د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

عندما كانت أحلامنا تعانق السماء !!

جدة

نعم كان ذلك في بداية شبابنا عندما كنا لا نفرق بين الواقع والحلم ولا يوجد في حياتنا مساحة للحزن بل كانت حياتنا كلها مرح وسعادة ومع تخرجنا واكمال دراستنا اكتشفنا أننا ضحية أحلام لم تتحقق بل سقطت أمام أعيننا في بئر النسيان !!
قرأنا التاريخ كما شاء أهل السياسة والمتزلفون والمنافقون  الذين  كتبوه وصاغوه كلمة كلمة وحرفا بحرف وسمموه بعبارات منمقة وحشوه بالأكاذيب والأساطير  ليتوافق مع مصالحهم وبعد أن شبينا عن الطوق اكتشفنا أكاذيبهم أن الحياة واقع مؤلم بوجودهم .. وكلما حاولنا الخلاص منها سرنا خلفها لتصدمنا بالوقع من جديد الذي يحول بيننا وبين أحلامنا وأمانينا ، في هذه الحياة تجارب عدة لأناس صنعوا المجد لأنهم آمنوا بمواهبهم فلم يتوقفوا عند خط التمني، بل راحوا معلنين صافرة البداية، بداية تحقيق الحلم، وعندما انقطع بهم الحال وضاقت بهم السبل لم يستسلموا واستطاعوا من خلالها تحقيق الهدف.
فالنجاح أعداؤه كثير، فلا تكن أنت لنفسك أول عدو، ولتتعامل مع الحياة بإيجابية واقعية تمكنك من التهديف مراراً وتكراراً، لتضع «يدك في عين» كل من نادى بإحباطك أو سعى لفشلك سواء أكان قاصداً أم حتى عابراً.
تخيل نجاحك بين يديك سيأتيك لا محالة وثق بقدراتك، يقول آينشتاين إن تخيل النجاح أكثر أهمية من المعرفة ذاتها، حيث إنك عندما تتخيل نجاحك فإنك تحققه، وسيكون من السهل الوصول إلى أحلامك، تخيل نفسك في خضم النجاح، وحاول أن تشعر بالحماسة نفسها، التي ستشعر بها عند تحقيق النجاح.
أخي ابن الجنوب العربي :
كن على يقين بأن حلمك سيصبح حقيقة عاجلاً أم آجلاً، كل ما تحتاج إليه هو الثقة بالنفس والعمل والمثابرة فادعوا ربكم ألا ينطفئ بريق شغفكم بعد كل خيبة، ولا تسرقه لحظة يأس، أو تخطفه برهة ضعف في تكرار المواقف السلبية، وإحساسكم بالظلم أو الخيبة أو القنوط، ولا تنسوا في كل مفاصل يومكم أن تخلقوا الفرصة لأحلامكم الصغيرة حتى أمام قلة حيلتكم وفراغ أرواحكم من الدافعية، كيلا تكون حياتكم بلا هدف، وتنطفئ شموع لهفتكم بعد التوهج، لأنكم – بعدها – وإن عادت لكم الفرصة، فمن يعيد لكم الشغف؟! ومن يعيد لكم متعة النظر لأنفسكم في مرآة الفرح، كن على يقين بأن حلمك سيصبح حقيقة عاجلاً أم آجلاً، كل ما تحتاج إليه هو الثقة بالنفس والعمل والمثابرة .
أقسى أنواع الأحلام تلك التي لم ولن تتغير.. الأحلام التي لا تفارق القلب لحظة ولا ننفك نحلم بتحقيقها مهما طغت عليها أحلام أخرى. بمجرد ذكرها تلمع أعيننا مجدداً بنفس ذلك البريق القديم ودقات القلب ذاتها، كالفراشة الجميلة التي لا تستطيع أن تتوقف عن النظر إليها ولا تستطيع كذلك الإمساك بها.
هل عرفتم  تلك  الأحلام ؟!!
انها العيش في وطنك  آمنا مطمئنا حرا كريما !!
والوصول للحلم ليس سهلاً ولكنه ليس مستحيلاً أيضاً، يتطلب الكثير من الأمل والسعي. أحياناً ما نضطر لسلك طُرق لا نريدها للوصول لما نريد لكن الأهم ألّا نضل الطريق قبل أن نصل. ألّا نفقد الأمل لطول الطريق واعوجاجه المستمر وصعوباته التي لا تنتهي. أن يتجدد الأمل بداخلنا كلما قاربنا من اليأس. أن نظل بنفس الحماس الذي بدأنا به ذلك الحلم. ألّا يخفت بريق أعيننا عند الحديث عنه. أحب كثيراً بريق أعين من يتحدثون عن أحلامهم، أحياناً أعتقد أنّه من فرط حماستهم أستطيع أن أرى ما يحلمون به في انعكاس أعينهم. أتمنى كثيراً لو يصلون حقاً لما يريدون. أن يظل ذلك الأمل يحاوطهم حتى الوصول. وأكره كثيراً نظرة اليأس في أعين من لم يصلوا، من حاولوا كثيراً ولم تحالفهم الحياة بعد أو ربما لله مخططات أخرى أفضل كما أؤمن.
ومهما كان حُلمك صغيراً في أعين غيرك أو ضرب من الجنون، لا تسمح لأحد أن يقلل من شأنه.. لا تصدق أنه هناك شيئاً غير قابل للتحقيق طالما سعيت من أجله، إذ لم تصل لما تريد لا بأس ولكنك سعيت نحوه بكل ما أوتيت وبذلت فيه جزءاً من روحك. هذا أمر لا يستهان به، الأحلام تحتل جزءاً كبيراً من القلب وأحياناً لا ينفك هذا الاحتلال. لابد أن للوصول لحلمٍ ما، سعادة لا توصف. أن نرى كل ما بذلنا من جهد يتجسد أمامنا تماماً كما أردنا. لابد أنه شعور لا يمكن وصفه بالتحديد. أستطيع أن أتخيل أنه كل شيء نحبه في الحياة قد حدث بالفعل في لحظة واحدة، لحظة طال انتظارها كثيراً.
عليك أن تعلم فقط أنّه عند سقوط حُلمٍ ما لا يمكنك الاستسلام.. لا يمكنك أن تقف عند حُلمٍ واحد وتفقد الأمل في البقية..
آمنت حينها أنّه لكل حلمٍ وقته وطريقته في التحقيق، مهما حاولت أن تستعجل الأمر أو أن تؤخره.. لكل حُلمٍ قدره وفي الوقت الذي تظن أنه لن يحدث.. سيحدث بطريقة غير متوقعة.. لم تخطط لها حتى في أحلامك، أيقنت تماماً أنّه لله مخططات أخرى أفضل وبالنسبة للأحلام.. ففي القلب دوماً كما كانت والله ناصر الحق ومظهره  والله غالب على أمره .
د . علوي عمر بن فريد