ناصر الخضر يكتب لـ(اليوم الثامن):

ماهي الثورة الرابعة التي هدد بها حمود الهتار عبدربه منصور هادي

عتق

حقد الهتار على الجنوب قديم متجدد ويمثل نموذجاً من السياسة الإخوانية العدائية للجنوب ، حقد لا يفرق بين عامة شعب الجنوب الثائر لإستعادة دولته وبين نفر من الجنوبيين الذين ظلوا يصطفون في الكراسي الأمامية لأنظمة صنعاء ويهتفون بإسم اليمن والوحدة لإثبات انهم وحدويون

وعلى ما دأب عليه منذ تتلمذه ب"المدرسة الإخوانية" حسب اعترافاته برز الهتار عقب تولي الرئيس هادي الحكم في 2012 م كشخصية عدائية للجنوب وقياداته وكان الأكثر تحاملاً على هادي وأولاده والقيادات الجنوبية التي بقيت متشبثة بنظام الإحتلال .
كان في حقيقة الأمر لسان حال منظومة صنعاء ونخبها ومراكز نفوذها السياسي والعسكري والديني .

إتهم الهتار الرئيس هادي  بالعنصرية والمناطقية ودعم ما وصفه بالانفصال جاء ذلك في سلسلة من منشوراته على تطبيق الفيسبوك نورد منها للإستدال (( تهانينا للأخوة رئيسي الجمهورية والوزراء ووزير الدفاع  بالعرض العسكري الانفصالي الذي يجري الان في ساحة العروض بعدن فهذا من منجزاتهم ))
وجاءت تغريدة الهتار رداً على تنظيم  جماهير الثورة الجنوبية التحررية عرضا عسكرياً بوحدات دربت لتستعرض تاريخ الجيش الجنوبي في عيد الجيش الـ(42)

و من جملة اراء الهتار المنشورة عبر وسائل الأعلام وصفحته الشخصية والتي إستهدف بها شخصية الرئيس هادي ( لو امعن فخامة الرئيس نظره في القرارات التي أصدرها خلال الفترة الماضية وأرجع البصر مرتين لوجد أن نحو (٥٠ في المائة منها) تستحق الإلغاء وليس قرار بجاش )
(عاتبني احد الزملاء بالأمس لماذا اقتصر المنشور على جلال ولم يشر الى ناصر وهو اكثر تدخلاً في شؤون الدولة قلت له ليس الأمر كذلك جلال شخص منفتح يمارس نفس المهام التي كان أحمد يمارسها في الجوانب المدنية وناصر شخص غامض يقوم بدور طارق صالح في الجوانب العسكرية والأمنية).

* برر مبكراً اقتحام الحوثيين صنعاء " ثورة رابعة "

ترافق التصعيد الهجومي والتصريحات التحريضية للقاضي الإخواني حمود الهتار ضد الجنوب و الرئيس هادي مع حملات إعلامية حوثية واسعة ضد هادي وحملة إخوانية موازية تستهدف وزير الدفاع وجلال وناصر هادي .
بالتزامن مع ذلك تعرضت قيادات جنوبية لمحاولات إغتيال فاشلة كوزير الدفاع وقتها محمد ناصر أحمد،  الى جانب الكشف عن خلية كانت تخطط لاغتيال هادي نفسه كما قالت وزارة الداخلية آنذاك .

الهتار افصح وبصورة ضمنية عن مسار حملاته التحريضية واستهدافه للجنوب وكوادرة في منشورات تتسق مع خطاب وشعارات المليشيات الحوثية اثناء حصارها للعاصمة اليمنية صنعاء 
وقياسا على مستجدات المشهد اليمني انذاك وتلكؤ قوى صنعاء من ابداء موقف واضح من تصعيد الحوثيين  يكون القاضي الإخواني حمود الهتار اول مسؤول محسوب على حكومة التوافق قد برر مبكراً إجتياح المليشيات الحوثية للعاصمة اليمنية صنعاء والإطاحة بالرئيس التوافقي ووضع حكومته تحت الإقامة الجبرية وذلك في منشور لهُ قال فيه  (هل يدرك جلال بان تدخله في شؤون الدولة يثير الاستياء ضد والده وان ولاية العهد كانت سبب قيام ثلاث ثورات في اليمن ٤٨ و٦٢  و ٢٠١١ وربما تكون سبباً لثورة رابعة).

* أفعال اليوم ترجمة لاقوال الأمس

ويبدو ان الهتار ومن خلال منصبه كرئيس للمحكمة العليا واللجنة القانونية مازال ملتزم بموقفه السابق من المليشيات الحوثية " الثورة الرابعة " التي بشر بها وكما يفهم من مشور سابق له أشرنا اليه آنفاً ، إذ نجد انهُ حرص على إخراج تلك المليشيات من وصفها الانقلابي الايراني الارهابي وسماها  في مسودة القواعد المنظمة لأعمال مجلس القيادة الرئاسي ب " انصار الله " جاء ذلك في المادة 12 وهو الوصف الذي لا يأتي الا من طرف محايد ومن السفير الإيراني فقط .

الهتار لم ينسى نقل إلتزامه الآخر للعناصر الإرهابية الى ذات المسودة المفخخة والمرفوضة في وضع فقرة تنص على اعتماد الحوار والمناصحة مع العناصر الإرهابية .


*  قاضي الدفاع عن الإرهاب وترهيب الرئيس هادي

مارس الهتار التجني على الرئيس هادي وتوضيف كل ملف ملتهب للنيل منه ، فعندما سقطت محافظة أبين مسقط  الرئيس هادي  بيد تنظيم القاعدة الإرهابي وفق مخطط استلام وتسليم بينها وجيش علي محسن الاحمر ، ظهر الهتار في حوار تلفزيوني يمتدح فترة حكم عفاش التي شهدت بدء لعملية (حوار ومناصحة ) مشبوهة مع عناصر تنظيم القاعدة واسفرت عن خروج وهروب تلك العناصر ، وقال الهتار ان تلك الفترة لم تشهد إي هجوم ارهابي ، في حين ان تلك الفترة كانت مسرحاً زمنياً لجرائم اغتيالات استهدفت الكوادر الجنوبية،  لكن الهتار لا يعتبر الجنوبي ضحية، بل الضحية في تقديره هو المجرم الإرهابي اذا وأصل الرئيس هادي دعم اللجان الشعبية من ابناء أبين كقومة مسلحة لمقاتلة العناصر الإرهابية واخراجها من أبين حيث يقول " ان عناصر القاعدة يحملون فكراً ويجب مواجهة افكارهم بافكار ايجابية مغايرة موضحا ان فكر القاعدة لن يتم القضاء عليه إلا بالحوار والفكر .
وعندما توسعت سيطرة تنظيم القاعدة الإرهابي الى ساحل حضرموت دون مقاومة وبتسهيل من قيادات عسكرية وسياسية كان ابرزها المحافظ الإخواني "با حميد " قال الهتار 
"  هنالك الكثير من العوامل التي باتت تصعب قدرة الحكومة على مواجهة أعضاء تنظيم القاعدة بينها مساحة اليمن الواسعة وصعوبة التضاريس فيها"

ووصل الهتار  بآرائه العطوفة على العناصر الإرهابية الى القول" إنه يتوجب على الرئيس "عبدربه منصور هادي" ان يبدأ بالحوار مع أعضاء تنظيم القاعدة مؤكداً ان محاولات اجتثاث هذا التنظيم عبر القوة المسلحة لايمكن لها ان تنجح"

* الخلاصة

تظهر الاتهامات التي وجهها الهتار للرئيس هادي والقيادات الجنوبية عدم ثقة قوى صنعاء لا سيما الإسلامية المتطرفة والقبلية المسيطرة على نظام الحكم بالقيادات الجنوبية التي واصلت الإرتباط بنظام صنعاء وهو ما يعني ان عدم الثقة لا يقتصر على عامة شعب الجنوب الذيي يمضي نحو فك الارتباط واستعادة دولته بل تطال من ظل  يثيت بانه وحدوي حتى النخاع كالرئيس ورئيس الوزراء ووزير الدفاع وقتذاك .
وهنا تتجلى المقارنة بين سياسة قوى صنعاء من الرئيس هادي والقيادات الجنوبية التي كانت ضمن دائرة و سياسة الثقة و الانفتاح التي نهجها المجلس الانتقالي الجنوبي مع كل الطيف الجنوبي والقيادات الجنوبية ايا كانت مواقفها وذلك على مبدأ الحوار وتوحيد الصف وتجسيداً للشراكة في النضال والعمل على تحقيق اهداف تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته والشراكة في السلطة.
وقفت المقاومة الجنوبية بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي مع شرعية الرئيس هادي ووفرت لها موطئ قدم في الوقت الذي سلمت فيه قوى صنعاء الشمال للحوثيين ، خرج شعب الجنوب للتنديد بمحاولات المساس بشرعية الرئيس هادي في اكثر من مناسبة في حين توزعت دبلوماسية قوى صنعاء الإخوانية والعفاشية الى عواصم القرار لاقناع العالم بأن الرىيس هادي وفريقه الجنوبي سبب اطالة أمد الحرب.

في مشاورات الرياض وفي كواليسها التمهيدية رفضت قوى صنعاء مقترح المجلس الانتقالي الجنوبي - تعيين نائبين للرئيس هادي احدهما من الجنوب والآخر من الشمال - وتمسكت بمقترحات نقل السلطة من الرئيس هادي واخراجه من المشهد .