ماجد الداعري يكتب:

هكذا كافأ هادي أكثر مسؤول أخلص لوطنه وعمل بصدق لنصرة شرعيته!

لماذا توافق الحوثي والإخوان والشرعية على تشويه معياد؟!

للأمانة المهنية وبعض الحقيقة والإنصاف الذي ينبغي قوله ولو متأخرا، أنه لم يسبق أن تعرض مسؤول بحكومة الشرعية لحملات إعلامية ظالمة وتقارير انتقامية مزورة من مختلف الجهات والقوى الغارقة في مستنقعات الفساد باليمن كما تعرض لها وما يزال، حافظ معياد، مستشار الرئيس ومحافظ البنك المركزي السابق، بعد أن سلطت الكثير من المواقع والصحف وشبكات التواصل، حبال سياطها الظالمة عليه،دون أي أدلة او حجج تذكر، وفتحت حسابات وهمية ممولة بشبكات التواصل الاجتماعي لمهاجمته وكشرت وسائل إعلام مختلف القوى، أنيابها عليه مبكرا، منذ بداية توليه منصب مهام محافظ البنك المركزي بعدن، وصولا إلى تخصيص حلقات وبرامج ومساحات بث مباشر في قنوات التلفزة الحوثية لقول ما لا يمكن قوله بحقه وبشكل غير مسبوق مع أي مسؤول سابق بحكومة الشرعية بمن فيهم هادي ونائبه ورئيس حكومته وبقية مستشاريه ومسؤولي دولته المغيبة عن الشعب، 

نتيجة إيقافه تدفق شحنات النفط الإيرانية إليهم ووقف تمويلاتهم الحربية بعد إصداره قرارات شجاعة بمنع مرور اي سفن مشتقات نفطية إلى اليمن إلا بترخيص من حكومة الشرعية ومؤسساتها المعنية بعدن ،وهو ما اعتبرته الجماعة كفرا إجراميا بواحا ارتكبه الرجل بحق اهله  باليمن لم يسبقه إليه أحد، فكان عليه أن يدفع ثمن ردة فعلهم الإعلامية بأوسع حملة إعلامية انتقامية حاولت تصويره وكأنه أكبر لصوص زمانه واعتبار قراره هذا وكأنه توريد الجمارك الاستيراد إلى جيبه الخاص وليس بيت مال حكومة الشرعية اليمنية. 

العدو الأول للحوثيين وأكثر من حاربهم بإخلاص وطني وأوقف موارد الدولة عليهم وأعان الشرعية بقوة ضدهم بل ونجح إلى حد كبير في تجفيف منابع تمويلهم المالي برا وبحرا خلال إدارته للبنك المركزي واللجنة الاقتصادية، قبل أن يلاقي جزاء سنمار من هادي ومن حوله على إخلاصه وصدق توجهاته الوطنية للانتصار للدولة الشرعية حد التمرد عن مرجعيات حزبه المؤتمر وخروجه عن بعض أدبيات قيادته المؤتمرية التي طالما حذرته من مكر هادي وحاشيته وحرصهم على إحراق كل الشخصيات الوطنية وتلويثها حتى لا يبقى في الوطن شخصية طاهرة غير مجربة او يمكن للشعب الرهان عليها لإنقاذ سفينة الوطن الغارقة في مستنقع الدماء والحرب والدمار والفساد المالي والاداري والانهيار المتواصل للعام الخامس على التوالي.

قابلته أول ايام دوامه بالبنك المركزي بعدن ووجدته نشيطا مرحا متفائلا بعيدا عن كل الهيلمان الذي كان يحيطه بصنعاء، فقلت له كان الله في عونك على قبول هذه المهمة الانتحارية في هذا التوقيت ومع شرعية خربانة غارقة بالفساد كهذه التي جرفته موجة الواقع المخيف إليها وهي غير جديرة بالثقة. 

ظننته استغرب يومها من تهنئتي المغايرة له، ولكنه رد بكل عقلانية بأنه يدرك جيدا حجم التحديات والصعوبات التي تحيط بعمل البنك المركزي والوضع القائم اليوم في اليمن عموما، غير أنه واثق بعون الله وتكاتف الجميع وتعاونهم على تحقيق الكثير، بدلا من الاكتفاء بالوقوف مع بقية المتفرجين لرؤية وطننا ينهار أمام أعيننا دون ان نحرك ساكنا او يكون لنا شرف محاولة إنقاذ ما يمكن انقاذه على الأقل.

رفعت رأسي حينها بإشارة المقتنع بمنطقية ما قاله وكنت آخر المنصرفين ليلتها من مجلسه وعدت أدراجي وأنا أتساءل في قرارة نفسي فأي ضمانات تلقاها الرجل حتى قبل بتقديم نفسه كبش فداء في مرحلة حساسة يدير فيها لصوص بلد بحجم اليمن باسم قيادة الشرعية بالمنفى. وهل يعقل أن الرجل جاء مغامرا لإنقاذ اقتصاد بلاده بدافع وطني كما يقول أم أنه خدع بوعود من التحالف كما خدع الكثير من قبله وخذله شر خذلان وكان مصيرهم الإهانات والاتهامات بالفساد.

قلت يوما لا قرب مقربيه هل يعقل أن الأستاذ مقتنع ببناء وتأسيس بنك مركزي بعدن على حساب عاصمة ميلاده ومسقط رأسه صنعاء فابتسم وقال لي :هل تصدق أننا سألناه هذا السؤال وكان رده علينا بسؤال مماثل ، وهل من خيارات أخرى لدينا غير ذلك.. وكيف يقال محافظ بنك مركزي والبنك غير موجود على أرض الواقع، كون هناك استحالة لنقل البنك لخارج الدولة أو تسليمه للإخوان بمأرب او سيئون او اعادته للحوثيين بصنعاء. وبالتالي، ماهي الخيارات البديلة أمامنا غير التأسيس لبنك مركزي حقيقي فاعل بعدن كعاصمة حالية لليمن.

و الخلاصة أنني كنت حريصا على تذكيره بما قلته له بتهنئتي المغايرة له بأول يوم قابلته فيه كمحافظ بشقة سكنه التابع للبنك بالمعاشيق.

فقلت له في آخر يومين له كمحافظ وبعد أن تشرفت بالتواصل معه حتى اليوم أن القرار وقع وسيصدر بعد ساعات، فهل تذكر ما قلته لك عن استحالة تركك تعمل من أجل شعب يمني يختطف خيراته ويرسم مصيره وقراراته، شلة من اللصوص الفاسدين حول الرئيس نفسه، وهاهم اليوم يكافئوك بقرار تغيير بعد  فتح ملف المضاربة بالعملة كأخطر ملف فساد عرفته اليمن في تاريخها الحديث وكان الله في عونك وعون كل وسائل الإعلام وكل من لايزال يجهل حقيقة ودوافع الاطاحة بك بأقصر مدة قضاها محافظ بنك مركزي في العالم، بعد ان توافق على مهاجمته بشكل غريب ومتزامن ولأول مرة، إعلام الحوثي والإخوان والشرعية معا، حتى جعلوا منه عدوا لدودا للجميع وخطرا داهما على الكل يستدعي التصدي له وتشويهه إعلاميا أمام الشعب حتى لا يشكل خطرا شعبيا مقبلا على الجميع، بينما وقف هو وحيدا شامخا يقارع الجميع ويتحداهم بالحجج والأدلة عبر صفحته الشخصية بتويتر وفيسبوك،وتمكن من إيصال الكثير من الحقائق وإبطال مفعول ما جمعوا له، ومجابهته بشجاعة لكل تلك الحملات الهجومية المشتركة المسلطة عليه جماعيا، لضمان احراق مستقبله السياسي، خلافا لردة الفعل الشعبي الملموسة اليوم حيال شخصه عند الكثير إن لم يكن الغالبية من الشعب اليمني شماله وجنوبه كون عمل من عدن بحس وطني بعيدا عن اعتبارات مناطقية أو سياسية أو حربية او جغرافية،كونه كان جنوبيا تجاه عدن وأبناء الجنوب، أكثر من كثير من المسؤولين الجنوبيين، وشمالي تجاه ضرووة تمكين المواطن الشمالي والموظف المدني من راتبه وحقه من الدولة،بعيدا عن أي حسابات أخرى أوعقوبات  بجريررة وقوعه تحت سطوة مليشيات انقلابية لا تراعي فيهم إل ولا ذمة. 

#لهذا_توافق_إعلام_الحوثي_والاخوان_والشرعية_على_تشويه_معياد!