تحدث عن مستقبل العلاقة في الشرق الأوسط..

ماتيو رينزي: لا طريق لتحقيق السلام الا بتغییر جذري لنظام إيران

السيد ماتيو رينزي رئيس الوزراء الإيطالي السابق - أرشيف

باريس

قال ماتيو رينزي، رئيس الوزراء الإيطالي السابق. أن إيران ليس مجرد بلد به توترات وصراعات سياسية، بل هو بلد غني بالتاريخ أولاً وقبل كل شيء، معبرا في تصريح لصحيفة اليوم الثامن "عن أسفه عندما تكون دولة عظيمة ذات تاريخ وماضٍ عريق كإيران ويصعب استخدام هذا الماضي لصناعة المستقبل.

وأشار السيد ماتيو رينزي إلى أننا نعيش في عالم سيتغير بقوة كبيرة جدًا، وأن النظام العالمي الجديد سيدفع الجميع في السنوات القليلة المقبلة إلى المناقشة.

وأضاف السيد رينزي: ستكون العلاقة بين إيران والشرق الأوسط، وبشكل عام، الاتحاد الأوروبي وبقية العالم مثيرة للاهتمام بشكل خاص، لأننا في هذا المجال، سنلعب دورًا حاسمًا لمستقبل البشرية، ويجب أن تكون البلدان ذات التاريخ العظيم جزءًا من كتابة صفحة جديدة للمستقبل فقط إذا أدركنا ما هي الأولوية اليوم.

وأعرب السيد رينزي عن حزنه من فشل جهوده في التوصل لاتفاق ضد القنبلة النووية والحد من التوترات مع نظام الملالي عندما كان رئيساً للوزراء، قائلاً: لم نفلح. هذه هي الحقيقة، لقد فشلنا، لأن فكرة الوصول إلى نقطة تغيير مهمة للغاية في إيران كانت فاشلة للأسف.

وشدد السيد رينزي أنه يتعين علينا الاعتراف بثلاث نقاط مهمة للغاية. أولاً، رفضنا للملالي والديكتاتورية في إيران، موضحاً أنه بدون هذا الرفض، سيكون من المستحيل الوصول لكتابة صفحة من الحرية. لذا، فإن السبيل الوحيد أمام الاتحاد الأوروبي اليوم هو التعلم من ماضينا وأخطائنا، بحسب رينزي.

وفي النقطة الثانية. أكد السيد رينزي على محاولة إعطاء الأمل للأشخاص الذين يناضلون ضد النظام، في إشارة لنضال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي ضد ديكتاتورية الملالي.

وأضاف: هذا هو الوقت المناسب لمحاولة استخدام كل أنواع القوة: القوة الناعمة، القوة الصلبة، لمحاصرة النظام الإيراني لإظهار رغبتنا بتغيير هذا النموذج، وسنواصل اتباع نهج المقاربة من أجل حقوق الإنسان، ومن أجل الحرية، ومن أجل إعادة إيران إلى المجتمع الدولي لأن الشعب الإيراني بحاجة إلى المجتمع العالمي.

وتابع السيد رينزي حديثه في إشارة إلى أن الماضي ليس مهمًا للذاكرة وكتب التاريخ، بل مهم لبناء اليوم ورؤية للمستقبل، موضحاً أنه دون القيم والتاريخ والتقاليد الإيرانية، ستكون كلمة الغد ضعيفة. لذا، بحسب رينزي، هذا هو الوقت المناسب لكتابة التغيير، وكتابة صفحة تغيير جذري، ودعم الأشخاص الذين يناضلون لإلغاء حكم الملالي والعودة ليكونوا في إيران كجزء من العالم الجديد.

أما عن الملاحظة الثالثة، بيَّن السيد رينزي أن هذا ليس الوقت المناسب للقتال من أجل قنبلة نووية في إيران، بل لمحاربة الفقر في إيران، معتبراً أن إيران بقيادة نظام الملالي بلد غير صالح للاستثمار العالمي.

واعترف رينزي بصعوبة الوضع الحالي، موضحاً أن إنشاء صفحة جديدة من الأمل في المنطقة، يستوجب إنهاء حكم الملالي أولاً.

وأضاف: علينا أن نعود لنفتح أبواب إيران أمام المجتمع الدولي، والمجتمع الدولي أمام إيران، لكن لا توجد إمكانية لتحقيق ذلك بدون تغيير النظام.

وعزز السيد رينزي  وجهة نظره من خلال الإشارة إلى مسرحية الانتخابات الرئاسية لنظام الملالي والتي تمخضت عن تعيين ابراهيم رئيسي المتورط في مذبحة عام 1988، ليستنتج أنه على قناعة تامة أنه لا توجد طريقة لتحقيق السلام والازدهار والمستقبل لإيران إذا لم نقبل فكرة التغيير الجذري في النظام.

وفي خاتمة حديثه، أكد السيد ماتيو رينزي رئيس الوزراء الإيطالي أن التغيير الجذري ليس مجرد ضرورة اقتصادية أو ضرورة من أجل القيم الإنسانية في إيران، بل إنه ضرورة للعالم، مشيراً أنه ستكون هناك مشكلة كبيرة في العلاقات مع الشرق الأوسط، وبقية العالم بدون إيران.

لذلك، بحسب السيد ماتيو رينزي، يجب الرجوع للماضي، وعدم القبول بنظام ينتهج نهجاً خطيراً في إيران وبقية أنحاء العالم، من أجل رؤية عظيمة لمستقبل المنطقة.