بدر قاسم محمد يكتب لـ(اليوم الثامن):

الثقب الحوثي و المطبخ الإخواني !

- لحوض غسيل الأطباق و المواعين المنزلية ثقب واحد تنسدل من خلاله مياه الغسيل إلى جوف حنيفة مجاري الصرف الصحي .. , ثقب ذي صفاية تحجز الشوائب العالقة ولاتسمح الا بمرور مياه الغسيل العكرة !.

- تخيل أحدهم يستحدث إلى جانب ثقب حوض الغسيل ثقبا اخرا ذي حنيفة أخرى خاصة به ليتشارك معك عملية الغسيل !..

- ثم أسقط خيالك هذا عن حوض الغسيل , على حوض تحصيل المال اليمني إلى البنك المركزي عدن و محاولة الحوثيين استحداث نظام مالي جديد "تمثل في سحب العملة النقدية الجديدة و استبدالها بالعملة النقدية القديمة" كي يُحدث ثقبا اخر إلى جانبك ثقبك القانوني في تحصيل الأموال , لايجري عملية تحصيل للأموال فقط , بل يجري عملية تحصيل وغسيل غير قانونية !.

- عملية ثقب الحوثيين لحوض تحصيل الأموال اليمنية بهكذا اجراء مالي , لم تأت مصادفة وهي تتزامن مع تنفيذ الشق الاقتصادي لبنود الاتفاق السياسي بين الحكومة اليمنية و الانتقالي الجنوبي الموقع في الرياض ! , القاضية بتوريد جميع أموال التحصيل الحكومي إلى البنك المركزي عدن , فقد شكل السيد رئيس الوزراء لجنة للاشراف على سير تحصيل الاموال من جميع مصادر الدولة وتوريدها للبنك المركزي عدن !.

- راح الحوثي ليثقب جسم المركب اليمني .. وراحت ألة جماعة الاخوان الإعلامية تفرد حلقات لبرامج حوارية تحاول رصد ماقيل عنها بأنها عملية تعثر صرف مرتبات المواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين (و منها الحديدة على سبيل المثال) , بسبب نقص السيولة المالية المسببة بالإجراء المالي للحوثيين !.. تناولت تغطية الإعلام الإخواني لمعاناة المواطنين في سياق إنساني يدفع الحكومة للقيام بدورها الأخلاقي تجاههم لتتخذ إجراءات تمكنها من ايصال مرتباتهم .

- على الرغم من ظهور الإعلام الإخواني , و هو يحاول تسليط الضوء على ضرر الإجراء الحوثي على مواطني المناطق الواقعة تحت سيطرته , بشكل و هيئة الهجوم و النيل من الجماعة الحوثية , إلا أنه وهو يحاول لفت نظر الجانب الحكومي إلى ضرورة ايصال الأموال إلى مناطق سيطرة الحوثيين .. كمن يساعد في عملية ادخال الأموال في ثقب الحوثيين الأسود , ثقب تحصيل وغسيل المال اليمني , بل ويحاول اخراج وافراغ بنك عدن المركزي من مخزونه المالي !.

- هناك عملية تكاملية بين عمليات افراغ المخزون المالي لبنك عدن المركزي ( تارة عبر المحاولات المتكررة لتهريب الأموال من بنك عدن , و تارة أخرى عبر محاولات الامتناع و تعطيل عملية توريد الأموال إلى بنك عدن ) و بين استحداث جماعة الحوثيين لثقب تحصيل الأموال الأسود بإجراء سحب العملة الجديدة و استبدالها بالعملة القديمة !.

- تكشف هذه الحبكة الذكية , بين جماعتي الإسلام السياسي الحوثية و الإخوانية , عن حقيقة أنها خارجية الصنع و ليست محلية فهي امتداد واضح لخبرة تنظيم دولي عتيق في المنطقة في جانب غسيل الأموال , لقد أصبح اليمن ميدانا لحرب أجندة خارجية ضد التحالف العربي , أدواتها جماعتي الإسلام السياسي , الحوثية و الإخوانية , أصابت هذه الأجندة الخارجية في طريقها أجندة الجماعتين المحلية ضد الجنوب !.

ما لم أفهمه حتى اللحظة , كيف انساقت بعض القيادات الحكومية الغير محسوبة على جماعتي الإسلام السياسي إلى مربع تنفيذ أجندة هذه الشبكة من التنظيم الدولي ؟!

فشخص مثل وزير الداخلية احمد الميسري لماذا نراه يقدم نفسه كأداة في تعطيل عملية التحصيل المالي لبنك عدن المركزي بتعيينه لأحد الأشخاص المشكوك فيهم في مركز تحصيل الأموال لمنفذ شحن الدولي .. وقبل هذا ثبتت مسئوليته عن عملية تهريب لبعض الأموال التي كانت في طريقها من عدن إلى المهرة بحجة أنها مرتبات القطاع الأمني في المهرة ؟!

بصراحة لقد فقد الوزير الميسري بوصلته السياسية !
.........
بدر قاسم محمد