سيناريوهات المستقبل..

المعارضة السورية: هل اقتربت نهاية الأسد وأزمة إيران الاستراتيجية؟

مكاسب المعارضة السورية الميدانية تفتح الباب أمام إلهام جماعات مماثلة داخل إيران لتصعيد هجماتها ضد النظام، مما يشكل تهديدًا مزدوجًا على النفوذ الإيراني الإقليمي واستقرارها الداخلي.

الأسد على حافة الانهيار: إيران وروسيا في موقف حرج

دمشق

يشير محللون إلى أن التقدم الميداني الكبير الذي حققته المعارضة السورية المسلحة مؤخرًا قد يمثل تهديدًا مباشرًا للنظام الإيراني، إذ يعتمد الأخير بشكل كبير على بقاء نظام الأسد كحليف استراتيجي أساسي في المنطقة.

وكتب حميد رضا عزيزي، الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، في منشور عبر منصة إكس، أن المكاسب السريعة التي حققتها هيئة تحرير الشام في سوريا قد تشجع جماعات مشابهة على تصعيد هجماتها ضد إيران نفسها.

 

قبل أكثر من عقد، عندما كان نظام بشار الأسد يواجه خطر الإطاحة به، تدخلت إيران وروسيا لإنقاذه، لكن التغيرات الإقليمية الأخيرة قد تقلل من فرص تكرار هذا الدعم الواسع.
ويعد الحفاظ على بقاء الأسد في السلطة هدفًا استراتيجيًا لإيران، إذ يمكنها من نشر أجنداتها التخريبية في الشرق الأوسط. ومع سيطرة المعارضة على مناطق مثل حلب وإدلب وحماة، وتهديدها لمحافظة حمص، يبدو أن الطريق نحو دمشق بات مهددًا أكثر من أي وقت مضى.

وسبق أن ساهمت القاذفات الروسية والميليشيات الإيرانية، مثل حزب الله، في تغيير موازين القوى لصالح الأسد. إلا أن الخسائر التي تكبدتها إيران مؤخرًا، سواء في غزة أو لبنان، قد جعلتها أقل قدرة على تقديم دعم مماثل.

 

تشير تقارير إلى أن تركيا ربما لم تعد تدعم بقاء الأسد، حيث يُظهر هجوم هيئة تحرير الشام موافقة ضمنية من أنقرة التي تعاني من أزمة اللاجئين السوريين.

 

رغم عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية عام 2023، واستئناف بعض الدول الأوروبية، كإيطاليا، للعلاقات مع دمشق، لم يقدم نظام الأسد أي "عائد للسلام" للسوريين في المناطق التي يسيطر عليها. ويعاني الاقتصاد السوري من أضرار الحرب والعقوبات، فيما يقف الجنود محبطين جراء الفساد المستشري الذي أدى إلى استنزاف موارد البلاد لصالح روسيا وإيران.

 

مع تقدم المعارضة نحو محافظة حماة واستعدادها للتحرك نحو حمص، تتزايد احتمالات انهيار دفاعات النظام. سقوط الأسد لن يكون مجرد أزمة داخلية، بل كارثة إقليمية لإيران، التي ستفقد حليفًا استراتيجيًا يهدد وجودها الإقليمي.