رئيس التحرير يكتب:

لمن لا يجرؤ.. هذه الوحدة لا نريدها؟

لم تكن الوحدة "تحمل أي قيمة أخلاقية او قومية عربية"، بل كانت "مشروع احتلال"، وهيمنة منذ ما بعد الاستقلال، إلى اليوم، والكثير يعلم ان الازمات اليت تعاني منها العاصمة وموجة النزوح الهائلة صوب المدينة رغم الازمات الا دليل على انه "لم تكن هناك أي وحدة، ولا يوجد أي روابط لا تاريخية ولا جغرافية بين اليمن الشمالي والجنوب، والا هاتوا لي تشابه في القبائل او الانساب.

أو هل هاجرت قبائل جنوبية صوب الشمال واستقرت هناك، كما هاجرت قبائل جنوبية واسرة إلى دول الخليج وشرق آسياء.

هذه الوحدة لا نريدها ولا تريدينا والا "أسألوا الرفاق من قاد الانقلاب على الرئيس قحطان الشعبي، ولماذا تم قتل من اعترض على يمننة الجنوب، واقترح ان يكون اسم الدولة الوليدة "دولة حضرموت"، كإمداد تاريخي للهوية الوطنية، وكان مصير المعترضين الموت بشتى انواعه.

أين ذهبوا، اسألوا ابائكم عن الرفاق الذين كان يختلفون مع "شلة خينا"، فينتهي بهم المطاف في المعتقل الذي من يدخله لا يخرج وعلى رأسهم قحطان الشعبي.

هذه الوحدة لم تأت سلمياً بل أتت على حساب قوافل كبيرة من الشهداء والمعتقليين والمخفيين والمخطوفين.. ومن الذي كان يقتل ويختطف الرفاق، لم يكن عيدروس الزبيدي ولا شلال شائع ولا عبدالرحمن شيخ ولا علي الكثيري ولا ناصر الخبجي، ولا حتى سيف صالح ولا هيثم ولا علي عنتر؟.

من كان هم زوار الليل منذ ما بعد الاستقلال؟ هل يجرؤ الرئيس علي ناصر محمد او أي من الرفاق الحديث بمصداقية ومهنية وأمانة عن تلك المرحلة، مع يقيني ان من تعرض للظلم وحاولوا قتله في عدن هو الرئيس ناصر، لكن لم أدر ما الذي أصاب الرجل وجعله يغض الطرف عن الكثير من الاحداث التي عاشها ابان رئاسته للجنوب.

من قاد الانقلاب على قحطان وادخله السجن ورفض كل الوساطات العربية والدولية للأفراج عنه من هو ايه الرفاق؟ هل يجرؤ أحدكم على كشف ذلك.. انتم أجبن من ان تتحدثوا عن مرحلة "الخيبة والخيانة والانبطاح".

ماذا عمل لنا الأخوة اليمنيون في الجنوب الذين هربوا إلى عدن على أمل مقاومة حكم الامامة، هل فعلا نظموا صفوفهم وذهبوا للقتال في صنعاء؟ أم أنهم توطنوا في الجنوب، ونسوا شيء اسمه اليمن والامامة.

 وعلى فكرة من هزم الامامة وفك الحصار عن صنعاء، هم الجنوبيون"، اما الاخوة اليمنيون فسألوا قادة الجيش المصري "عن الاماميين في الليل والجمهوريين في النهار".

عن أي وحدة تتحدثون وأنتم تصورون لنا ان الانقلاب على قحطان وسالمين "صراع جنوبي – جنوبي"، معتقدين ان الجيل الذي ضلل من سابق بشعارات الوحدة والقومية العربية وغيرها، سيتكرر مع الجيل الحالي بشعارات "ان الوحدة حلوة وان الانفصال يعني التشرذم والصراع الجنوبي - الجنوبي".

لكن للأسف "لا يوجد أي صراع جنوبي – جنوبي"، وهنا اعود واسأل الرفاق "ما قصة الانقلاب على قحطان، معروف انه أراد فتح علاقات مع لندن بعد الحصول على الاستقلال، لكن هل يجرؤ أحد الرفاق ان يخرج لنا ويقول لنا "شهادة للتاريخ من هم الذين خططوا للانقلاب على قحطان".

ليس عشان نبش الماضي الآليم، ولكن لدحض مزاعم ان الصراع جنوبي – جنوبي".

هذه الوحدة لا نريدها، ولكن هل من يجرؤ ان يقول لنا من خطط للانقلاب على سالمين، هل أحد يقول لنا من هم زوار الليل، الذين جاءت الوحدة لتوقفهم عند حدهم؟، ولكن بدلا من زوار الليل جاء من يقتل الجنوبيين "كوادر عسكرية وأمنية ومدنية في وضح النهار".

 

يقول البعض ان "جميع الرفاق اغبياء"، ولكن من هم قادة زوار الليل في عدن قبل الوحدة او قبل احداث 86م، قولوا لنا.. أنتم جزء او أساس المشكلة.. هل تجرؤ تضعوا حد للتوظيف الخاطئ للصراع في الجنوب.. لماذا تصارع الرفاق في عدن، هل من أجل النهوض بالبلد ام من أجل الوحدة العربية؟ ام انهم كانوا أدوات يلعب بها الخصوم مثل ما توجد اليوم أدوات "تعبث بالجنوب باسم الدفاع عن الوحدة اليمنية".

هل يجرؤ الرفاق على "الحديث عن أسباب انقلاب 86م، لا أحد يقول لي انه صراع (بين أبناء الثانية من طرف وأبناء الثالثة والرابعة من الطرف الأخر)، هذا ليس صحيحاً، وانما وظف على هذا الأساس لاحقاً.. لكن الأسباب الحقيقية للصراع لم يجرؤ أحد على قولها..

لذلك هذه الوحدة لا نريدها، لأنها كما يقول كثيرون "انها لم تكن وحدة بل كانت هروبا من مشاكل الجنوب الى الوحدة"، لكن هناك من يقول انه هو من صنع الوحدة "بداية بفتاح الجوفي وعلي ناصر محمد وغيرهم، وانما جاء البيض ليهرب بالجنوب من المشاكل الى الوحدة مع صنعاء.

ثم ماذا بعد.. هل حلت مشاكل الجنوب، هل توقف زوار الليل عن مهامهم، مع ان الرفاق لم يقولوا لنا من هم "قادة زوار الليل".

ماذا حققت الوحدة اليمنية من تنمية للجنوب.. نهبت ودمرت المصانع وشرد الموظفون من وظائفهم؟، هل يجرؤ دعاة الوحدة اليوم، ان يتحدث لنا عن "منجز وحيد"، للوحدة اليمنية؟.

اذا ما تحدثنا عن "ضحايا زوار الليل سابقا قبل الوحدة"، كم هم ضحايا القتلة المجهولين في النهار وقرب الحواجز الأمنية؟، نحن كجيل "يرفض التضليل"، نريد نعرف هل يمكن المقارنة بين ضحايا حكم الرفاق سابقا وضحايا ما بعد الوحدة.

هل تعرفون اللواء سالم قطن؟ الم يقتل في وضح النهار وفي وسط العاصمة عدن.

حتى عبدربه منصور هادي ووزير دفاعه محمد ناصر أحمد تعرضوا لمحاولة اغتيال قرب أو في بوابة وزارة الدفاع بصنعاء، بتفجيرات، لم تستهدف أي شمالي.

هذه الوحدة لا نريدها، نحن لا نريد هذه الوحدة التي يقتل الإرهاب فيها الجنوبيون وحدهم دون غيرهم، نريد وحدة تساوي بيننا حتى بالقتل والتنكيل، وحدة يكون فيها الإرهاب طرفا محايداً على الأقل.

أنتم تتحدثون اليوم عن الوحدة التي سلبت أهلنا رواتبهم وحقوقهم ودمرت كل شيء جميل، هل يجرؤ "احفاد زوار الليل" الذين يتحدثون عن "مظلومية عدن في عهد المجلس الانتقالي الجنوبي"، عن كيف دمرت الوحدة عدن مدينة العراقة والتاريخ في كل شيء "فنيا وثقافيا ورياضياً واجتماعيا".

اين هي الاسر العدنية العريقة التي هجرت من العاصمة بفعل الحروب وفتاوى التكفير الشهيرة، ماذا تريدون من عدن التي عبثتم بها كثيرا، هل تعتقدون "انكم العدنيون الذين يستطيعون كتابة التاريخ على مزاجهم او وفق رؤيتهم"..

لا ليس صحيحاً والتاريخ لا يصادر بجرة قلم، من دمر عدن هو من يصر اليوم ان تكون هكذا في هذا الوضع، من دمر عدن هو من يصر على "حصر مظلوميتها" في فترة زمنية لا تتجاوز الثلاث سنوات، في حين ان عدن "تطحن وتباد منذ نصف قرن ويزيد"... من دمر عدن ويدمرها حاليا معروف للجميع ولا يحتاج الى تحقيق لمعرفة من هم أعداء وخصوم عدن والجنوب.

دمروا عدن بشعارات "الاشتراكية، ثم باسم الوحدة اليمنية ومحاربة الردة والانفصال"، واليوم يحاربون عدن باسم وشعار الوحدة والدولة الاتحادية".. يرفعون شعار الوحدة وهم لم يستطيعوا ان يحموا "شارعين في مأرب" المعقل الأخير، ومعهم دعم "عشر دول مجتمعة".

وبس خلاص..

#صالح_أبوعوذل