ملف إيران..

تقرير: هل يبقي رئيسي على فريق التفاوض الذي يقوده عباس عراقجي؟

أعضاء جمهوريون يذكّرون بايدن بدور رئيسي في لجنة الموت وحملة القمع

واشنطن

أعلنت الولايات المتحدة الخميس أنها ملتزمة بالدبلوماسية في ما يتعلق بالنووي الإيراني، إلا أنها حذّرت طهران من أن الوقت ينفد وأن عملية التفاوض من أجل العودة للاتفاق السابق للعام 2015 لن تستمر إلى الأبد.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحفي بالكويت، إن الكرة في ملعب طهران. في وقت ما لن يتسنى استعادة كافة المكاسب التي تحققت عبر (خطة العمل المشترك الشاملة) بالعودة إلى الاتفاق إذا واصلت إيران الأنشطة التي تقوم بها في ما يتعلق ببرنامجها النووي".

وتابع "أبدينا بالفعل حسن نوايانا ورغبتنا في العودة إلى الالتزام المشترك بالاتفاق النووي... الكرة لا تزال في ملعب إيران وسنرى إن كانوا على استعداد لاتخاذ القرارات الضرورية للعودة إلى الامتثال".

وكان الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي الذي له الكلمة الفصل في شؤون الدولة، قد ذكر أمس الأربعاء أن طهران لن تقبل مطالب واشنطن "المتعنتة" في المحادثات النووية ورفض رفضا باتا إضافة أي قضايا أخرى إلى الاتفاق.

وتأتي التحذيرات الأميركية قبل أيام قليلة من تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب حديثا إبراهيم رئيسي وهو من أشد منتقدي الاتفاق النووي للعام 2015. وأعلن بعد فوزه في انتخابات الرئاسة أنه سيواصل العمل على إنهاء العقوبات الأميركية، معلنا في الوقت ذاته تمسكه بالإبقاء على نسبة تخصيب اليورانيوم بنحو 60 بالمئة وهي النسبة التي تعادل 20 مرة ما هو منصوص عليه في اتفاق العام 2015.

وطلبت بلدان خليجية ضمها إلى المفاوضات وأن يعالج أي اتفاق ما يقولون إنه برنامج إيران للصواريخ الباليستية وسلوكها الذي يزعزع الاستقرار في المنطقة.

وقال بلينكن إنه ناقش خلال زيارته للكويت التي التقى خلالها بأميرها، مسألة إعادة توطين مترجمين أفغان.

ويخشى الكثير من الأفغان الذين عملوا مع قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) انتقام متشددي طالبان بعد انسحاب القوات الأميركية.

وتستخدم الولايات المتحدة عدة قواعد عسكرية في الكويت التي تربطها بها علاقات قوية بعدما قادت واشنطن تحالفا أنهى غزو العراق للدولة الخليجية في 1990-1991.

وتأتي تصريحات الوزير الأميركي بينما تعثرت مفاوضات فيينا النووية بعد 6 جولات سابقة لم تحرز تقدما كبيرا، فيما يبقى مصير الجولة السابعة مؤجلا إلى ما بعد تولي رئيسي في مطلع أغسطس/اب منصبه خلفا للإصلاحي حسن روحاني.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت تلك الجولة ستعقد فعلا وما إذا كان رئيسي سيحافظ على نفس الفريق المفاوض الذي يقوده نائب وزير الخارجية عباس عراقجي.

ويسود التوتر العلاقات الأميركية الإيرانية منذ عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، لكن حدة التوترات خفت بعد تولي الديمقراطي جو بايدن الرئاسة وإبدائه ليونة أكبر وتقديمه الدبلوماسية على الضغوط الاقتصادية في التعامل مع إيران.

لكن على الجبهة الأخرى يواجه بايدن ضغوطا شديدة لدفعه إلى عدم تقديم تنازلات لطهران وإبداء سياسة أكثر حزما في مواجهة سلوكها العدواني وانتهاكاتها النووية.

وقد قدمت مجموعة من الجمهوريين في مجلس الشيوخ يقودها السيناتور توم كوتون مبادرة للرئيس الأميركي تحثه فيها على منع كبار المسؤولين الإيرانيين من حضور قمة الأمم المتحدة وعلى راسهم إبراهيم رئيسي المتهم بأنه لعب دورا رئيسيا في إعدامات عام 1988.

وقال أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون في رسالة إلى بادين، إن السماح لرئيسي بدخول نيويورك، يضفي شرعية على حملة القمع التي يشتبه أن رئيسي متورط فيها ويقوض القيادة الأخلاقية لأميركا.

وأشاروا أيضا إلى أن رئيسي إذا سمح له بحضور قمة الأمم المتحدة سيكون مرفوقا بعدد كبير من الحراسة الأمنية في هذه الرحلة وهذا أمر "يهدد الأمن القومي للولايات المتحدة.

وأشارت الرسالة كذلك إلى دور إبراهيم رئيسي في ما يعرف بلجنة الموت، حيث كان في الجهاز القضائي منذ الثورة الإسلامية التي أطاحت بنظام الشاه ويعتقد أنه من ضمن من أصدر أحكام إعدام بحق آلاف من المعارضين.

وجاء في الرسالة أيضا إلى أن للرئيس الإيراني الجديد دور في "القمع الوحشي لاحتجاجات الشعب الإيراني وعلاقته بالحرس الثوري تحرمه من أهليته للحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة".

كما شددوا على أن على إدارة بايدن أن تتخذ موقفا يظهر لرئيسي أن واشنطن تحمله المسؤولية عن انتهاكات النظام السابقة والحالية لحقوق الإنسان.

وذكّرت الرسالة أن رئيسي كان يتباهى بسجله حيث دافع في العام 2018 عن دوره في لجنة الموت عام 1988 واصفا الإعدامات بأنه "عقاب إلهي وأحد الانجازات المشرفة للنظام الإيراني، مضيفة أنه بعد ثلاثة عقود على دوره في لجنة الموت استمر في لعب دور في تعذيب ومضايقة وإعدام الإيرانيين.