الارتقاء بالعلاقات الى مستوى "التوأمة المتكاملة"..

الملك محمد السادس يدعو الجزائر الى حوار مبني على الثقة دون شروط

العاهل المغربي: امن الجزائر من امن المغرب والعكس صحيح

وكالات

دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس الجزائر السبت الى الارتقاء بالعلاقات الى مستوى "التوأمة المتكاملة" عبر حوار من غير شروط، متحدثا عن مسؤولية سياسية واخلاقية يتحملها قادة البلدين اذا استمر اغلاق الحدود.


ويسود التوتر العلاقات الثنائية منذ عقود، بسبب دعم الجزائر لجبهة بوليساريو الساعية الى فصل الصحراء المغربية عن المملكة. وسبق ان وجه الملك محمد السادس دعوات الى جارة المغرب الشرقية الى طي صفحة الخلافات واطلاق حوار.


لكن نبرة العاهل المغربي بدت لافتة هذه المرة وصريحة حين قال "نحن لا نريد أن نعاتب أحدا، ولا نعطي الدروس لأحد. وإنما نحن إخوة فرّق بيننا جسم دخیل، لا مكان له بيننا".


وأضاف الملك محمد السادس في خطاب بمناسبة الذكرى الـ22 لجلوسه على العرش "أدعو الى تغليب منطق الحكمة والمصالح العليا، من أجل تجاوز هذا الوضع المؤسف الذي يضيع طاقات بلدينا، ويتنافى مع روابط المحبة والإخاء بين شعبينا".
وقال ايضا ان المغرب والجزائر "أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان".

الشر والمشاكل لن تأتيكم أبدا من المغرب لأن ما يمسكم يمسنا

وبشأن إغلاق الحدود بين البلدين، قال العاهل المغربي "قناعتي أن الحدود المفتوحة هي الوضع الطبيعي بين بلدين جارين، وشعبين شقيقين. لأن إغلاق الحدود يتنافى مع حق طبيعي، ومبدأ قانوني أصیل، تكرسه المواثيق الدولية".


واوضح قائلا "عبرت عن ذلك صراحة منذ 2008 وأكدت عليه عدة مرات، في مختلف المناسبات. خاصة أنه لا فخامة الرئيس الجزائري الحالي، ولا حتى الرئيس السابق، ولا أنا، مسؤولين على قرار الإغلاق. ولكننا مسؤولون سياسيا وأخلاقيا على استمراره أمام الله وأمام التاريخ وأمام مواطنينا".


وأغلقت الحدود بين البلدين في 1994 بقرار من الجزائر بعد ان فرض المغرب تأشيرة دخول على مواطني الجزائر، في اعقاب تورط جزائريين بمهاجمة فندق في مدينة مراكش.


وقال العاهل المغربي في خطابه "نجدد الدعوة الصادقة لأشقائنا في الجزائر للعمل سويا، دون شروط من أجل بناء علاقات ثنائية أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار". ذلك، لأن الوضع الحالي لهذه العلاقات لا يرضينا، وليس في مصلحة شعبينا، وغير مقبول من طرف العديد من الدول.


واضاف "نعتبر أن أمن الجزائر واستقرارها وطمأنينة شعبها من أمن المغرب واستقراره. والعكس صحيح، فما يمس المغرب سيؤثر أيضا على الجزائر لأنهما كالجسد الواحد. ذلك أن المغرب والجزائر، يعانيان معا من مشاكل الهجرة والتهريب والمخدرات ، والاتجار في البشر.


وقال ايضا "أنا أؤكد هنا لأشقائنا في الجزائر بأن الشر والمشاكل لن تأتيكم أبدا من المغرب، كما لن یأتيكم منه أي خطر أو تهديد، لأن ما يمسكم يمسنا، وما يصيبكم يضرنا".


كما دعا الملك محمد السادس الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الى "العمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا على تطوير العلاقات الأخوية التي بناها شعبانا عبر سنوات من الكفاح المشترك"، حين كان المغرب والجزائر لا يزالان تحت الاستعمار.