"ندوة سياسية أمريكية تصفه بأنشطة غير ضارة"..

التصعيد الإيراني في العراق وسوريا واليمن.. "هجمات غير قاتلة"

امام بروباغندا إيران وأذرعها والتهديدات بتوسيع الحرب التي اقتربت من دخول الشهر الثالث ، خرج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للحديث عن خفايا واسرار العملية العسكرية الأمريكية التي استهدفت قائد فيلق القدس الإيراني "قاسم سليماني"، الذي لقي حتفه اثر ضربة أمريكية، في الـ3 من يناير/ كانون الثاني العام 2020م.

انشطة إيرانية ضد قواعد أمريكية “غير ضارة”، “وغير قاتلة” - أرشيف

واشنطن

في الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، شنت فصائل مسلحة فلسطينية، هجمات على قواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غـ.ـــ.ــزة، الأمر الذي دفع تل أبيب إلى إعلان الحرب واستهدف القطاع بحرب واسعة ومدمرة، خلفت تقديرات حكومية فلسطينية استشهاد نحو اثنا عشر ألف شخص بينهم خمسة أطفال وثلاثة آلاف امرأة بينما بلغ عدد المصابين أكثر من ثلاثين ألف شخص، في حين بلغت بلاغات عن مفقودين نحو 3250، بينهم 1700 بلاغ فقدان لأطفال".

وامام وحشية الحرب الإسرائيلية، كان الفلسطينيون والعرب والمسلمون، يتوقعون ردة فعل إيرانية، خاصة وان طهران تمتلك أذرع في العراق واليمن وسوريا لبنان "ترفع شعار مقاومة الاحتلال الإسرائيلي"، وأبرز تلك الأذرع جماعة حزب الله اللبناني، الأمر الذي دفع باحثين الى التأكيد ان الحرب على غزة اسقطت شعار المقاومة الإيرانية التي لم تخض أي حرب حقيقية ضد تل أبيب واكتفت بالبيانات والخطابات المتلفزة.

وامام الضغط الإسلامي على إيران وأذرعها، المطالب بمساندة الفصائل الفلسطينية في القطاع، أعلنت تلك الأذرع عن هجمات ضد قواعد أمريكية وإسرائيلية، أبرز تلك الهجمات، ما أعلنه الحوثيون في اليمن، عن قصف مناطق إسرائيلية بصواريخ مجنحة، لكن دون أي نتائج.

وامام بروباغندا إيران وأذرعها والتهديدات بتوسيع الحرب التي اقتربت من دخول الشهر الثالث ، خرج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للحديث عن خفايا واسرار العملية العسكرية الأمريكية التي استهدفت قائد فيلق القدس الإيراني "قاسم سليماني"، الذي لقي حتفه اثر ضربة أمريكية، في الـ3 من يناير/ كانون الثاني العام 2020م.

وقال ترامب، في حدث انتخابي في ولاية تكساس بمدينة هيوستن الأميركية، إن أيران أسقطت طائرة مسيرة أميركية قديمة، وكان خلفها طائرة تجسس أميركية ضخمة تحمل تقريباً 39 مهندساً وطياراً، لكنها لم تعترضها. وتابع: "قلت حسناً، هذا أمر مثير للاهتمام! علينا الرد عليهم! وتم الرد عليهم وقمنا بتخريب بعض الردارات وبعدها قتلنا سليماني".

وتابع: ترامب: "لقد كان عليهم أن يردوا لحفظ ماء وجههم وهذا أمر طبيعي. ثم أبلغونا أنه سيتم إطلاق 18 صاروخاً على قاعدة أميركية في العراق لكنها لن تستهدفها مباشرة، بل ستستهدف فقط محيط القاعدة".

وأوضح ترامب أن أي جندي أميركي لم يصب بأذى في القصف، مضيفاً أنه "الشخص الوحيد الذي لم يكن متنرفزاً" إثر هذا القصف بسبب علمه "بنوايا إيران".

وإزاء التصعيد الإيراني بقصف قواعد أمريكية في العراق وسوريا، دفع أربعة باحثين في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الى رصد وتتبع تلك الهجمات،  وناقشوا ما يمكن أن تفعله واشنطن حيال الارتفاع الأخير في هجمات الميليشيات ضد القواعد الأمريكية والشركاء المحليين، والتي وصفها المعهد بانها انشطة إيرانية ضد قواعد أمريكية “غير ضارة”، “وغير قاتلة”.

وقال المعهد إن ما يسمى بـ "المقاومة الإسلامية في العراق" هي المسؤولة عن الكثير من النشاط الحركي ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا خلال أكتوبر/ تشرين الأول، ركز جزء على القواعد الأمريكية جنوب نهر الفرات، وفي غرب العراق (على سبيل المثال، "قاعدة الأسد الجوية") وجنوب سوريا (حامية التنف). ويركز الآخر على أهداف أمريكية شمال الفرات وشمال العراق (على سبيل المثال، قاعدة حرير الجوية) وشرق سوريا (الشدادي ورميلان)، وشن هجماته من مناطق في سنجار والموصل وسهول نينوى وكركوك. بالإضافة إلى ذلك، يطلق مزيج من الجماعات المدعومة من إيران على الضفة الغربية لوادي نهر الفرات الأوسط في سوريا صواريخ قصيرة المدى على القواعد الأمريكية والعناصر المجاورة لقوات سوريا الديمقراطية حول حقول النفط في محافظة دير الزور. كما يتم شن بعض هجمات الطائرات بدون طيار بعيدة المدى على شدادي ورميلان وتل بيدر من هذا الوادي.

وعلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية، قواعد اللعبة – الأهداف المقبولة، والخطوط الحمراء، وما إلى ذلك – مفهومة جيدا. وينطبق الشيء نفسه بين الولايات المتحدة وإيران في سوريا والعراق. هناك مستوى من مضايقات الميليشيات تعتبره واشنطن مقبولا، لكن الإجراءات الحركية الأخرى المدعومة من إيران ستثير ردا أمريكيا أقوى. غالبا ما يعتمد الزناد المحدد على مدى تعقيد هجوم معين وما إذا كان يؤدي إلى وقوع إصابات أم لا. ففي آذار/مارس الماضي، على سبيل المثال، شنت القوات الأمريكية غارة جوية مباشرة بعد هجوم للميليشيات، ويرجع ذلك جزئيا إلى مقتل مقاول أمريكي وأيضا لأن الهجوم أظهر ارتفاعا نوعيا في القدرة.

وردا على ذلك، وبحسب تقرير المعهد – ترجمته صحيفة اليوم الثامن- فقد شنت القوات الأمريكية ثلاث غارات جوية وعددا غير محدد من الضربات المدفعية المضادة للبطاريات (بشكل عام، يكشف المسؤولون الأمريكيون علنا عن الضربات الجوية فقط). على الرغم من أن الهجمات الأخيرة على القاعدة تهدف إلى أن تكون غير قاتلة، إلا أنها لا تزال تخاطر بقتل الأمريكيين عن طريق الخطأ وتصعيد الوضع بشكل كبير. 

وفي ظل هذه الظروف، قد تضرب الولايات المتحدة بقوة أكبر في سوريا - أو حتى ضد قادة الميليشيات في العراق، أو الأهداف الإيرانية الأوسع في المنطقة، أو المصالح الاقتصادية في البر الرئيسي لإيران.

واجهت القوات الأمريكية في العراق وسوريا أكثر من خمسين هجوما في موجة العنف الحالية، مما أسفر عن إصابة تسعة وخمسين جنديا أمريكيا، يقول المعهد إنه لحسن الحظ، عاد كل هؤلاء الأفراد إلى الخدمة، ولكن مع استمرار الهجمات، أصبح احتمال مقتل الأمريكيين مرجحا بشكل متزايد. 

وقلل المعهد من خطر الهجمات الإيرانية ضد قواعد أمريكية، قائلا "إن مهاجمة أهداف أمريكية تمثل مخاطر أقل، فإيران لا تريد اغضاب الولايات المتحدة الأمريكية، فالحرب التي تخوضها منذ سنوات في بعض البلدان العربية وابرزها اليمن، لا تستهدف الولايات المتحدة الأمريكية، فالحوثيون – ذراع طهران في صنعاء- يقولون ان شعار الموت لأمريكي، مجرد دعوة لإصلاح سلوك إيران تجاه "إيران".

قال القيادي بميليشيا الحوثي الإيرانية حسين العزي في تصريحات صحافية "إن شعار "الموت لأمريكا" الذي تتخذه جماعتهم لا يعني "الموت الإكلينيكي أو السريري"، وإنما هو "دعوة لتغيير سلوك أمريكا تجاه (...)".

وقال القيادي الحوثي ان "الموت لأمريكا هو شعارٌ سلمي وحضاري يندرج في إطار حرية التعبير، وكلمة (الموت) لا تعني الموت الإكلينيكي أو السريري كما لا تعني الموت لأمريكا (الشعب أو الإنسان) وإنما الموت لأمريكا (السياسة) التي تقف وراء معاناة شعوبنا".

ويردد الحوثيون منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، شعار الصرخة، وهو شعار رفعته الثورة الإيرانية ضد الشاه عام 79، وعممته المجموعة التي استولت على الحكم هناك على الميليشيات التابعة لها في البلدان العربية.