"مخاوف نتنياهو من انتقام إيران ضد مسؤولين إسرائيليين"..

دونالد ترامب: إسرائيل شاركت في التخطيط لاغتيال قاسم سليماني وتراجعت باللحظة الأخيرة

كشف القضاء الإيراني عدد الدول التي شاركت في اغتيال سلیماني، وحدد 125 متهما ومشتبها به، وهم عناصر في هيكل الإدارة الأمريكية.

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

واشنطن

قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إن إسرائيل كانت ستشارك في عملية اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، مطلع عام 2020، لكنها انسحبت قبل يومين من تنفيذ العملية. وذكر ترامب في حوار مع قناة “فوكس نيوز” إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعب دوراً رئيسياً في التخطيط لعملية الاغتيال، لكنه طلب الانسحاب قبل يومين فقط من تنفيذها.

ويتصدر ترامب المرشحين المحتملين للحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقررة نهاية العام الجاري، بعد أن فاز بالانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب في ولايتي نيو هامبشير وأيوا. ولم يسبق لأيّ مرشّح جمهوري في تاريخ الولايات المتّحدة أن فاز بالانتخابات التمهيدية في أول ولايتين ولم يحصل في النهاية على ترشيح حزبه. 

وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية عن مصدر سياسي لم تسمه، أن أن "تل أبيب كانت متورطة في التخطيط لاغتيال قائد فيلق القدس، لكنها انسحبت من العملية بسبب مخاوف نتنياهو من انتقام إيران ضد مسؤولين إسرائيليين كبار". 

وعلى ذمة المصدر نفسه، "كان الموساد ومديرية المخابرات العسكرية يستعدان منذ فترة طويلة لعملية القضاء على سليماني. لكن في لحظة الحقيقة، شعر نتنياهو بالخوف، خوفا من انتقام إيران ضد مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، وبعد ذلك، قرر ترامب، بناءً على نصيحة وزير دفاعه، المضي قدما، وهكذا كان الأمر”. 

وسبق أن أدلى ترامب بتعليقات مماثلة في منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2023 كجزء من انتقادات موسعة لنتنياهو وأجهزة الأمن الإسرائيلية بعد فترة وجيزة من فشل تل أبيب في منع هجوم حماس لجنوب إسرائيل. وفي الثالث من يناير/كانون الثاني 2020، نفذت طائرات مسيرة أمريكية ضربة جوية استهدفت موكب قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية أبو مهدي المهندس، قرب مطار بغداد أسفرت عن مقتلهما.

 وحتى اللحظة لم يصدر أي تعقيب رسمي عن مكتب نتنياهو حول ما صرح به ترامب. وعندما سُئل عن مقتل جنود أمريكيين على يد جماعات مدعومة من إيران، عند الحدود الأردنية السورية، الأسبوع الماضي، تعتبر قطب العقارات أن ذلك لم يكن ليحدث لو كان في منصبه لأن طهران، على حد قوله، احترمته خلال فترة رئاسته. 

وفي نفس السياق أفادت شبكة CNN الأمريكية بأن ادعاءات ترامب بأن جميع الصواريخ الإيرانية أخطأت القاعدة كاذبة. فقد أصاب 11 صاروخا إيرانيا قاعدة عين الأسد التي استهدفتها إيران في الهجوم الانتقامي. وتم تأكيد حقيقة إصابة الصواريخ للقاعدة من خلال صور الأقمار الصناعية، من قبل البنتاغون، ومن خلال زيارة CNN للقاعدة بعد أيام من الهجوم. 

وقال الجنرال مارك ميلي، الذي كان رئيس هيئة الأركان المشتركة في ذلك الوقت، للصحفيين إنه يعتقد أن نية إيران كانت القتل، وأرجع الفضل إلى "الأساليب الدفاعية التي استخدمتها قواتنا" في عدم سقوط قتلى. 

وفي 3 يناير 2020، استهدف صاروخان من طراز "هيل فاير" موكب قائد قوة القدس في حرس الثورة الإيراني، الفريق قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، أبي مهدي المهندس، قرب مطار بغداد الدولي. وفي مطلع عام 2023، كشف القضاء الإيراني عدد الدول التي شاركت في اغتيال سلیماني، وحدد 125 متهما ومشتبها به، وهم عناصر في هيكل الإدارة الأمريكية. 

وفي 3 يناير 2023، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن وزارة الخارجية والسلطة القضائية تواصلان ملاحقة من اغتالوا الشهيد قاسم سليماني ورفاقه في مطار بغداد، وقال "قبل ثلاثة أعوام، في مثل هذا اليوم، ارتكب رئيس الولايات المتحدة (دونالد ترامب) العاجز وفريقه عملا شنيعا يتعارض مع القوانين الدولية، وهو (ترامب) من أكبر المتشدقين الزائفين بالقوانين الدولية والتزامها".

 وأضاف أن "مطار بغداد تحول، نتيجة قرار الرئيس الأمريكي وفريقه، إلى معراج حرر الشهيد سليماني ورفاقه من جسد العالم المحدود، وزاد في قوتهما"، وفق تعبيره. 

وأكد أن "وزارة الخارجية والسلطة القضائية تعملان بجدية على ملاحقة قادة جريمة مطار بغداد الإرهابية ومرتكبيها". وتعهد أمير عبد اللهيان "بذل قصارى الجهود كي تكون إيران أقوى من أي وقت مضى"، في الوقت الذي "يكافح الكيان المحتل للقدس حاليا من أجل البقاء".