مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات..

ندوة بحثية تبحث في تأثير التصعيد العسكري للأذرع الإيرانية في اليمن على ميناء عدن

حذر الباحثون من مغبة التورط في أي تسوية سياسية مع الاذرع الإيرانية وأن أي جهود تحاول الفصل بين التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب، وبين العملية السياسية يعد خطأ سياسيا استراتيجيا

الباحث في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات هيثم جواس متحدثا خلال الندوة - اليوم الثامن

عدن

بحثت ندوة بحثية عقدتها مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، تداعيات اعتداءات ميليشيا الحوثي المصنفة على قوائم الإرهاب الأمريكية، ذراع إيران في اليمن، على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.

واستعرضت أوراق بحثية حول دوافع وأهداف الاعتداءات الحوثية وتداعياتها الأمنية والمحتملة وآثارها السياسية، ومكاسب إيران الاستراتيجية والتسلسل الزمني لهجمات الحوثيين التي بدأت مع انقلابها على السلطة الشرعية في العام 2015م .

وأشارت المؤسسة إلى أن الميليشيات الحوثية الارهابية استغلت أحداث غزة لتوسيع هجماتها البحرية.. مؤكدة على أهمية تحرير السواحل اليمنية من سيطرة الحوثيين ومراقبة أنشطة السفن الإيرانية القابعة في البحر الأحمر .

وتطرقت إلى الوضع القانوني لمضيق باب المندب وفقاً لقواعد القانون الدولي للبحار وللاعتداءات الحوثية على المرور العابر فيه، وكذا الأثار الاقتصادية والمخاطر المحتملة والسيناريوهات المتوقعة للقرصنة البحرية الحوثية.

وقال باحثو مؤسسة اليوم الثامن إن ما يقوم به الحوثيون في البحر الأحمر، هو اعتداءات إرهابية وانتهاكات للقانون الدولي، وليس له أي علاقة بما يجري في فلسطين.

وأكدت الأوراق إلى أن إيران تسعى من خلال أذرعها في اليمن إلى السيطرة على باب المندب وخليج عدن، حيث تستغل الحرب في قطاع غزة بالتحريض على ان الحرب هي دفاعا عن غزة التي لم تتأثر الحرب العدوانية الإسرائيلية بالهجمات الحوثية على الاطلاق.

 وحذر الباحثون من مغبة التورط في أي تسوية سياسية مع الاذرع الإيرانية في اليمن، مؤكدين أن أي جهود تحاول الفصل بين التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب، وبين العملية السياسية يعد خطأ سياسيا استراتيجيا، وسيفشل ولكن قد يؤسس لحرب أكثر دموية.

وقال الباحثون إن "الضغط العسكري والسياسي على الحوثيين كفيل بإضعافهم، مستعرضين تجربة المقاومة الجنوبية في قتال الحوثيين وهزيمتهم في عدن ومحافظات الجنوب الأخرى، والساحل الغربي في تهامة.

واستعرض الباحث الدكتور هيثم جواس، الأهمية الاستراتيجية للبحر الأحمر وخليج عدن كممر بحري رئيسي للتجارة العالمية، وألقى الضوء على مخاطر القرصنة البحرية في المنطقة على أمن الملاحة الدولية.

وأشار هيثم إلى هجمات ميليشيا الحوثي الأخيرة على السفن في البحر الأحمر وتأثيراتها الاقتصادية، لافتا إلى ان التداعيات للحرب الحوثية على الملاحة قد ضاعفت من الأعباء على الاقتصاد الوطني، وقد تدخل المنطقة في أتون حرب وفوضى من خلال إيجاد مبررات لتدخل دولي في الشؤون الداخلية لليمن، جراء عدن الاستقرار في المنطقة.

ولفت إلى أن الهجمات الحوثية قد غيرت مسار السفن من مضيق باب المندب إلى رأس الرجاء الصالح، ناهيك عن تأثير تلك الهجمات والتصعيد الحوثي على ميناء عدن، وإرهاق الاقتصاد الوطني، وتسببها بتراجع حجم المعروض السلعي في الأسواق المحلية، وإضعاف قدرة الحكومة اليمنية على التعامل مع التحديات.

وبشأن تداعيات هجمات الاذرع الإيرانية اليمنية، على المستوى الإقليمي، زيادة المخاطر على مصر (قناة السويس) وأمنها، ومخاطر على المملكة العربية السعودية (تصدير النفط وواردات السلع)، والتأثير السلبي على طرق الملاحة البحرية، وعلى التجارة الدولية.

وخلص إلى أن الآثار الاقتصادية للهجمات الحوثية على المستوى الدولي، يتمثل في إيقاف شركات شحن الحاويات الكبرى عملياتها مؤقتاً عبر قناة السويس، وزيادة التوتر العسكري في المنطقة، وارتفاع أسعار النفط وسط توترات منطقة البحر الأحمر وزيادة تكاليف التأمين لشركات الشحن.

واستعرض الباحث ما قال إنها مخاطر قد تشكلها الهجمات الحوثية على البحر الأحمر، من خلال تهديد الأمن الطاقوي عالمياً، وتضرر قطاع السيارات والسلع الاستهلاكية، وتهديد استقرار سلاسل التوريد، وآثار واسعة على المستهلكين والمنتجين، وتوقع الباحث استمرار التوترات العسكرية في المنطقة تصاعد مخاطر القرصنة البحرية، وزيادة تدخل الدول الكبرى في شؤون المنطقة، وتأثيرات اقتصادية سلبية على الدول المطلة على البحر الأحمر، ومخاطر على التجارة العالمية.