تعزيز دفاعات الخليج..

تقرير: إعادة الحوثيين في لائحة الإرهاب.. هل يطمئن حلفاء واشنطن؟

ما يريد بايدن أن يصدقه العالم

واشنطن
دعت ماري لونغ، مؤسسة شركة "أسكاري أسوشييتس" لشؤون الدفاع والفضاء، ونائب الرئيس في الشركة نفسها إميلي ميليكن، الإدارة الأمريكية إلى إعادة إدراج الحوثيين على لائحة الإرهاب.

على الإدارة إدراك أن أمن وسلامة المواطنين والجنود الأمريكيين ومصالح الولايات المتحدة هي على المحك

ورأت ميليكن ولونغ التي خدمت مساعدة في وزارة الدفاع ورئيساً للمجموعة رفيعة المستوى في حلف شمال الأطلسي، أن أسباب تصنيف الحوثيين على لائحة الإرهاب واضحة.

مسار الهجمات الأخيرة
كتبت المحللتان أن المتمردين المدعومين من إيران هاجموا يوم الإثنين مجدداً السعودية والإمارات، كان رد الإمارات فورياً، ففي ساعات الصباح الأولى، دمرت مقاتلة إماراتية من طراز أف-16 منصة أطلقت صاروخين بالستيين على أبوظبي. ولحسن الحظ، اعترض الصاروخان في الجو ما منع أي إصابات. ولكن السعودية كانت غير محظوظة بما أن صاروخاً حوثياً جرح مقيمين اثنين في الجنوب وتسببت بقاياه في أضرار لسيارات وممتلكات.

جاء الهجمات بعد أيام قليلة من هجوم سابق ضد الإمارات، وهو الأول من نوعه الذي يطال الإمارات ويقتل مدنيين في أبو ظبي.

وكان يمكن أن يكون الهجوم أسوأ، وقال السفير الإماراتي في الولايات المتحدة يوسف العتيبة إن عدداً إضافياً من الصواريخ والطائرات دون طيار، أمكن اعتراضه من الدفاعات الجوية الإماراتية، بما فيها منظومة ثاد الصاروخية.

اعترضت المنظومة صاروخاً بالستياً متوسط المدى بدا أنه يستهدف منشأة نفطية، وبعد ساعات قليلة من الغارات الإماراتية، اعترف الحوثيون بالمسؤولية عن الهجمات.

ما يريد بايدن أن يصدقه العالم
أوضحت المحللتان أن الحوثيين، قوة شيعية تنبثق من قبيلة الحوثي في اليمن. وفي العقود الماضية، تطور الحوثيون إلى منظمة إرهابية ووكيل لإيران.

تحصل المجموعة على أسلحة وطائرات دون وصواريخ وتدريب من طهران. ويعتقد محللون كُثر أن الحوثيين يحصلون على مساعدة مباشرة في عملياتهم من الحرس الثوري، وأنه بالنظر إلى تعقيد الهجمات الصاروخية على أبوظبي البعيدة، ربما تورطت إيران مباشرة في التخطيط والتنفيذ، و"مع ذلك، تريدنا إدارة بايدن أن نصدق أن الحوثيين ليسوا إرهابيين".

القرار غير منطقي
كان رفع بايدن الحوثيين من لائحة الإرهاب واحدة من أول خطواته بعد دخول البيت الأبيض. لم يكن قرار بايدن منطقياً يومها، وهو أقل منطقية اليوم.

في البداية، هنالك أدلة كثيرة على أن نوايا الحوثيين إرهابية، فالهجمات على الإمارات شبيهة بتلك التي أطلقوها على بنى تحتية أخرى في السعودية. في الواقع، بلغت الهجمات الحوثية ضد السعودية في 2021 ضعفي هجماتهم في 2020.

في الشهر الماضي، احتجز الحوثيون سفينة ترفع العلم الإماراتي مع طاقمها المؤلف من 11 فرداً قبالة سواحل اليمن.

أوضح الحوثيون نيتهم الإضرار بالمصالح الأمريكية ولا يجب أن تنتظر واشنطن مقتل أمريكي لإعادة الاعتراف بما هم عليه. وفي حادثين منفصلين السنة الماضية، اختطف الحوثيون أشخاصاً عملوا لصالح السفارة الأمريكية في صنعاء، ولا يزال وضعهم وآخرين على صلة بالولايات المتحدة، غير واضح.

تشجيع إيراني...
وفق لشروع كريتيكال ثريتس، من المرجح أن إيران شجعت الحوثيين بالحد الأدنى على مهاجمة الإمارات في جزء من معارضتها لتوطيد العلاقات الإماراتية الإسرائيلية.

وإذا كان هناك مشك في تورط إيران في الهجوم، فقد نشر الإعلام الإيراني الموالي للحرس الثوري وبشكل شبه فوري مقالاً يفصل الرواية الكاملة عن الهجوم، وتفسير لسببه والخطوات التالية للحوثيين والإيرانيين.

وزعم المقال أن الهجوم على الإمارات نتيجة مباشرة للتحركات الإماراتية في اليمن. وأفاد بأن الحوثيين سيواصلون الهجمات على الإمارات إذا اتخذت "أي خطوة خاطئة" هناك.

وهنّأت عصائب أهل الحق، الميليشيا الوكيلة لإيران في العراق، الحوثيين على عمليتهم.

فشل نهج بايدن
في الأسبوع الماضي، اتصل وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد بنظيره الأمريكي أنتوني بلينكن للمطالبة بإعادة تصنيف الحوثيين على لائحة الإرهاب.

وحسب الكاتبتين، تؤكد هذه الدعوة منعطفاً مهماً، فشل نهج "الديبلوماسية أولاً" في اليمن، التي تأكد أنها لم تحقق نجاحات يمكن إثباتها. وفي أفضل الأحوال، يبدو أن أكبر نتيجة ملموسة للرفع غير المشروط للحوثيين عن لائحة الإرهاب، كانت خسارة واشنطن أي نفوذ ضدهم.

ببساطة عززت الإدارة قوتهم، فلم يظهروا أي مؤشر على أن إزالتهم عن اللائحة ستؤثر على عدوانيتهم الإقليمية.

وبينما قالت الإدارة إن رفعهم عن اللائحة سيؤدي إلى إغاثة إنسانية يحتاجها اليمنيون بشكل يائس، فإنه لا دليل على أن المدنيين استفادوا منها، بل على العكس يواجه اليمنيون خطراً هائلاً بمجاعة غير مسبوقة بعد طردهم من منازلهم.

منافع إعادة التصنيف
إن إعادة تصنيف الحوثيين إرهابيين ستعيد طمأنة حلفاء واشنطن وتوجه رسالة حازم إلى الحوثيين وإيران ووكلائها في وقت يسود في تصور أن دعم ومصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تتذبذب.

سحبت إدارة بايدن في السنة الماضية بطاريات مهمة مضادة للصواريخ من ثماني دول شرق أوسطية. وفاقم الانسحاب الكارثي والفوضوي من أفغانستان وغموض النوايا الأمريكية في العراق تلك المخاوف.

أخيراً، على الإدارة إدراك أن أمن وسلامة المواطنين والجنود الأمريكيين ومصالح الولايات المتحدة، على المحك.

تتقاسم الولايات المتحدة مخاوف أمنية مع الشركاء الخليجيين الذين يتعرضون بشكل متزايد لهجمات قاتلة على يد أعداء مشتركين.

وتشير المحللتان في الختام إلى أن إعادة تصنيف فورية للحوثيين على لائحة الإرهاب مقترنة بتحسين الأنظمة الدفاعية، والإجراءات ضد الطائرات دون طيار في الخليج العربي، بداية جيدة لتعزيز الأمن الخليجي الأمريكي المشترك.