الحرب الإيرانية – الإسرائيلية..
إيران ترد على الضربات الأمريكية بقصف قواعد عسكرية في العراق وقطر
قاعدة العديد الجوية، الواقعة في قطر، هي أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وتستضيف حوالي 10 آلاف جندي أمريكي. تأسست عام 1991، وتُعد مركزاً استراتيجياً لعمليات القوات الجوية الأمريكية في المنطقة، مزودة بأنظمة دفاع جوي متطورة ومرافق لوجستية متقدمة، مما يجعلها ركيزة أساسية للوجود العسكري الأمريكي في الخليج.

إيران تطلق 6 صواريخ على قاعدة «العديد» الأمريكية في قطر
في تصعيد خطير للتوترات الإقليمية، أعلنت إيران، اليوم الإثنين، بدء عملية عسكرية رداً على ضربات أمريكية استهدفت منشآتها النووية، حيث قصفت قواعد عسكرية أمريكية في العراق وقطر. جاء ذلك في إطار عملية أطلق عليها الحرس الثوري الإيراني اسم "بشارة الفتح"، والتي حظيت بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
وفقاً لبيان صادر عن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، استخدمت إيران في هجومها عددًا من الصواريخ يساوي عدد القنابل التي ألقتها الولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية في فوردو، نطنز، وأصفهان. وأكد البيان أن الهجوم استهدف قاعدة العديد الجوية في قطر، وهي أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، والتي تضم حوالي 10 آلاف جندي أمريكي. كما شمل الهجوم قاعدة عين الأسد في العراق، حيث تم تفعيل الدفاعات الجوية تحسبًا للقصف الصاروخي.
وأشار البيان إلى أن قاعدة العديد تقع بعيدًا عن المناطق المدنية والمرافق السكنية في قطر، مؤكداً أن العملية لا تشكل أي تهديد لدولة قطر أو شعبها. وجددت إيران التزامها بالحفاظ على العلاقات الودية والتاريخية مع قطر، واصفة إياها بـ"الدولة الشقيقة والصديقة".
ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن إيران أطلقت 6 صواريخ باتجاه القواعد الأمريكية في قطر، بينما أفادت وكالة "رويترز" بسماع دوي انفجارات في العاصمة القطرية الدوحة عقب التهديدات الإيرانية بالرد. وأكد دبلوماسي غربي لرويترز أن قاعدة العديد كانت تواجه تهديدًا إيرانيًا موثوقًا منذ ظهر اليوم.
أعلنت وزارة الخارجية القطرية، في وقت سابق اليوم، إغلاق المجال الجوي القطري مؤقتًا حفاظًا على سلامة المواطنين والمقيمين، فيما أفادت وزارة الدفاع القطرية أن الدفاعات الجوية اعترضت عدداً من الصواريخ الإيرانية، لكن بعضها أصاب الأرض.
من جانبها، أكدت الولايات المتحدة حالة التأهب القصوى في قواعدها بالمنطقة. وصرح مسؤول كبير في البيت الأبيض بأن البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) يراقبان التهديدات المحتملة لقاعدة العديد عن كثب، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية على علم بالتهديدات الإيرانية منذ وقت مبكر.
يأتي الهجوم الإيراني رداً على ضربات أمريكية استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية في فوردو، نطنز، وأصفهان، أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجر الأحد 22 يونيو 2025. ووصف ترامب الضربات بأنها "نجحت بشكل كامل" في تدمير منشآت التخصيب النووي، مهددًا إيران بـ"عواقب وخيمة" في حال الرد.
في المقابل، أدانت إيران الضربات الأمريكية، واعتبرتها "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة"، مؤكدة حقها في الدفاع عن النفس. وأشار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى أن طهران تحتفظ بجميع الخيارات للرد على العدوان الأمريكي.
تثير هذه التطورات مخاوف من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، خاصة مع تهديدات إيرانية سابقة بإغلاق مضيق هرمز أو استهداف قواعد أمريكية أخرى في المنطقة. وأعربت دول إقليمية، بما في ذلك قطر وسلطنة عمان، عن قلقها من التصعيد، داعية إلى ضبط النفس والعودة إلى الحوار الدبلوماسي.
من الناحية الاستراتيجية، يُظهر الرد الإيراني عزم طهران على مواجهة التدخل الأمريكي بشكل مباشر، مما قد يعزز موقفها بين حلفائها في المنطقة، لكنه يحمل مخاطر استفزاز رد أمريكي أقوى، خاصة في ظل تصريحات ترامب المتشددة.
يمثل الهجوم الإيراني على القواعد الأمريكية في العراق وقطر نقطة تحول في الصراع المتصاعد بين طهران وواشنطن، مع تداعيات محتملة على الاستقرار الإقليمي وأسواق الطاقة العالمية. وفيما تسعى إيران لتأكيد قوتها وسيادتها، تبقى الأنظار متجهة نحو رد الفعل الأمريكي والجهود الدبلوماسية لاحتواء الأزمة.