رئيس التحرير يكتب:

من يحكم الجنوب؟

في مايو 2016م، شنت قناة الشرعية التي تبث من العاصمة السعودية الرياض، هجوما عنيفا على القيادات الجنوبية في عدن، ووصفتهم بالأوباش.

القناة في ذلك الخطاب الذي جاء ردة فعل على إجراءات أمنية متعبة في كل دول العالم، طالبت نائب الرئيس علي محسن الأحمر باتخاذ موقف حيال ما يحصل وفرض أمر واقع على الجنوبيين.

بعد هذا الخطاب، أدخلت قوات عسكرية وأسلحة وتم ضبط بعضها في معبر العلم وأخرى وعادت قوات يقودها مهران القباطي من اقصى صعدة إلى عدن، وبدأت عمليات الاغتيالات.

"القادة الجنوبيون أوباش"، هكذا وصفتهم قناة الشرعية التي تبث بأموال سعودية، حين رفضوا مشاريع الإرهاب الأحمري، تم إزاحة البعض وبقي الاوباش الحقيقيون الذين فضلوا الصمت، فيما البعض سخر قلمه للنيل من اخوانه.. يا للعار.. مقابل ان يحظى بالفتات من الحاكم الأحمر.

منذ نحو عام ونيف وأنا اتابع بعض القيادات الحراكية التي ارتمت في حضن الشرعية، وقد جندت نفسها يوميا "الانتقالي الانتقالي"، وكله عشان ما تنقطع عليه الصرفة.

يتحدثون عن السيادة، وهم لا يستطيعون مخالفة توجيهات من انتهك سيادة بلادهم وهو الجنرال علي محسن الأحمر الحاكم الفعلي.

 تردد قبل نحو عام مقولة بين بعض القيادات والمرتزقة – ان جاز لنا التعبير وصفهم – "اذا تريد ان تصلح وضعك امتدح الأحمر"، فكان أول تلك العينات صالح الجبواني الذي سارع إلى تقديم اعتذار رسمي للأحمر، لا ادري عن ماذا قدم الاعتذار، فكان ثمن ذلك الاعتذار حقيبة وزارية، وزارية وان جاءت متأخرة، ولكن بعد ان "تحدث عن الاغتصاب والاستمتاع"، واعتقد اليوم يستمتع بما يمارسه عليه احمد عبيد بن دغر الذي اختلف معه حول بعض الموارد المالية التي يريد الجبواني الاستحواذ عليها بمفرده.

 اليوم في عدن، دبة البترول بـ20 الف في السوق السوداء وفي المحطات بـ9500 ريال يمني، وحين تقول لهم ان الرئيس الشرعي للبلاد والمعترف به دوليا تقع عليه مسؤولية أخلاقية، يخرج عليك البعض يقولوا انتم تستهدفون الرئيس، والرئيس لو سلم الحكم ما معكم إلا الأحمر.. متخذين من قاعدة "خوفه بالموت يرضى بالحمى".

قلنا اننا لسنا ضد هادي، ولكن نريد رئيس يحكم ويمضي بقراره على الجميع دون استثناء، لكن الحقيقة التي يعرفها الجميع ان هادي لا يحكم، هادي فقط مهمة شرعنة الحكم لآل الأحمر.

قلنا مرارا انه لا يستطيع ان يسأل محافظ مأرب عن التوقيت المحلي لعاصمة سبأ، لا يستطيع الحصول على رقم عائدات منفذ الوديعة الحضرمي الذي بفضل الشرعنة أصبح تابعا لمأرب.

الكثير من المرتزقة جندوا أنفسهم للهجوم على المجلس الانتقالي الجنوبي، ليس دفاعا عن هادي لأن المجلس وادبياته لا تستهدف الرئيس ولم يصدر أي موقف مناهض للرئيس هادي من قادة المجلس الانتقالي، ولكن لأن يدافعون عن مخططات الأحمر.

بالأمس اطلعت على معلومات صادمة "مركز اعلامي تابع لوزارة الإعلام اليمنية"، تموله السعودية أيضاً، خصص للهجوم على المجلس الانتقالي الجنوبي والجنوبيين.

بحثت في صفحة المركز على "فيس بوك"، فوجدت مقالات وتقارير بأسماء مستعارة وكلها تحاول الفتنة بين الجنوبيين.

تبين لي ان معظم التقارير التي نشرت في وسائل الإعلام مصدرها هذا المركز الذي يشرف عليها وزير الاعلام ونائبه.

صحفيان أحدهما مسؤولا في صحيفة حكومية رسمية صادرة في عدن وأخر في يعمل في صحيفة جنوبية، أعضاء فاعلين في المركز الإعلامي بل أن الأول هو المسؤول عن همزة التواصل بين مكتب بن دغر والمركز والأخر مسؤولا عن مكتب وزير الإعلام معمر الارياني، ومكلف بإدارة العمل نيابة عن نائب وزير الإعلام اليمني.

سألت أحد الزملاء عن مدى مصداقية هذه المعلومات التي حصلت عليها من مصادر تعمل في نفس المركز، فكانت الإجابة ان المركز يعمل منذ أول لحظة تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي.

ثم قال "تصدق ان الذي مسبب لي صداع ان احد الصحافيين يعمل في اكثر من اتجاه".. مع "التحالف وضده"، ومع الشرعية وضدها".

المعلومة الصادمة ان هذا المركز الإعلامي مهمته أيضا نشر تقارير ضد صحافيين يعملون في ذات المركز وفي نفس التوجه ونشرها في مواقع الكترونية، تزعم هذه التقارير تعرضهم للتهديد بالقتل مع ان اغلبهم يعيش في الخارج منذ ما قبل الحرب.

يعني تم ترتيب الأمر مع المركز لكتابة تقرير وتوزيعه، ثم تقوم نقابة الصحافيين اليمنيين في عدن بإصدار بيان ادانة، وطبعا تحميل المجلس الانتقالي مسؤولية حياة هذا الصحفي الذي يقيم في إسطنبول او الرياض او الدوحة، ثم بعد ذلك تبدأ مرحلة المتاجرة بهذا التهديد المصطنع.

 

اليوم نحن لا نستهدف أحد ولا نكتب على أحد، ولكن نريد نعرف من الذي يعاقب عدن، من هو الذي يدفع الأمور نحو التأزيم.. من الذي يحرم عدن من مواردها، او بالأحرى من الذي ينهب موارد عدن.

اليوم عدن تتعرض لعقاب جماعي من قبل حكومة الشرعية وبدعم واضح من الرياض التي تمضي نحو المجهول.

عدن تعاقب بخبث، وللأسف هناك أدوات رخيصة تعتقد انها تقف في صف هادي وهي تقف ضده، والمسيرات التي تخرج لتأييد هادي في عدن، هدفها سلب ما بقي من احترام للرجل في الجنوب.

يعني بالعقل "مدينة تعاني من أزمات والناس تموت جوعا"، وانت تخرج في مسيرة مؤيدة لرئيس لم يستطع ان يعدل في بيع المشتقات النفطية بين مأرب وعدن.

أطرف واحد في الشارع با يلعنك "ماذا فعل لنا عشان نخرج نتظاهر معه".

وفي الأخير.. اتحدى هؤلاء المرتزقة الذين يناهضون المجلس الانتقالي الجنوبي، ان يطالبوا الحكومة بتوفير البترول بنفس السعر الذي يباع في مأرب أو على الأقل بضعفه "7 ألف ريال يمني"، بدلا من 20 الف ريال يمني، أو على الأقل وفروا البترول بـ10 ألف ريال بشكل يومي.

#صالح_أبوعوذل