خبيرة أمريكية تقترح فرض عقوبات طهران..

تقرير: الحوثيون صوب شبوة بدلا عن مأرب.. أساليب اللعبة الإيرانية

التشريد من نتائج الحرب المدمرة في اليمن - أرشيف

المخأ

بعد يومين من الانتكاسات المتوالية ظهر حاكم شبوة الإخواني وحول يحمل السلاح، للتعبير عن اعتزامه مقارعة الحوثيين الموالين لإيران والذين كانوا قد سيطروا الثلاثاء على ريف محافظة شبوة النفطية.

والحوثيون هم جماعة عقائدية تدين بالولاء للمرشد الأعلى في إيران، وهو من يحرك الجماعة، وطهران يبدو انها ترى أن هناك أمكانية لتحقيق مكاسب عسكرية على الأرض بعد ان وصلت الى تفاهمات مع إخوان اليمن الذين يسلمون "المدن والمعسكرات دون قتال لأذرع إيران المحلية"، في تنسيق واضح بين اذرع قطر وتركيا (الإخوان)، وبين الحوثيين أذرع إيران.

وقالت مصادر سياسية لصحيفة اليوم الثامن إن التنسيق (الإخواني – الحوثي) دليل جديد تفسره معركة مأرب التي توقفت تماما، بعد ان اتجه الحوثيون صوب شبوة الغنية بالثروات النفطية.

وحاولت سلطنة ان تلعب دورا فاعلا في الأزمة اليمنية التي افتعلها الحوثيون، لكن تصريحات متحدث الجماعة فيها تجاوز واضح لدور سلطنة عمان، والذي يفسر على انه دور محايد.

وأصبح من الواضح ان إيران تراهن على ما يتحقق من مكاسب على الأرض، والفضل في ذلك لجماعة إخوان اليمن، التي تسلم ما في يدها للحوثيين دون قتال، ولعل الانتكاسات المتتالية في شبوة دليل على ذلك، لكن قيادة الميليشيات الحوثية ستسمر في المراوغة حتى تسيطر على محافظة شبوة النفطية وساحل حضرموت، وقتها يكون "السلام" الذي فسر قادة الحوثيين سيحقق باحتلال الحوثيين للجنوب مرة أخرى، وهذا تفسير خاطئ فالحوثيون ومن يقف خلفهم من دول الإقليمي ربما لم يدركوا بعد طبيعة المعركة التي ستكون في الجنوب التواق الى العودة للدولة السابقة وفك ارتباط الوحدة اليمنية، فالجنوبيون الذين قاتلوا في العام 2015م، على "قاعدة تحرير الجنوب من الاحتلال"، هذه المرة في وضع أفضل بكثير، لديهم قوات عسكرية حققت مكاسب نوعية ضد الحوثيين، على عكس العام 2015م، التي كان القتال فيها باسم الدفاع عن الجنوب في وجه الاحتلال الجديد.

 وأكدت وكالة "خبر" اليمنية المستقلة، أن المليشيا الحوثية سخّرت -كعادتها- مئات الملايين من خزانة الدولة، لإحياء ذكرى انقلابها على النظام الجمهوري عسكرياً في "21 سبتمبر"، فضلاً عن إتاوات فرضتها على القطاعين الحكومي والخاص".

وتساءلت  هل يحتفل الحوثيون بذكرى نزوح وتهجير أكثر من 4 ملايين يمني، أم بتفجير ومصادرة آلاف المنازل لمناوئيهم، وحملات الاختطاف والملاحقة للجنسين، وتعذيبهم الجسدي والنفسي حد الموت، وتسريح الموظفين، والتدمير الممنهج لبنى القطاعين الحكومي والخاص التحتية؟!

واعتبرت الوكالة ذكرى النكبة، رسالة إلى دعاة السلام العالمي وأصحاب سياسة الكيل بمكيالين، الذين حوّلوا اليمن إلى ساحة حرب، لا سيما في ظل الصراع الأمريكي الإيراني واستفادت الأخيرة من الحوثيين للقيام بدورها في تنفيذ مشروعها في اليمن تمهيداً لتوسيعه في المنطقة ككل.

 ويتهم اليمنيون، مجلس الأمن والأمم المتحدة والولايات المتحدة، والمجتمع الدولي، الاضطلاع بجرائم المليشيا الحوثية وإيران في حق اليمنيين، إزاء الصمت المريب دونما رادع للبطش الحوثي، باستثناء بيانات إدانة لم تجرؤ على بتر خيط مصالحهما مع بعض، ما يحتم على اليمنيين أن يبحثوا لبلادهم عن مخرج من بؤرة الصراع الدولي وإيقاف التمدد الإيراني الذي بدوره يضمن الوصول إلى اتفاق سلام شامل وعادل لكل اليمنيين.

وأصبحت إيران، عبر سفيرها لدى الحوثيين بصنعاء "حسن إيرلو"، هي من تدير بشكل مباشر العمليات العسكرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية للحوثيين، وتصنع قراراتهم.

وعن كيفية تقليم أظافر إيران في اليمن والمنطقة، قالت الخبيرة الأمريكية في شؤون الامن القومي، ارينا تسوكرمان،   إن "هناك مجموعة من الأساليب والاستراتيجيات لوقف اللعبة الإيرانية في اليمن وإجبارها على الانسحاب من البلد الممزق".

وفنّدت "تسوكرمان"، تلك الاستراتيجيات بعدة نقاط أبرزها، "يجب إعادة فرض العقوبات المعوقة على النظام "الإيراني"، بحيث تستهدف على وجه التحديد كل ما يتعلق باليمن".

وتؤكد أن أهم ثاني خطوة هي ضرورة "معاقبة الحوثيين أنفسهم كمجموعة، وكذلك بشكل فردي"، وهو الأمر الذي كانت قد تراجعت عنه إدارة الرئيس الأمريكي بايدن في أول أيامها، وألغته رسمياً، بعد أن كانت إدارة سلفه "ترامب" قد أعلنت تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية".

ويعني تضارب القرارات الأمريكية، التقاء المصالح الإيرانية بالامريكية في بقاء حرب اليمن، بعكس زيف التراشق الإعلامي بين الأخيرة والحوثيين بين الفينة والأخرى.

في حين حملت "تسوكرمان" التحالف العربي في اليمن دوراً بارزاً في بقاء الحرب واستمرار التدخل الإيراني، ولذلك ترى أنه ثالث خطوة استراتيجية، "يجب أن يمارس التحالف العربي ضغوطا عسكرية كبيرة ضد الحوثيين وتدميرهم عسكريا".

وتذهب "تسوكرمان"، في رابع استراتيجية طرحتها إلى أنه "يجب أن تعاني المؤسسات الإيرانية من تأثير الهجمات السرية المدعومة من المجتمع الدولي".

وأشارت إلى أنه "عندما ينتهي الأمر بأن تشكل اليمن صداعا لإيران وتصبح أكثر تكلفة من كونها منفعة، عندها فقط ستبدأ طهران في تقليص نفوذها وقطع الدعم عن الحوثيين بأكثر من طريقة".