تحريض رجال الدين بفتاوى تكفيرية لقتل الجنوبيين..

تحليل: "الاخوان ونظام صنعاء".. تحالف فرض الوحدة اليمنية بالقوة العسكرية

الهرب من القانون... بين صنعاء وحزب الإصلاح الإخواني

محمد بن فيصل
مدون يمني على مواقع التواصل الاجتماعي يقيم في المملكة العربية السعودية ويكتب في موقع قناة اخبار الان الأمريكية

إبّان غزو النظام اليمني السابق برئاسة علي عبد الله صالح لليمن الجنوبي، وفرض الوحدة اليمنية بالقوة العسكرية، بتحريض من رجال دين بفتاوى تكفيرية، تشكّل تحالفٌ بين النظام وتنظيم "الإخوان المسلمين" المتمثل بحزب الإصلاح، ومع أنّ هذا التحالف يُشكّل خطراً على بعض دول المنطقة، إلّا أنّ خطره كان أكبر على المملكة العربية السعودية، وخصوصاً بحكم الحدود الممتدة بين البلدين والتداخلات الواسعة.

اجتمع في هذا التحالف طرفان:

1ـ تنظيم الإخوان المسلمين: وهم يكنّون العداوة والبغضاء للمملكة العربية السعودية منذ تأسيس التنظيم في مصر؛ وللمناسبة، فقد ذكر المُعارض السعودي د. محمد المسعري أنّ إخوان اليمن يرون: "أنّ السعودية عدوٌّ للإسلام والمسلمين، وبعضهم يُصرِّح بتكفير قادتها"! وأضاف أنّه التقى المراقب العام للإخوان المسلمين في اليمن ياسين عبد العزيز، وصرّح له بنحو من هذا الكلام، وأنّ السعودية عدوة...، ولكنّ المرحلة تتطلب عدم الصدام، لأسباب ذكرها!

وقد كان للإخوان تنفّذ كبير في أجهزة ومفاصل الدولة اليمنية، وهذا ما جعلهم خطراً حقيقياً.

2ـ النظام السابق، وخصوصاً شخص علي عبد الله صالح، الذي كان دائماً يحاول أن يبتزّ المملكة العربية السعودية بكلّ ملفٍّ وقضية تربط البلدين، ولا أدلّ على ذلك من موقف صالح ونظامه من غزو صدام للكويت.

 كما لا يخفى على أحد استخدام النظام السابق للحوثيين مكيدةً للمملكة العربية السعودية؛ ففي حين كان الجيش اليمني يُشرف على إنهاء الحرب والتخلص من الحوثي، أمر علي صالح بالتوقف تماماً عن أيّ عملية عسكرية ضد الحوثي، وقد صَرّح بهذا عدد من القيادات السياسية والعسكرية، في حين يرى كثير من الباحثين أنّ ذلك لم يكن إلا مكايدة ونوعاً من مكر صالح بالمملكة العربية السعودية.

 ولم يقف خطر هذا التحالف هنا فحسب، بل كان تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن يَشغُب في كلّ قضية وملف يرتبطان بالمملكة العربية السعودية، ففي حين وقف التنظيم في اليمن مُشغباً على السعودية في ردِّها على اعتداءات الحوثيين، التزم الصمت والحيادية إزاء اعتداء الحوثي على الحدود السعودية! وقد تطرّق إلى هذا السفير تركي الدخيل في كتابه "اليمن جوهرة بيد فَحّام".

حزب الإصلاح يُهرِّب الإرهابيين إلى صنعاء:

عمل "إخوان" اليمن على تهريب المعارضة السعودية، والإرهابيين المطلوبين للسعودية والإمارات، وترتيب وضعهم، وإصدار جوازات سفر يمنية لهم.

1ـ المسعري ضيفاً عند المراقب العام "للإخوان" في اليمن

كشف المعارض السعودي د. سعد الفقيه عن أنّه لما أراد تهريب المسعري، تواصل مع "حزب التجمع اليمني للإصلاح"، فتفاعلوا معه، وقاموا بتهريب المسعري من السعودية إلى اليمن، وذكر المسعري أنّهم احتفوا به واستضافوه، وأصدروا له جواز سفر يمنيّاً، وأشرف على ذلك المراقب العام للإخوان المسلمين في اليمن، وفتح له حساباً مصرفيّاً فيه ما يقارب الـ(30) ألف دولار، ليسهّل له عملية السفر إلى لندن، ومن هنا كانت بداية الانطلاقة للمعارضة السعودية المُتمثلة بالمسعري والفقيه ومن معهم.

2ـ ابن بجاد والذايدي في صنعاء بضيافة حزب الإصلاح

في ظهور لافت وجاذب للكاتب والباحث السعودي أ. عبد الله بن بجاد العتيبي، في قناة "روتانا" وفي برنامج "الليوان"، مع الإعلامي عبد الله المديفر، ذكر في سياق حديثه عن هربه من الأمن السعودي، بعد تفجير العليا 1995م، أنّه ذهب إلى اليمن، ومعه الإعلامي السعودي مشاري الذايدي، وهناك، وفي صنعاء تحديداً، التقى جماعات عدة، من أبرزها "حزب الإصلاح" اليمني، وأصدروا لهُما جوازي سفر يمنيّين، وانطلقا من هناك إلى دول أخرى، وفي ما بعد ثبت أنّه بريءٌ، إلّا أنّ الخوف غلب عليه في ذلك الحين، فقرر الخروج والعودة حين يُمسَك بالمتهمين وتتضح الصورة.

3ـ عبد الرحمن السويدي بضيافة الجمعيات الإخوانية في اليمن

ذكر المعارض الإماراتي العضو السابق في جماعة الإخوان المسلمين المصنفة إرهابية، عبد الرحمن السويدي، في كتابه "كبنجارا"، وفي العديد من اللقاءات، أنّه، بعد حملة توقيفات بدأت بها الإمارات لبعض قادة التنظيم السرّي لجماعة الإخوان المسلمين المصنفة إرهابية، غادر إلى اليمن على الفور، وهناك بقي فترة من الوقت، وكان يُشرف على تدريب الجمعيات والمؤسسات الإخوانية، وهناك التقى قيادات إخوانية كبيرة، ومن أولئك توكّل كرمان.

 فبهذهِ الأمثلة الـ(3) تتضح خطورة تنظيم الإخوان المسلمين، وخصوصاً في فترة التحالف مع النظام السابق، فقد جعلوا اليمن ساحة ومحطة انطلاق للإرهابيين، وإلى يومنا هذا ونحن نرى تخادم "إخوان" اليمن مع كلّ عدو يُشكّل خطراً على دول الجوار، وللحديث بقيّة.

المصدر