أحمد الجعشاني يكتب لـ(اليوم الثامن):

بين هوية الذات ومكان الانتماء .. في (بدرية القمندان)

هناك الكثير من التوصيفات وألاراء المتباينه أطلقت عن الشاعر الامير أحمد فضل القمندان قد  لا تختزل في( بدرية القمندان) بل في الكثير من شعره ولكن ما أثاره الدكتور هشام السقاف ( على طريق مهرجان .. بدرية القمندان) والدكتور السفير محمد القباطي ( حين يختفي الشعر .. خلف الغناء ) قد تكون أدعاءات وصيفة ودقيقة  في نقاش طويل مسرف لنشيد( بدرية القمندان) ، او كما وصف لنا الدكتور هشام السقاف في سياق مقاله على أن نقاش بدأ عصرية في منتدى الايام أجتمعت النخبة وبحضور ألامير عبده عبدالكريم وآخرين وبدأ الكل في تفكيك ( البدريه) فطال النقاش حتى عشاءأ وتحلق الذكاء حول المعنى دون أن يلامسه فابتسم  الفنان الكبير المرشدي وقال لقد كانت لنا أمسيه كهذه عام ١٩٨٢ وبحضور الاستاذ عمر الجاوي وابوبكر السقاف ولم يصل المناقشون الى نتيجة .

ولا شئ يضاف بعد أن أوجز معناها في كلمات قليلة  الدكتور هشام السقاف في ( البدرية = انما هي تعقيد الزامي لنشيد لحجي أممي أذا جاز التعبير فهو نشيد يدون المكان بحذاقة المنشد (القمندان).

ومهما يكن مما قيل في هذا النقاش الطويل الممتع ، قد نستنتج من ذلك من نشيد (البدرية )، ان القمندان كان شديد الارتباط بالهوية والى البيئه والطبيعة والمكان ولو نظرنا الى الى أغلب قصائده كثرة الاشارة الى محيطه الجغرافي في عدن ولحج وادي تبن وبستان الحسيني وحقات وشمسان ، وكذلك أعلامها وشيوخها والقبائل التي ترتبط بتلك المناطق ، تميز بالخصوصيه المفرطة لنقل الواقع الذي يعيشه الشاعر ، او كما وصفه البردوني شاعر متمرد على السلطه وأعرافها يحسب له معاشرة الشعب من معاناة من مشاق الحياة اليوميه ، في كتابة (الثقافةوالثورة في اليمن).

اذا رأيت على شمسان في عدن

تاجا من المزن يروي المحل في تبن

                                         *********

في الحسيني جناين والرمادة زراعة

                                       *******

طلعت أنوار لحج من عدن

فاسقها يا أيها الوادي تبن

                                           *********

تبت لا الشيخ باسكنها ولا أشأ المعلا

بس توبة ويا احلا


                                               ****

انا فوادي في الهوى ودف حنب

يأاهل الحسيني بأقدامكم بانتسب 


فالاختلاف وارد حول نشيد القمندان وهو ما أثير من قبل بين الاستاذ عمر الجاوي والدكتور ابوبكر السقاف حول القمندان حيث يرى الاستاذ عمر الجاوي ان القمندان سخر أشعاره لخدمة مصالح الشعب وانه شاعر بسيط يعشق الغناء والارض ، بينما الدكتور ابوبكر السقاف لايراه شاعرا متحررا من الاستعمار الانجليزي ، بل ذهب البعض من النقاد ان القمندان يسخر من الوحده اليمنيه ويرفض الزيديه في أشعاره.

غن ياهادي نشيد أهل الوطن

غن صوت الدان

ما علينا من غناء صنعاء اليمن

رغبة واضحة للقمندان لتحرر من فن صنعاء ، والعودة الى الغناء الدان اللحجي بدلا من غناء اللون الصنعاني الذي كان سائدا تلك الفترة .

لا شك أن القمندان سخر أشعاره في تجديد الغناء في لحج وهو ما أثرى شاعريته على الدارسين والمهتمين بحيث اصبح القمندان ضاهرة ثقافيه وعلم من أعلام الثقافة ، التى ما زالت تثير الجدل والسؤال حتى الان ،

ويعد الامير أحمد فضل القمندان مؤسس للأغنية اللحجيه الحديثة ،وهو ماذكره الشاعر الكبير محمد عبده غانم في كتابه ( شعر الغناء الصنعاني ) ان القمندان أبتكر عددا كبيرا من الاغاني اللحجيه .

فهو موسوعة ثقافية كبيرة وعلم من أعلام الادب والفن بل أنه اديبا مثقفا ومؤرخا وشاعرا وملحنا، فهو ضاهرة ثقافية مثيرة لجدل وذلك بسبب حضوره الطاغي في ألاغنيه اليمنيه وفي محيطها الاقليمي في الجزيرة والخليج .


ولعل ما عرج اليه الدكتور هشام عن النابعة الذبياني والقينه ، كان شائعا في الجاهليه ، يكشفون عيوب الشعر بالغناء كما في خبر النابغة،وما يعيب النابغة من أمر رواية أهل يثرب والقينة ، لعلها موضوعة لتعظيم منزلة النابغة، أو لإظهار فضل يثرب عليه، فأنها لا تنافي الحقيقة في شاعر يحتكم اليه كبار الشعراء، حكم سوق عكاظ تضرب له القبة الحمراء قبة السادات وألامراء، واذا قوى في شعره لا يجرؤ احدا أن أن يقول له قويت لمكانته الادبيه.