رئيس التحرير يكتب:

لا بد من وجود نوايا صادقة

تصريحات المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي، ليست كافية، نطالب اظهار صدق النوايا بالجدية في تنفيذ اتفاق الرياض الذي ترعاه قائدة التحالف.
تنفيذ الاتفاق بالضغط على المعرقلين بسحب التنظيمات الإرهابية من الجنوب إلى مأرب، أمر لا بد منه، لدحض وجود انقسامات ليس بين التحالف العربي والجنوبيين، ولكن نفي المزاعم بوجود انقسام داخلي في السعودية.
ليس من المعقول تصديق من يقول ان طرفا سعودياً بقيادة السفير آل الجابر، يدعم المعرقلين لاتفاق الرياض، وحتى تظهر صدق النوايا، على السعودية البدء الفور في الضغط على "حكومة الفنادق" لتنفيذ الاتفاق بدءا بسحب التنظيمات الإرهابية من أبين وشبوة ووادي حضرموت.
لا أعتقد إن السعودية التي تقود تحالفا اسلاميا لمحاربة الإرهاب تسمح باستمرار التنظيمات الارهابية، في قتل المواطنيين في وادي حضرموت ولودر وأبين وشبوة".
لا بد من وجود نوايا صادقة، فـ"اتفاق الرياض"، يمثل أهمية كبيرة للسعودية، والمسؤولون السعوديون يدركون أبعاد فشل الاتفاق ومن هي الاطراف التي تسعى لإفشاله، وما مصلحتها من ذلك.
القضية لم تعد تخص الجنوب وحده، فالسيناريوهات البديلة في حال استمرت هذه المليشيات في احتلال موانئ استراتيجية في شقرة وشبوة والمهرة " كارثية".
المطامع التركية التي أصبحت في الضفة الأخرى، اقتربت كثيرا من توسيع نفوذها، ونشاط ضباط واجهزة مخابرات انقرة في مأرب وشبوة والمهرة، دليل على ذلك.
وهي انشطة تركية لا يمكن لأحد نفيها، فالوجود التركي المتزايد في المناطق التي سقطت في قبضة مليشيات مأرب، يؤكد على المطامع التركية التوسعية المدعومة من قطر وإيران، ولا اعتقد إن سعودياً يرضى بأن تخرج بلاده "خاسرة" من حرب "وجودية" بالنسبة للجميع.
ولا اعتقد ان "عربيا" يرضى ان يصل الأمر الى ان تنازع اطراف اقليمية معادية، "السعودية على جنوبها".
اما الجنوبيون فهم يمتلكون خيارات عديدة "كفيلة" بأن تجعلهم اسياداً على أرضهم، واخطاء الماضي التي جعلتهم يخسرون بلدهم بفعل "شعارات القومية والعروبة"، تعلموا منها كثيراً.
واعتقد انه من المهم ان يركز الجميع على المستقبل، وليس نبش الماضي لمحاولة اشغال الجنوبيين بأحداث هي في الاساس جاءت نتيجة محاولة الجنوب ان يكون قريبا وحليفا لأشقائه في الخليج والعالم العربي.
واحداث يناير 86م، التي تحاول الصحف السعودية نبشها، كان سببها الرئيس ان "عميل مخابرات السوفيت"، قطع الطريق على تقارب عدن مع محيطها، واعتقد الرئيس ناصر أفتى في هذا الأمر كثيرا لصحيفة "صحيفة الإندبندنت عربية" السعودية مؤخرا.