رسمت نهايتها بمواصلة دعم الإرهاب..

خبراء: قطر تتبنى سياسة إيران بالمراوغة والعزلة مصيرها

دولة قطر

صالح أبوعوذل (عدن)

أكد خبراء ومحللون يمنيون أن من نتائج قرار المقاطعة الذي اتخذته الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ضد قطر حماية لأمنها من مخاطر الإرهاب والتطرف واستمرار الدوحة في إيواء ودعم الإرهابيين، هو دفع قطر إلى الإعلان عن علاقتها الخفية مع الأطراف الإقليمية والجماعات المسلحة الإرهابية المعادية لأمن البلدان الخليجية والعربية، قبل ان تشرع تلك الدول في تفنيد علاقة قطر بالتنظيمات الإرهابية وأبرزها تنظيم الإخوان الذي تقول الدول المقاطعة انه الراعي الرسمي لجماعات العنف المسلح في المنطقة.

وأوضحوا أن قرار المقاطعة العربية والخليجية، لقطر جاءت متأخرة، وهو ما يؤكد حكمة وصبر الجيران لإرهاب الدوحة الذي لم يعد خافيا على أحد.


ومن جانبه قال المحلل السياسي الخليجي أحمد الفراج إنه « لا توجد دولة حريصة على وحدة الخليج أكثر من السعودية، ولم تتخذ قرار المقاطعة إلا بعد أن وصلت إلى قناعة بأن هذا هو الحل الوحيد، وعندما تتخذ دولة بحجم المملكة قرارا كبيرا كهذا، وتقدم الأدلة والبراهين على دعم قطر للإرهاب، فإنه لا يمكن لعواصم العالم المهمة إلا أن تتعامل مع الأمر بمنتهى الجدية، وهو ما حدث».
وأضاف الفراج « قطر تدعم معظم الجماعات الإرهابية في سوريا وليبيا والعراق وغيرها، وهذا لم يعد سرا، ومن إيجابيات المقاطعة، أننا شهدنا تحرير مدينتين عربيتين، كانتا خاضعتين لسيطرة الجماعات الإرهابية، أي بنغازي في ليبيا، والموصل في العراق، ولا يمكن لأي معلق أن يتجاوز الربط بين تحرير هاتين المدينتين، وبين قرار مقاطعة قطر، إذ يتضح أن قطر، وبعد أن تمت مقاطعتها، وأصبحت تحت المجهر، توقفت عن دعم جماعات الإرهاب، التي كانت تسيطر على بنغازي والموصل».

وأشار إلى ما صرح به أحد زعماء عشائر العراق، بخصوص دعم قطر للجماعات الإرهابية في العراق، فقد صرح الشيخ أحمد أبو ريشة بأنه تم القبض على بعض مقاتلي داعش، واتضح أنهم يحملون جوازات قطرية. وذكر أبو ريشة أن الدواعش اعترفوا في التحقيقات بأن قطر هي من يدعمهم لوجستيا وماليا، ولهذا طالب بوجوب رفع قضايا ضد قطر، ومطالبتها بدفع تعويضات مالية، جراء ما ارتكبته جماعات الإرهاب المدعومة من قطر في العراق، ولا زالت دلائل دعم الإرهاب تتراكم ضد قطر، منذ بدء المقاطعة.

وأوضح أن قطر وعنادها ورفضها لكل الحلول المطروحة ما هو إلا تجربة حية لما كانت تمارسه ايران خلال مفاوضات البرنامج النووي والذي انتهى بعزلها عن محيطها قبل ان تواصل دعم الخلايا الارهابية في المنطقة العربية، وهو ما يعني أن قطر ماضية في السير على طريق التجربة الإيرانية واستنساخ تجربتها في مفاوضات الملف النووي التي انتهت بعزل طهران وفرض عليها قيودا اقتصادية.

وقال اليمني حسين حنشي رئيس مركز عدن للبحوث الاستراتيجية والإحصاء «إن قطر تستنسخ التجربة الإيرانية مع الأشقاء في الخليج ومصر من خلال إطالة امد المفاوضات ، وفي نفس الوقت تواصل الارتماء في حضن إيران وتركيا».

وقال «قطر تسير في الطريق الخطأ الذي قد ينتهي بها في الأخيرة دولة معزولة من محيطها، الأمر الذي قد يلحق ذلك أضرارا بالشعب القطري».
وفي الإطار نفسه أوضح الباحث والسياسي اليمني أمين قنان «أن طريق قطر صوب الخروج عن المحيط العربي لن يأتي دفعة واحدة ولسوف تستخدم الدوحة مناورة طويلة تشبه المناورة الايرانية في مفاوضات برنامجها النووي قبل أن تصل إلى نقطة الفراق وإجبار المحيط العربي على خلعها وتركها تمضي في طريقها الوعرة التي اختارته منذ أن قررت أن تجعل من الدول العربية ملعبا لسياساتها الضارة بأمن دول الخليج والدول العربية الأخرى».

وأكد قنان «أن موقف قطر الداعم للجماعات الإرهابية وسياسة المروق التي تمارسها على جيرانها العرب هي الشكل الظاهر لمشروع قطر الحقيقي الذي بهدف إلى ممارسة دور دولي واقليمي أكبر من إمكانياتها ومقدراتها السياسية والجغرافية والتاريخية».

ولفت إلى أن «الدوحة تقاتل على هدف منافسة الدول العربية الكبرى وتسعى إلى وراثة الدور الرائد لكل من مصر والمملكة العربية السعودية في المنطقة، لذلك تبدو كل نقاط المراجعة التي طرحتها دول المقاطعة على قطر في معنى الطلب من الدوحة أن تتراجع عن مشروع وليس أن تتراجع عن شقاوة سياسية تمارسها الدوحة ضد دول الجوار».

وقال «من هنا نستنتج أن قطر قد لا تذعن للمراجعة وربما تمضي في طريقها نحو الانشقاق عن المحيط الخليجي لترتمي في أحضان أنقرة وطهران».