"النخبة" ترفض إدخال "تشكيلات عسكرية يمنية" إلى المكلا"..

السعودية.. استراتيجية "ناعمة وخشنة" للسيطرة على ثلاث محافظات جنوبية

تمتلك السعودية قوات عسكرية محلية موالية للإخوان في شبوة ووادي وصحراء حضرموت، ومؤخرا تسعى الى فرض وجودها في ساحل حضرموت والمهرة وشبوة، وازاحة القوات المحسوبة على المجلس الانتقالي الجنزبي.

الصراع الإيراني السعودي قد يعود مجددا في اليمن من بوابة وكلاء الدولتين - أرشيف

فريق التحرير
فريق تحرير صحيفة اليوم الثامن
عدن

أعلنت مصادر عسكرية في قوات النخبة الحضرمية في مدينة المكلا، - كبرى محافظات الجنوب-، منع قوات يمنية دربت في قاعدة عسكرية لقوات المنطقة العسكرية الأولى – أخر القوات اليمنية الشمالية المرابطة في الجنوب المحرر من الحوثيين.

وقال مصدر عسكري لصحيفة اليوم الثامن إن قوات النخبة المرابطة في مدينة المكلا، رفضت دخول قوات يمنية يطلق عليها اسم "قوات درع الوطن" إلى قاعدة عسكرية مستحدثة في المدخل الغربي لمدينة المكلا؛ ودرع الوطن، هي قوات يمنية إنشاتها السعودية، تحت إدارة اللواء رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني المؤقت.

وأكد مصدر عسكري جنوبي في حضرموت أن قوات النخبة استطاعت خلال فترة وجيزة ان تضع المكلا كأفضل مدينة جنوبية مستقرة، الا هناك محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة من خلال نشر قوات النخبة 

وقال الناشط والمدون على فيس بوك عمر ثوري إن محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي وجه بدخول قوات درع الوطن اليمنية التي كانت قادمة من مدينة سيئون إلى مدينة المكلا، وقوامها خمسينىطقما مسلحا وخمس عربات كشكش، والهدف من هذا التحرك هو إنشاء معسكر لتلك القوات الدخيلة في منطقة حصيحصة غرب حضرموت".

وأكد أن قوات النخبة الحضرمية منعت مرور القوة العسكرية في حدود مديرية دوعن ، وأجبرتها على العودة إلى وادي حضرموت، حيث كانت ترابط.

وعبرت هيئة المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت في بيان عن رفضها المطلق لاستقدام أي قوة إلى ساحل حضرموت، وتهيب بأبناء المحافظة إلى التعبير إلى بكل الوسائل عن رفضهم لوجود أي قوة غير قوات النخبة الحضرمية، التي تواجه اليوم مؤامرة متعددة الأطراف تستهدف إضعافها وإسقاطها و التعدي على صلاحياتها في حماية وتأمين مدينة المكلا ومديريات الساحل.

ودعت السلطات المحلية في المحافظة إلى عدم التماهي مع أجندات أعداء النخبة، ونحمل كامل المسؤولية الجهة التي منحت اليوم الإذن بدخول قوات إلى ساحل حضرموت المستقر والمؤمن من أبنائه، مؤكدة دعمها لقرارات قوات النخبة وقيادتها التي تمنع أي اضطراب أمني في المحافظة ولا تسمح بدخول المحافظة في ألاعيب سياسية.

وأكد بيان مشترك لحلف قبائل حضرموت، ومؤتمر حضرموت الجامع، رفضه ادخال قوات درع الوطن إلى ساحل حضرموت، معتبرا ان ما تشهده الساحة في حضرموت من واقع ينذر ببوادر صراع بين أطرافه واستخدام حشود بطابع عسكري وهو الشيء الذي حذر منه حلف قبائل حضرموت , ومؤتمر حضرموت الجامع مرارًا وتكرارًا , وعبرا عن رفضهما القاطع في الكثير من المواقف حفاظًا على حضرموت واستقرارها واستقرار المنطقة، وأن هذه التجاذبات من منظورنا سوف تستمر ولن تتوقف خاصة وأن الأطراف التي تغذي هذا العمل مصرة على تنفيذ أهدافها غير مستوعبة تبعات وعواقب ذلك التصادم على الجميع".

 

قوات درع الوطن اليمنية المدعومة سعودية 

 

في الفاتح من فبراير/ شباط 2023م، عاد رشاد العليمي الى العاصمة عدن، واصدر قرارا بتشكيل قوات محلية يطلق عليها قوات درع الوطن، تتبع وزارة الدفاع، وتخضع قياداتها لشخص رشاد العليمي، رئيس المجلس، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية.

وقالت تقارير صحفية في حينها إن الأطراف الإقليمية الممولة لإنشاء تلك القوات، حاولت منحها "الصفة الجنوبية"، من خلال تكليف قياداته لقائد سابق في المقاومة الجنوبية، الا ان القوات سرعان ما انتشرت عملية تجنيدها في محافظات يمنية عدة من بينها مدينة تعز ومأرب.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، دربت قوات سعودية في قاعدة الوديعة، قوات حديثة تابعة لدرع الوطن، والتي قالت مصادر عسكرية ان الاتفاق كان يقضي بان تنتشر هذه القوات في وادي وصحراء حضرموت، بديلا عن القوات اليمنية الشمالية التي ترفض السلطات المحلية والقوى السياسية والشعبية بقائها في المنطقة، على اعتبار انها قوات معادية وتابعة لجماعة الاخوان المسلمين والحوثيين.

 وتسعى السعودية إلى تعزيز دور قوات درع الوطن في تمكين رئيس مجلس القيادة الرئاسي، واضعاف المجلس الانتقالي الجنوبي، الرامي الى تحقيق الاستقلال مرة أخرى وإقامة دولة الجنوب بحدود الـ21 من مايو أيار 1994م.

وفي سلسلة تقارير نشرتها صحيفة اليوم الثامن، ذكرت مصادر سياسية وعسكرية أن السعودية تقدم دعمًا عسكريًا واقتصاديًا لقوات درع الوطن اليمنية، وهي قوة عسكرية تتبع العلمي، وتتكون من عدة ألوية وكتائب، وقدر عدد أفرادها في البداية بحوالي 16 ألف جندي

إن السعودية التي انهت حربها تماما في مواجهة الحوثيين، تسعى منذ سنوات الى تعزيز نفوذها في الجنوب، خاصة في محافظات حضرموت والمهرة وشبة، حيث ترى أن قوات درع الوطن يمكن أن تكون قوة عسكرية فاعلة تابعة لها في المحافظات الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي.

ومنذ البداية، حاولت قيادات عسكرية موالية للسعودية، تفكيك قوات الحزام الأمني (الجنوبية)، من خلال محاولة أغراء الجنود بمرتبات تصل إلى ثلاثة ألاف ريال سعودي (ثمانمائة دولار أمريكي)، لكن تلك الاغراءات لم تدم طويلا، على الرغم من ان القوات الجنوبية المحسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي، أوقفت السعودية صرف مرتباته، وهو ما تسبب بأزمة مالية كبيرة، قبل ان ينجح رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في التخفيف عن الجنود بصرف مكافئات مجزية.

مبررات خلق كيانات عسكرية في الجنوب 

 

أبدت السعودية منذ عزلها للرئيس عبدربه منصور هادي، في ابريل نيسان 2022م، دعمها لرشاد العليمي، ومنحته قدرة كبيرة في التحرك شرقا في حضرموت والمهرة، وقدمت من خلاله رسائل عدة للجنوبيين، بانها تستطيع احداث وقائع جديدة، الا ان المجلس الانتقالي الجنوبي، لم يعلق على تلك التحركات واكتفى بالتأكيد على انه على علاقة وثيقة بالرياض، وانه يدعم كل جهودها للتوصل الى تسوية سياسية في اليمن.

فمنذ تعيين العليمي  رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي المؤقت، عمد الى تجاوز صلاحياته التي حددها قرار هادي بتشكيل مجلس قيادة رئاسي، والتي تمثلت بالحوار مع الحوثيين او استئناف جهود الحرب، الا ان رشاد العليمي اتجه جنوباً، في إنشاء دولة يمنية منفصلة على الحوثيين، ولكن متصادمة مع الجنوبيين الذين أصبحوا شركاء في الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي، وفق مبادرات سعودية للتهدئة في الجنوب الذي شهد اضطرابات على خلفية محاولة اخوان اليمن السيطرة على العاصمة عدن في أواخر العام 2019م.

 ويسعى العليمي بدعم إقليمي الى إنشاء دولة يمنية أخرى بعيدا عن المناطق الخاضعة لسيطرة النفوذ الإيراني في اليمن، وقد بات واضحا ان رشاد العليمي يسعى لتوطين ملايين اليمنيين في محافظات الجنوب التي يسعى المجلس الانتقالي الجنوبي إلى إعادة تحقيق استقلالها مرة أخرى على حدود الـ21 من مايو العام 1994م، وفق لإعلان فشل الوحدة الهشة مع اليمن الشمالي بالحرب التي شنها النظام اليمني حينها للسيطرة على الجنوب وإقصاء شركاء الوحدة "النظام الجنوبي".

لكن يبدو ان مهمة العليمي كانت بحاجة الى أدوات خشنة وأخرى ناعمة لبسط نفوذه على المحافظات التي قد تشكل أهمية كبيرة في جهود المجلس الانتقالي الجنوبي لتحقيق الاستقلال، لكن جهود العليمي تظل منصبة في خدمة المطامع السعودية، حيث تسعى الريا الى تحقيق مشروعها الاستراتيجي والمتمثل في ان تكون لها اطلالة على البحر العربي، ولكن الرياض تدرك ان ذلك لن يتحقق الا بالتنسيق والتشاور مع مسقط، ولكنها ترى ان السيطرة على شبوة وحضرموت من خلال أدوات خشنة وناعمة، الى تحقيق تفاهمات مع سلطنة عمان التي بذلت جهود كبيرة خلال العام الماضية بغية التوصل الى تسوية سياسية بين السعوديين والحوثيين، لكن تلك الجهود انهارت بفعل التطورات الإقليمية والاعتداءات الحوثية على خطوط الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب.

لم يعد خافيا المطامع الإقليمية في جزء مهم من الجنوب، خاصة وان الرياض قد أشرفت على تشكيل كيانات سياسية جهوية هدفها مناهضة المجلس الانتقالي الجنوبي، الامر الذي تؤكد عليه نخب سياسية سعودية لعل أبرزها سليمان العقيلي الذي تحدث لوسائل إعلام سعودية عن ما اسماه مكاسب التدخل في الحرب "الحصول على نفوذ في المهرة وحضرموت وشبوة"؛ وهي محافظات استراتيجية بالنسبة للمجلس الانتقالي الجنوبي.

وعلى الرغم من ان المهرة عرفت بأنها مطامع لسلطنة عمان الجارة، الا ان المملكة العربية السعودية، دخلت في خضم الصراع مع السلطة، وشرعت الى نشر قوات عسكرية تابعة لها في المحافظة بهدف منع تهريب الأسلحة للحوثيين، وعينت مسؤولا أمنيا يحمل "جنسيتها"، الا انها اعتقلته لاحقا بتهمة تهريب أسلحة وطائرات مسيرة للحوثيين الموالين لإيران.

لم تخف الرياض رغبتها في إنشاء ميناء نفطي في محافظة المهرة، كمتنفس جنوبي يطل على المخيط الهندي، بعيدا عن أي تهديدات إيرانية قد تشكلها طهران على مضيق هرمز ، فالمملكة الثرية أبدت منذ عقود اهتمامها بالمحافظات الجنوبية الاستراتيجية "المهرة وحضرموت وشبوة"، وهو ما بات يتحدث عنه السعودية بشكل طبيعي "الحديث عن إمكانية ضم هذه المحافظات الى الجغرافيا السعودية"؛ فعلى الرغم من صعوبة ذلك، الا ان الحلم السعودي لإيجاد منفذ بحري عبر سلطنة عمان او الجنوب، يمثل طريقا آمنا وبديلا لتصدير النفط.

وترى السعودية ان فكرة إقامة مشاريع اقتصادية عملاقة في الجنوب لن يمر الا من خلال الاستحواذ على ثلاث محافظات تشكل المساحة الأكبر في خريطة الجنوب او ما كان يسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية الجنوبية، الامر الذي يرفضه الجنوبيون في هذه المحافظات ومنهم الزعيم القبلي البارز الشيخ لحمر بن لسود، الذي وصف في تصريح لوكالة أنباء حضرموت المحلية محاولات تقسيم الجنوب، من خلال إنشاء كيانات جهوية، في محافظات حضرموت وشبوة، بانها مشاريع غبية تخدم التمدد الفارسي في المنطقة، وتمنح إيران فرصة ذهبية للسيطرة على شريط بحر العرب.

وأكد الزعيم القبلي "أن الجنوب العربي كتلة واحدة من المهرة شرقا إلى باب المندب، غرباً، ولكن هناك بعض الاشقاء يريد جعل بلادنا ساحة صراع مع أطراف دولية، لذلك نقول ونكرر ان محاولة تقسيم الجنوب، هي في الأساس مشاريع غبية، سيكون المستفيد الأبرز منها إيران ومشروعها الفارسي، فهذه المشاريع الغبية تؤكد ان الجنوب واليمن في طريقه ان يصبح نسخة أخرى من البلدان العربية مثل العراق وسوريا التي تتنازعها الطائفية والمشاريع الإيرانية الإرهابية".

وأضاف :"نذكر ان الجنوب كان وفيا في معركة عاصفة الحزم، وحقق الانتصار الوحيد في الحرب، وكان يفترض ان يكون أنموذجا حيا للمشروع العربي بقيادة المملكة العربية السعودية (الشقيقة)، ولكن للأسف الشديد ظهرت بعض المشاريع والمواقف التي لا تنم الا عن مكايدات سياسية "وقتية"، بمشاريع جهوية تحاول تأسيس فكرة تقسيم الجنوب، في حين كان يفترض اضعاف الحوثيين، لكن هذه المشاريع تمنح إيران قدرة على التوسع للسيطرة على الجنوب، واستغلال حالة الرفض الشعبي الكبيرة لمشاريع تقسيم الجنوب التي ليس لها أي وجود الا في أروقة بعض دول الإقليم التي ستكون أول المتضررين".

وأعلن بن لحمر -وهو شيخ قبيلة ال عبدالله بن دحة العوالق كبرى قبائل شبوة-، رفضه إنشاء كيانات جهوية في المحافظة النفطية، مؤكدا ان القبائل قدمت تضحيات كبيرة طوال السنوات الماضية، حيث خاضت عدة حروب، مع الحوثيين وتنظيم الاخوان المسلمين، ولا تزال القوات الجنوبية في المحافظة تقدم تضحيات كبيرة في مواجهة إرهاب تنظيم القاعدة والحوثيين.

 

أدوات السعودية في حضرموت وشبوة والمهرة

 

أبدت السعودية اهتمامًا بالمحافظات الجنوبية الاستراتيجية "المهرة وحضرموت وشبوة" منذ عقود، لكن التفاهمات الأخيرة مع إيران وصولا الى اتفاق بكين (مارس آذار 2023م)، تصاعد هذا الاهتمام السعودي، حيث سعت السعودية التي كانت تقود التحالف العربي، الى انشاء كيانات سياسية جهوية، رفعت مطالبة فصل محافظة حضرموت، وضمها إلى السعودية التي قامت خلال العقدين الماضيين، بضم مساحات شاسعة من الأراضي الجنوبية.

وتواجه مساعي السعودية في حضرموت والمهرة شبوة، معارضة كبيرة، من جانب القوى السياسية الجنوبية، والتي تعيد الى الاذهان مطامع الجارة، في الجنوب ومحاولاتها ضم حضرموت، حتى تجد لنفسه منفذا بحريا مع بحر العرب. 

ترغب السعودية في إيجاد بديل آمن لتصدير النفط بعيدًا عن مضيق هرمز، الذي يمر عبره حوالي 20٪ من إمدادات النفط العالمية، وهو عرضة للتهديدات الإيرانية، لذلك تسعى من خلال أدوات ناعمة، قد تساهم في إيجاد حلول لتعزيز نفوذها في الجنوب، مثل إقامة علاقات اقتصادية وتجارية وثيقة مع هذه عائلات تجارية بعضها تحمل الجنسية السعودية، وأخرى خشنة من خلال إنشاء قوات عسكرية مشتركة مع مجلس القيادة الرئاسي، الذي قد يمنح الرياض الحرية في السيطرة والاستحواذ على اعتبار انه "شرعية مدعومة دوليا".

تعتمد السعودية على مجموعة من الأدوات الناعمة في حضرموت وشبوة والمهرة، بهدف تعزيز نفوذها في وتأمين مصالحها الاستراتيجية فيها، من خلال علاقتها بعائلات من حضرموت بعضها تحمل الجنسية السعودية، ومنها عائلة بقشان رجل الاعمال السعودي الذي يوظف حاليا في مهمة منح السعودية سيطرة أوسع على محافظة حضرموت. 

وتستخدم السعودية وسائل إعلام محلية تمولها في حضرموت، منها قناة حضرموت التابعة لرجل الاعمال السعودي بقشان، بالإضافة الى بعض المنصات الإعلامية الأخرى التي تناهض المجلس الانتقالي الجنوبي بشكل واضح، يكشف عن معارضة المجلس لمحاولة خطف حضرموت.

اما الأدوات الخشنة، فالسعودية تسعى الى فتح قنوات اتصال وتواصل مع السلطات المحلية، لكنها تصطدم بقوات النخبة المحلية التي ترفض تواجد أي قوات عسكرية او أمنية تتبع السعودية، بدعوى ان السماح لهذه القوات قد يسقط المكلا ومدن الساحل في اتون الفوضى. 

تتمركز العديد من القوات السعودية في المهرة ووادي حضرموت بالإضافة إلى قوات محدودة في مطار شبوة، لكنها في ذات الوقت تتبعها قوات محلية يمنية، من ابرزها قوات الاخوان المسلمين في منطقة عارين بشبوة، وقوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت، وقوات الجيش اليمني في المهرة بالإضافة الى وجود تحالفات أمنية في قوات أمنية تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي.

 وعلى الرغم من المعارضة الشديدة للدور السعودي، الا ان الرياض تمول وبشكل كبير، لكنها تحاول ادراج التمويل بانها ضمن جهود دعم استقرار اليمن، الا ان القادة العسكريين السعوديين، في اجتماعاتهم "يملون" على المسؤولين المحليين والعسكريين، ما يفعلونه، حيث تعدهم بإقامة دولة منفصلة عن باقي محافظات الجنوب، ومن خلال هذه الوعود تحاول ان تكون اللاعب الرئيسي في حضرموت، وأن تلعب دورًا في تحديد مستقبل المحافظة.

لكن السعودية تواجه عددًا من التحديات في تحقيق أهدافها في حضرموت، من أبرزها وجود معارضة من بعض القبائل والقوى السياسية في حضرموت، التي ترفض التدخل السعودي في المحافظة، ناهيك عن التحدي الأمني والعسكري في وادي وصحراء حضرموت، فالسعودية تدعم بقاء قوات الإخوان على حساب قوات النخبة، وهو الأمر الذي يرفضه أبناء حضرموت الذين خرجوا خلال العام الماضي في تظاهرات ترفض بقاء القوات اليمنية، وطالبوا باخراجها على اعتبار انها قوات ليست صديقة.

وعلى الرغم من المصالحة الهشة مع إيران، الا ان السعودية تواجه العديد من التحديات الإقليمية، حيث تواجه منافسة من بعض الدول الإقليمية، مثل طهران والدوحة ومسقط، والأخيرة تسعى إلى تعزيز نفوذها في المهرة ومستقبلا في حضرموت..

ومن المتوقع أن تستمر السعودية في استخدام مجموعة من الأدوات الناعمة والخشنة في حضرموت، بهدف تحقيق أهدافها في المحافظة. ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الأهداف يعتمد على عدد من العوامل، بما في ذلك مدى نجاح السعودية في مواجهة التحديات التي تواجهها، ولكنها قد تختار الخيار العسكري لفرض وجود قوات موالية لها في الساحل وشبوة، وازاحة القوات المحسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي.

وتظل هذه الخيارات مطروحة خاصة وان السعودية سبق لها ودعم قوات إخوانية للسيطرة على شبوة والاتجاه جنوب نحو السيطرة على أبين والعاصمة عدن، الا ان القوات الجنوبية وضعت حداً لتلك الهجمات واجبرت القوات الإخوانية المحلية على الانسحاب صوب مأرب.

تحتاج السعودية المجلس الانتقالي الجنوبي، طرف بارز لمواجهة الحوثيين الموالين لإيران والذين يعتبرون الاتفاق القادم هو تأكيدا على انتصارهم في مواجهة المشروع العربي.

 

هوامش 
1 -  "اعتقل بتهمة تهريب أسلحة لأذرع إيران اليمنية"..
السعودية تفرج عن مدير شرطة المهرة (سعودي الجنسية) على هامش المحادثات مع الحوثيين
اقرأ المزيد من صحيفة اليوم الثامن : https://alyoum8.net/posts/94201


2- "تحذيرات أمريكية للرياض من تحركاتها شرق عدن"..
السعودية تعيد هيمنة شكلية على "حاشد" والإخوان ينتظرون التمكين في حضرموت وشبوة
اقرأ المزيد من صحيفة اليوم الثامن :https://alyoum8.net/posts/94199

3- "اليوم الثامن" تبحث في خفايا التصعيد الإعلامي ضد عدن وأبوظبي..
"محمد سعيد أل جابر".. هل تجاوز سفير السعودية لدى اليمن صلاحياته الدبلوماسية في ملف الجنوب؟
اقرأ المزيد من صحيفة اليوم الثامن : https://alyoum8.net/posts/94161

4-  "اليوم الثامن" تقدم قراءة في المواقف الاقليمية والدولية من عدن..
المملكة العربية السعودية.. لماذا ظلت بعيدة عن الجنوب ولماذا اختارت صنعاء دون عدن؟
اقرأ المزيد من صحيفة اليوم الثامن : https://alyoum8.net/posts/94154

5- المجلس الانتقالي الجنوبي ينعي العميد "عبداللطيف السيد"..
جهود مكافحة الإرهاب في الجنوب.. موقف "السعودية" لا يزال يثير تساؤلات الصحافة
اقرأ المزيد من صحيفة اليوم الثامن: https://alyoum8.net/posts/94128

6- "تفاصيل حصرية عن لقاءات فندق "إيلاف غاليريا بجدة"..
المملكة العربية السعودية تمضي بإجراءات توقيع اتفاق مع الحوثيين بعيداً عن الجنوب
اقرأ المزيد من صحيفة اليوم الثامن: https://alyoum8.net/posts/94116

7- جرحى مدنيون في إطلاق نار "والانتقالي" يتوعد..
الجنوبيون يتظاهرون في يوم الأرض.. حضرموت تسقط مشاريع إخوان السعودية
اقرأ المزيد من صحيفة اليوم الثامن : https://alyoum8.net/posts/94093

8- "عودة الاعتقالات إلى المكلا لأول مرة منذ 2015م"..
"رشاد العليمي" يصل المكلا لأول مرة.. السعودية تدفع نحو انفراده بـ"مجلس القيادة الرئاسي"
اقرأ المزيد من صحيفة اليوم الثامن: https://alyoum8.net/posts/94077

9- المجلس الانتقالي الجنوبي يلوح بفض الشراكة..
"رشاد العليمي".. "حليف السعودية" يضع نتائج "مشاورات الرياض" على المحك
اقرأ المزيد من صحيفة اليوم الثامن : https://alyoum8.net/posts/93876

10 - اتفاق الرياض وسيناريو تحجيم نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي..
السعودية تعزز سلطة منفردة لـ"رشاد العليمي" عسكرياً في محافظات الجنوب
اقرأ المزيد من صحيفة اليوم الثامن : https://alyoum8.net/posts/94240