قطر تلوّح بالقطيعة مع الحركة الفلسطينية المسلحة..

الإخوان المسلمون و"المقاومة الإسلامية".. حرب غزة تكشف المستور والطلاق واقع

"ما يجري في غزة كشف المستور ولم يعد للحركة زخمها الجماهيري، وبالتالي فقدت فلسفتها وأسس ثورتها وأصبحت اليوم يتيمة بعد تخلي الإخوان عنها"

الاخوان المسلمون وحركة المقاومة الاسلامية في فلسطين

القدس

مع استمرار الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، وحجم الضحايا المهول ومساحة الدمار العريضة، وانسداد أفق الحل أو التهدئة، تتوارد التقارير الإخبارية والتحليلات الصحفية عن الموقع والموقف الذي صارت إليه حركة الجهاد الإسلامي (حماس).

صحيفة العرب الدولية نشرت خبراً تحت عنوان (قطر تلوّح بالقطيعة مع حماس بسبب إفشال مفاوضات الهدنة)، ذكر فيه أن "تلكؤ حماس في الاستجابة لمساعي التهدئة، التي تقودها قطر مع مصر والولايات المتحدة، دفع إلى توتير علاقتها مع الدوحة وسط أنباء عن أن قطر حذرت قادة حماس الموجودين على أراضيها من أن وجودهم سيكون غير مرغوب فيه إذا استمرت كتائب القسام، الذراع العسكرية للحركة، في التمسك بشروطها".

وكان انسحاب وفد حماس الخميس من المفاوضات التي تجري في القاهرة قد أثار تساؤلات حول جدية قادة الحركة بالداخل في التعامل مع ما يعرض عليهم من أفكار تتماشى مع الواقع الميداني للحرب، ما يظهر أنهم لا يفكرون في وقف المأساة الإنسانية بقدر ما يفكّرون في المكاسب السياسية المباشرة للحركة.

 

ماذا بشأن حركة الإخوان المسلمين

في مقالة تحليلية له، قال الكاتب الفلسطيني فتحي أحمد إن ما يجري في غزة كشف المستور ولم يعد للحركة زخمها الجماهيري وفقدت فلسفتها وأسس ثورتها وأصبحت اليوم يتيمة بعد تخلي الإخوان عنها.

وحماس هي جزء أصيل من حركة الإخوان، علما أن الحركة ادّعت في عام 2017 فك ارتباطها بـ"الإخوان المسلمين" بعدما نصت اللائحة التي وضعت في عام 1988 على أن الحركة هي جناح من أجنحة "الإخوان المسلمين"، وهو ما يؤكد أن ما تقوله حركة "حماس" و"الإخوان"، في العلن ليس له علاقة بما يدور في الخفاء.

وأثار الكاتب الفلسطيني السؤال الذي يتردد على أفواه الكثيرين، وهو أين يقف الإخوان مما يجري في غزة هذه الأيام؟ وهل تركت حركة حماس في المعركة لوحدها بعد أن تخلى الإخوان عنها، وكل ما تبقى لها هو دعم خجول من طهران؟.

وأضاف أحمد في مقالته التحليلية "صحيح أن السؤال شائك ومعقد بعض الشيء، لكن انفصال الفرع عن القاعدة ليس بالأمر السهل، فتعديل وثيقة حماس التي جاء من خلالها النأي عن الفكر الإخواني، صاحب الرسالة العامة والانتصار لفلسطين وتحريرها، لم يأت بمعزل عن التوافق بين الابن وأمه أو الأب وابنه. هنالك مصالح مشتركة وكل طرف يريد أن يحتفظ بمصلحته على حساب مصلحة الطرف الآخر، لهذا يصعب التكهن أو توقع الطلاق التام بين الإخوان وحماس".

وتابع "ما يجري في غزة اليوم كشف المستور، ولم يعد للحركة زخمها الجماهيري، وبالتالي فقدت فلسفتها وأسس ثورتها التي قامت من أجلها على مر السنين، فأصبحت حركة حماس اليوم بعد تخلي الإخوان يتيمة. كل هذا التراكم الفكري واللفظي الطويل الذي تشدقت به حركة الإخوان عبر السنوات السابقة لم يصل إلى نتيجة على أرض الواقع، ولم يحقق المأمول منه على الإطلاق". 

ذلك ما كشف عنه أحمد في سياق تحليله للوضع الراهن في القطاع، مؤكدا أن "اللاعب الوحيد اليوم على الساحة بعد اختفاء الإخوان هو إيران، بعد أن ترك الإخوان خلفهم الفراغ ليحل محلهم الإيرانيون. ورغم نفي طهران الإيعاز لحزب الله والحوثيين بضرب إسرائيل وتعطيل مصالحها في البحر، إلّا أن أحدا من أذرع إيران في المنطقة لا يجرؤ على أن يتنفس دون أن تسمح طهران له بذلك".

واختتم الكاتب الفلسطيني فتحي أحمد تحليله لحالة الحركة وموقف الإخوان منها بالقول "من غرائب القدر أن الإخوان يعيشون على الأرض لكنهم يُحلقون في عالم صنعوه بأنفسهم، لذلك تكتشف أن مسلمات التنظيم هي مجموعة متغيرات، وبينما يتعاملون مع المتغيرات على أنها مسلمات، لا يؤمنون بالآخر، بل لا يرونه. وإذا أتيحت لهم الفرصة فقد يستبدون به، هذا على مستوى الأشخاص والأفكار معا.

لا يوجد في الخطاب الإخواني بعد الحرب على غزة سوى الإدانة.

ملامح المرحلة القادمة غير واضحة، لكن ملامحها على صعيد الإخوان بدت جليّة".