفاضة الخضراء عام 2009 والتظاهرات الأخيرة في إيران، مع اختلاف الشعارات والمطالب.
فقد بدأت احتجاجات 2017 بالتنديد بسياسات حكومة الرئيس حسن روحاني وتعاطيها مع موجة الغلاء وتدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين.
لكن الاحتجاجات في العام 2009 اندلعت ضد ما قيل إنه تزوير في الانتخابات.
الأمر الذي يجعل المظاهرات الحالية مختلفة عن تلك التي وقعت في عام 2009 أيضاً هي تلك الدعوات الصريحة للإطاحة بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. في حين اكتفت قوى الاحتجاج منذ سنوات بمطالب بتغيير نظام ولاية الفقيه.
الحراك الثوري الأخير لا يعتمد على المركز، عكس ثورة 2009 كان الثقل الثوري في طهران وشيراز ومدن أخرى على حساب الأطراف لأسباب قومية ومذهبية.
وعلى مستوى القيادة تبدو هذه الحركة الاحتجاجية بدون قادة بعينها، في حين اعتمدت التظاهرات قبل سنوات على قيادات واضحة كمير حسين موسوي ومهدي كروبي.
أمر آخر يبدو مختلفاً هذه المرة يتمثل في دعم واشنطن القوى المطالبة بالديمقراطية وتغيير النظام الحاكم في طهران. بالمقابل لم تحرك إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ساكناً تجاه انتفاضة الشعب الإيراني.
كما يتجه ترمب إلى إلغاء الاتفاق النووي الذي أبرمه أوباما مع إيران لدعمها الإرهاب بشكل أكبر.