"واشنطن تكرر تجربة السودان في الصومال"..

الولايات المتحدة الأمريكية.. هل ستنجح "الورقة الأوكرانية" في إنهاء تمرد حركة الشباب الصومالية؟

"تحاول كييف بكل الطرق الممكنة أن تخدم الولايات المتحدة الأمريكية وتنفيذ أوامرها أملًا باستمرار الدعم المادي والعسكري، والذي سيكون العامل الأبرز في مقدرة القوات الأوكرانية باستمرار القتال ضد روسيا"

تقدم الولايات المتحدة للجيش الصومالي مساعدات عسكرية كبيرة، تشمل التدريب والأسلحة والمعدات

القاهرة

تلعب الولايات المتحدة دورًا رئيسيًا في الحرب ضد حركة الشباب في الصومال، ويواجه هذا الدور بعض الانتقادات، لكنه يُساهم بشكل كبير في تحقيق الاستقرار في البلاد التي تعاني الاضطرابات منذ عقود.

ووقعت الولايات المتحدة الأمريكية اتفاقاً أمنياً مع الصومال في 15 فبراير الجاري، تعهَّدت بموجبه واشنطن بتوفير تدريب وتأهيل عالي المستوى للجيش الوطني الصومالي، وتطوير قدرات لواء دنب المعروف محلياً باسم (قوات البرق)؛ لتمكينه من مواجهة التحديات الأمنية للبلاد؛ وذلك بجانب بناء أربعة مراكز تدريب عسكرية في مقديشو وبيدوا وجوهر وطوسمريب وكيسمايو.

ووفقا للرئاسة الصومالية في بيان، فإن الاتفاق سيشهد قيام الولايات المتحدة ببناء خمس قواعد عسكرية "مجهزة تجهيزا جيدا" في بيدوة ودوسا مأرب وجوهر وكيسمايو ومقديشو لاستخدامها في تدريب وحدة داناب النخبة. وأشاد الرئيس محمود بالدعم الأمريكي ووصفه بأنه "مساهمة كبيرة في جهود الحكومة لبناء جيش وطني فعال قادر على تحمل المسؤوليات الأمنية ومواجهة تهديد الإرهاب الدولي في البلاد". كما سلط الرئيس الضوء على التعاون الحاسم بين الصومال والولايات المتحدة في تطوير قطاع الأمن، مضيفًا أن "الاستثمارات الأمريكية في الجيش الوطني الصومالي/داناب قد أثمرت، وغذت قوة ضاربة هائلة تقود هجمات قوات الأمن الصومالية ضد حركة الشباب". 

وقالت تقارير إخبارية إن وشنطن تسعى لنقل جنود من اوكرانيا الى الصومال لقتال حركة الشباب الصومالية المسلحة، بعد نجاح تجربة نقل جنود إلى السودان الذي يعاني من حرب مدمرة بين الجيش المحسوب على النظام السابق وقوات الدعم السريع.

وتناقلت وسائل الإعلام العالمية والعربية في الأيام القليلة الماضية أنباء عن تواجد القوات الأوكرانية الخاصة في السودان ونجاحها في عملية فك الحصار عن مدينة أم درمان، حيث تقاتل القوات الأوكرانية بجانب القوات المسلحة السودانية في العاصمة الخرطوم ضد قوات الدعم السريع منذ بداية سبتمبر من العام الماضي.

وقالت مصادر دبلوماسية عربية لصحيفة اليوم الثامن إن واشنطن قامت بالفعل بنقل دفعة من الجنود الأوكران التابعين للقوات الخاصة الى القواعد العسكرية في مقديشو عاصمة الصومال، ويتم الأن التحضير والتشاور مع الجهات المعنية لنقل دفعات جديدة بالتنسيق مع شركة الأمن الأمريكية الخاصة Bancroft Global Development، والتي تتواجد وتنشط في الصومال منذ أكثر من عقد من الزمن.

وتعرف Bancroft Global Development عن نفسها وتعبر عن نشاطاتها بأنها شركة غير حكومية متعددة الجنسيات وغير ربحية تنفذ مبادرات تحقيق الاستقرار في مناطق النزاع من خلال التعليم والتوجيه الشامل الذي يركز على المواطن، وتعمل كذلك على خلق الظروف التي تسمح للأفراد بتجاوز احتياجات البقاء الأساسية والمشاركة في إنشاء نظام مدني وسيادة القانون مناسبين ثقافيًا، ولكنها في حقيقة الأمر كغيرها من الأدوات التي تستخدمها الولايات المتحدة الامريكية لتوسيع نفوذها وتحقيق مصالحها في مختلف المناطق حول العالم.

وعلى الرغم من مطالب نظام كييف المستمرة وتصريحات رئيسها فلوديمير زيلينسكي، بأن بلاده في حاجة ماسة للدعم الغربي سواء بالأموال والسلاح، ومن الأزمة الكبيرة التي تعاني منها البلاد والتي تتمثل بعدم وجود عدد كافي من الجنود المطلوبين للقتال ضد روسيا، فأن الجنود المدربين والقوات الخاصة يتم إرسالها الى دول أفريقيا المختلفة لكي تقاتل لحساب الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها بالمنطقة.

وبهذا الشأن خرجت بعض التصريحات الرسمية من مسؤولين أوكران تؤكد بشكل مباشر، كل المعلومات والتقارير التي تم تم تداولها في الأونة الأخيرة عن وجود مرتزقة أو قوات خاصة أوكرانية في أفريقيا وخاصة في السودان بأوامر من الولايات المتحدة الأمريكية.

وكان أخر هذه التصريحات تعليق رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، كيريل بودانوف، على المعلومات والشائعات التي تم تداولها عن وجود قوات أوكرانية في السودان، حيث أكد أن أوكرانيا تنشر وحدات عسكرية خاصة في السودان بالفعل، وأن الهدف من وجود القوات الأوكرانية هناك هو القضاء على "العدو الروسي" في كل مكان يمكن تصوّره على وجه الأرض"، حسب قوله.

وكان النائب في البرلمان الأوكراني أليكسي جونشارينكو قد أشار كذلك في لقاء مع شبكة “CNN” الأمريكية، يوم الجمعة الماضي، الى أن اوكرانيا مستعدة لمد يد العون لواشنطن للقتال في أي مكان وحماية مصالحها حول العالم، حيث قال: "في المستقبل، سيكون الأوكرانيون على استعداد لمحاربة إيران أو الصين أو كوريا الشمالية أيضاً، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، إذا لزم الأمر، لذلك، يجب على واشنطن الاستمرار في تقديم المساعدة لكييف".

تحاول كييف بكل الطرق الممكنة أن تخدم الولايات المتحدة الأمريكية وتنفيذ أوامرها أملًا باستمرار الدعم المادي والعسكري، والذي سيكون العامل الأبرز في مقدرة القوات الأوكرانية باستمرار القتال ضد روسيا في الحرب المستمرة للعام الثالث على التوالي، وتستخدم اوكرانيا حجة محاربة روسيا خارج حدودها كنوع من التغطية على الأدوار التي تلعبها لخدمة واشنطن مقابل هذا الدعم الكبير.