الأمارات العربية المتحدة وإدارة الأزمات العربية..

الشيخ زايد بن سلطان.. "حكيم العرب" مهندس مجلس التعاون الخليجي وأول فدرالية عربية

"مجلس التعاون لدول الخليج العربية كان لدى الشيخ زايد والشيخ جابر الأحمد الصباح توجها وحدويا بدأ بفكرة إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتحقق ذلك في 25 مايو 1981م في أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة"

الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قال إن البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي - أرشيف

د. صبري عفيف
كاتب وباحث في الشؤون السياسية والأمنية، نائب رئيس التحرير ورئيس قسم البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات،
أبوظبي

تمتع دولة الامارات العربية المتحدة بأهمية خاصة في الدراسات العربية المعاصرة، لكونها تمثل حلقة مهمة في السياسة العربية والدولية؛ لما تمتلكه من تطورات سياسية وامنية واقتصادية في المنطقة، وتعد أحدى الدول الواعدة في مجال التطور الشامل، لدولة الامارات العربية المتحدة مواقف مشرفة في إدارة الازمات والصراعات بين دول التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية، وقد ارتسمت تلك المواقف الثابتة والمبادئ الراسخة لتعبر عن إصالة هذه الشعب العربي الأصيل وقيادته الحكيمة التي بذلت قصار جهدها في حل المشاكل العربية السياسية والعسكرية والاقتصادية والتنموية. فما من بلد عربي برز فيه نزاع أو صراع أو أزمة ما ألا وقيادة شعب الامارات العربية المتحدة حاضرة وبقوة. 
لقد استحق الشيخ زايد لقب "حكيم العرب"، ويبدو إن رجاحة الرأي قد رافقته منذ البداية، انتجت المواقف الحافلة بالجهد والنشاط، ومما نسعى اليه في هذه القراءة هو الكشف عن الدور الريادي والمواقف المشرفة لدولة الامارات العربية المتحدة في إدارة الازمات العربية. 


- أول دولة فيدرالية في شبه الجزيرة العربية 


يعد الشيخ زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى بن نهيان آل نهيان (6 مايو 1918 - 2 نوفمبر 2004) أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة كان له دور كبير في توحيد الدولة مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وتحقق لهم ذلك في 2 ديسمبر 1971 وأسس أول فدرالية عربية حديثة، مبنية على العدالة والمساواة والتنمية واستطاع في عهده خلق ولاء للكيان الاتحادي عوضاً عن الولاء للقبيلة أو الإمارة وترسيخ مفهوم الحقوق والواجبات لدى المواطن.
زايد بن سلطان آل نهيان في عام 1953 بدأ زايد رحلة حول العالم يعزز فيها من خبرته السياسية، ويطلع من خلالها على تجارب أخرى للحكم والعيش، فزار بريطانيا ومن ثم الولايات المتحدة وسويسرا ولبنان والعراق ومصر وسوريا والهند وباكستان وفرنسا، وقد زادته هذه التجربة اقتناعًا بمدى الحاجة لتطوير الحياة في الإمارات، والنهوض بها بأسرع وقت ممكن؛ للحاق بركب تلك الدول.
وفي مايو 1962 وأمام الضغوط الهائلة التي تلقاها الشيخ شخبوط، قرر السماح للشيخ زايد في مساعدته على إدارة شؤون أبو ظبي، لذا سعى الشيخ زايد على مدى أربع سنوات في الفترة من 1962 إلى 1966 لتحسين الأوضاع في الإمارة من ناحية والمضي قدماً بكل العزم والتصميم في تنفيذ برنامجه التنموي من ناحية أخرى. تولى الشيخ زايد مقاليد الحكم في إمارة أبو ظبي في 6 أغسطس 1966 بإجماع وموافقة من العائلة الحاكمة خلفا لشقيقه الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان. وتمكّن الشيخ زايد من تحقيق إصلاحات واسعة، منها تطوير قطاعات التعليم والرعاية الصحية والإسكان الشعبي وتحديثها، وتطوير المدن بوجه عام. قام الشيخ زايد بإنهاء حقبة طويلة من العداء المستحكم بين أبو ظبي وقطر. 
وكان من أول القرارات التي اتخذها أن أصدر مرسوماً يقضي بإصدار طوابع بريدية. تولى الشيخ زايد أيضاً بناء مؤسسات الدولة من نظام إداري ودوائر حكومية والتي اعتمد فيها على عناصر من الأسرة الحاكمة ومن خارج الأسرة. كما أتاح فرص التعليم لآلاف الطلبة مكنتهم من الالتحاق بأفضل الجامعات في الخارج.
في عام 1965 م أسس مكتب للتطوير في دبي وأسهمت بريطانيا فيه بمبلغ نصف مليون جنيه إسترليني. ويتبع مكتب التطوير دوائر أصبحت فيما بعد نواة الحكومة الاتحادية ووزارتها في المستقبل. وهذه الدوائر هي: دائرة الزراعة والثروة الحيوانية، دائرة التعليم الفني، دائرة البعثات، دائرة الصحة، دائرة الأشغال العامة، دائرة الثروة السمكية. وعندما تولى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حكم إمارة أبو ظبي، قدم مليوني جنيه إسترليني. وكان هذا المبلغ الذي قدمته أبو ظبي هو نصف ميزانية المكتب في هذا العام. وفي عام 1968 م، ساهمت أبو ظبي بنسبة 90 % من هذه الميزانية. أما في العام التالي (1969 م)، فقد تحملت أبو ظبي 95 % من ميزانية المكتب.
كان الشيخ زايد أول من نادى بالاتحاد بعد الإعلان البريطاني عن نية الاحتلال الجلاء عن الإمارات في يناير 1968 وذلك بحلول عام 1971، فرأى الحاجة إلى إقامة كيان سياسي موحد له كلمة قوية ومسموعة في المحافل الدولية، وقادر على تقديم الحياة الأفضل لمواطنيه. فبدأت الحركة المكوكية للشيخ زايد وكان اجتماع (السمحة) البذرة الأولى لبناء الاتحاد، حيث تم الاتفاق على تنسيق الأمن والدفاع والخارجية والخدمات الصحية والتعليمية وتوحيد الجوازات بين الشقيقتين دبي وأبو ظبي. 
وفي عام 1969 انتخب رئيسًا للاتحاد التساعي الذي ضم الإمارات السبعة وقطر والبحرين، وبانسحاب الأخيرتين تم الإعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر 1971 بست إمارات انضمت لها رأس الخيمة في 10 فبراير 1972 م ليكتمل النصاب وتعم الفرحة أرجاء البلاد، وانتخب رئيسًا للاتحاد وقائدًا أعلى للقوات المسلحة. عمل زايد على بناء المؤسسات الاتحادية وبناء القوات المسلحة. 
ويقول كلود موريس في كتابه (صقر الصحراء) على لسان العقيد هيوبوستيد الممثل السياسي البريطاني الذي عاش فترة طويلة بالمنطقة قوله زايد بن سلطان آل نهيان "لقد دهشت دائمًا من الجموع التي تحتشد دوما حول الشيخ زايد وتحيطه باحترام واهتمام وقد شقَّ الينابيع لزيادة المياه لري البساتين، وكان الشيخ زايد يجسد القوة مع مواطنيه من عرب البادية الذين فكان يشاركهم حفر الآبار وإنشاء المباني وتحسين مياه الأفلاج والجلوس معهم ومشاركتهم الكاملة في معيشتهم وفي بساطتهم كرجل ديمقراطي لا يعرف الغطرسة أو التكبر، وصنع خلال سنوات حكمه في العين شخصية القائد الوطني بالإضافة إلى شخصية شيخ القبيلة المؤهل فعلا لتحمل مسؤوليات القيادة الضرورية" 
- الدور الريادي لإنشاء مجلس التعاون الخليجي
لقد عمل الشيخ زايد مع الشيخ جابر الأحمد الصباح على إنشاء مجلس التعاون الخليجي فاستضافت أبو ظبي في 25 مايو عام 1981 أول اجتماع قمة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي. تولى حكم إمارة أبو ظبي خلفاً لأخيه شخبوط في عام 1966، خلفه في حكم إمارة أبو ظبي ابنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وانتخبه المجلس الأعلى للاتحاد رئيسا للدولة. 
مجلس التعاون لدول الخليج العربية كان لدى الشيخ زايد والشيخ جابر الأحمد الصباح توجها وحدويا بدأ بفكرة إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتحقق ذلك في 25 مايو 1981م في أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة. تم اختيار زايد بالإجماع أول رئيس للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأول رئيس دولة يوقع على ميثاق المجلس.
- الشيخ زائد وإدارة الخلافات مع دول الجوار العربي   
أسس سياسة خارجية متميزة تتسم بالحكمة والاعتدال، والتوازن، ومناصرة الحق والعدالة، وتغليب لغة الحوار والتفاهم في معالجة كافة القضايا كما قامت على السلام، منطلقاً من إيمانه بأن السلام حاجة ملحة للبشرية جمعاء.
الشيخ زايد مع الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود 1974م كانت هناك بعض الخلافات الحدودية مع المملكة العربية السعودية ولم تحل إلا باتصالات مباشرة بين الشيخ زايد والملك فيصل بن عبد العزيز حيث توصل الجانبان إلى توقيع معاهدة سنة 1974 والتي رسمت الحدود بين البلدين.
كما كان له دور كبير في حل المشاكل العربية، ساعد أيضاً كوسيط سلام بين سلطنة عمان وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أثناء النزاعات الحدودية في عام 1980 وأيضاً نجحت وساطته في التوصل إلى حل لخلاف بين مصر وليبيا.


- مواقف الامارات مع القضية الفلسطينية 


لقد كانت دولة الإمارات العربية المتحدة في السابع عشر من ديسمبر عام 1991 إحدى الدول التي صوتت ضد إلغاء قرار الأمم المتحدة رقم 2279 والقاضي بأن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية، كما رفضت الإمارات المشاركة في المؤتمر الاقتصادي لتنمية الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي عقد في الدوحة عام، 1997 بالرغم من الضغوط الأميركية التي كانت تدفع نحو المشاركة في هذا المؤتمر.
كان لدولة الامارات العربية المتحدة موقف واضح وصريح تجاه الحقوق الفلسطينية وحق الدفاع عن النفس، ودعوتها المستمرة للولايات المتحدة إلى القيام بدور الوسيط النزيه في مفاوضات السلام، وعدم الكيل بمكيالين في محاربة الإرهاب الدولي فيما يخص الممارسة الصهيونية ضد الفلسطينيين، وهي المواقف التي توافقت تماما مع توجهاته في السياسة الخارجية·
الإمارات كانت وما تزال رائدة للخير والصلاح بقيادة المؤسس حكيم العرب الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي امتطى صهوة المجد، وخلفه القائد الفذ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي رفع إكليلا من الخلود والمجد يتوج به بلده في كنف التضامن والتعاون، الإيمان بالإنسان، الشعوب، الأوطان وعزتها وكرامتها. ولطالما كرست دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة جهودها وإمكانياتها للنهوض بالواقع الفلسطيني الأخوي الذي يندرج ضمن نهجها الصائب وهذه ثوابتها الإستراتيجية والتي بها ولأجلها ارتقت وعلت. بدليل أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت من أوائل الدول العربية السابقة إلى نصرة القضية الفلسطينية، في مبادرة منها بالاعتراف بدولة فلسطين فور إعلانها في 15 نوفمبر 1988.
اليوم أصبحت الإمارات تلعب دوراً فاعلاً في المنطقة والعالم وتساهم بآرائها ومقترحاتها البناءة ومواقفها الداعمة للقضايا العادلة وبتعزيز مبدأ التضامن بين الشعوب، كل ذلك إن دل على شيء فإنما يدل على ما تميزت به من حب للخير والتسامح والتفتح في كنف الاحترام والمحبة. ومن هذه المواقف المهمة والتاريخية للإمارات، أنها دوما كانت إلى جانب القيادة الفلسطينية في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات وهي حريصة على عمق العلاقة الفلسطينية الإماراتية بالمساندة والمساعدة، فدائما الإمارات حكومة وشعبا ما طالبت العالم بموقف جاد اتجاه القضية الفلسطينية، وذلك بتحرير الشعب والأرض وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مؤكدة تأييدها المتواصل عبر مواقفها المعلنة دوليا لمسيرة الكفاح العادلة من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ونيل الشعب لحريته واستقلاله .
- الامارات واستخدام سلاح البترول في مواجهة تدفق السلاح على الجسر الجوي الأمريكي إلى «إسرائيل»
وكان الملك فيصل بن عبد العزيز والشيخ زايد أول من استخدم سلاح النفط كسلاح في مواجهة تدفق السلاح على الجسر الجوي الأمريكي إلى «إسرائيل»، وفي محاولة من جانبه لتغيير سير المعركة، ما أثر في الموقف الدولي لمصلحة العرب، حيث أوفد الشيخ زايد وزير البترول في الإمارات إلى مؤتمر وزراء البترول العرب، لبحث استخدام البترول في المعركة. وبينما كان الوزراء العرب أصدروا قرارهم بخفض الإنتاج بنسبة 5% كل شهر، فقال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "إن البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي زايد بن سلطان آل نهيان فأصدر أوامره لوزير البترول بأن يعلن في الاجتماع الوزاري باسمه فورًا قطع البترول نهائيًا عن الدول التي تساند إسرائيل، ما شكل ضغطًا كاملًا على القرار الدولي بالنسبة للمعركة، التي اعتبرها حرب التحرير، فيما وصلت رؤية الشيخ زايد إلى العالم العربي التي كانت تتطلع إلى النصر وتحرير الأراضي العربية، ليؤكد للعرب أن من بين الحكام العرب هناك من خرج ليضحي في سبيل حسم المعركة لمصلحة نصرة الأمة العربية.
وقد سُئل الشيخ زايد في هذا الوقت من أحد الصحافيين الأجانب «ألا تخاف على عرشك من الدول الكبرى؟»، فقال: زايد بن سلطان آل نهيان "إن أكثر شيء يخاف عليه الإنسان هو روحه، وأنا لا أخاف على حياتي، وسأضحي بكل شيء في سبيل القضية العربية، واستطرد "أنني رجل مؤمن، والمؤمن لا يخاف إلا الله" زايد بن سلطان آل نهيان كما كان الشيخ زايد من أول زعماء العرب الذين وجهوا بضرورة الوقوف إلى جانب مصر في معركتها المصيرية ضد إسرائيل، مؤكداً أن «المعركة هي معركة الوجود العربي كله ومعركة أجيال كثيرة قادمة علينا أن نورثها العزة والكرامة».
- موقف الامارات من العدوان على مصر 
قدّم الشيح زايد الدعم لمصر في حرب أكتوبر، وبحسب ما أكده الرئيس السابق لهيئة عمليات القوات المسلحة المصرية اللواء عبد المنعم سعيد، فإن الشيخ زايد قدم الدعم الاقتصادي لمصر عقب نكسة يونيو 1967 التي سُميت حرب الأيام الستة، والتي شنت خلالها إسرائيل هجمات على عدد من الدول العربية (مصر وسوريا والأردن) واحتلت كل سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان، حتى تم استئناف الجهود المصرية في إعادة بناء الجيش وترتيب أوراقها من جديد.
ساند الشيخ زايد كلاً من مصر وسوريا في حرب 1973 في حفظ السلام والعمل الخيري من أجل تحرير الأراضي العربية المحتلة في فلسطين، وقام بقطع إمدادات النفط بصفته سلاحاً فعالاً، كما ألقى ببيانه الشهير الذي قال فيه: «إن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي».
ويذكر أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة د. محمد حسين، أنه بجانب وضع الإمارات لإمكانيتها المادية في خدمة جبهات الصراع العربي الإسرائيلي، فإن زايد أمدّ مصر بعدد كبير من غرف إجراء العمليات الجراحية المتنقلة، التي أمر بشراء كل المعروض منها في جميع أنحاء أوروبا وإرسالها مع مواد طبية وعدد من عربات الإسعاف وتموينية بصورة عاجلة مع بدء الحرب، كل ذلك دون أي مقابل.
واستعرض رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اللواء علاء بازيد، ذلك الدور الذي لعبته دولة الإمارات في دعم حرب 1973 دولياً وحشد التأييد لها من خلال المؤتمر الذي عقده الشيخ زايد في لندن وكان له صداه الدولي على شعوب العالم الرافضة للاحتلال، مشيراً إلى أن دولة الإمارات في ذلك الوقت فرضت على موظفيها التبرع بمرتب شهر كامل لصالح دعم مصر. 
- رفض توظيف قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة ذريعة للعراق 
رفض الشيخ زايد اعتبار قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران ذريعة للعراق في استمرار الحرب مع إيران. ولقد كان لدولة الإمارات العربية المتحدة موقف عبرت عنه من خلال مشروع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الهادف إلى وقف الحرب العراقية الإيرانية والذي يتلخص في أن يفوض القادة العرب في مؤتمر القمة القادم في عمان ثلاثة رؤساء من الذين يتصفون بموقف محايد للسعي بين إيران والعراق، وأكدوا لإيران أن هذا الوفد يضمن حقوق الطرفين وأنهم لا يمثلون أنفسهم بل القادة العرب كلهم، فإذا قبلت الوساطة تنسحب القوات ويتم وقف إطلاق النار، عندئذ يجري التحكيم من محكمين مقبولين ومن يثبت عليه الحق لجاره يكون القادة العرب كفلائه وضامنيه. وجاءت موافقة إيران مشروطة بأن تنهي دول مجلس التعاون ما أسمته بتأييدها للعراق.


- موقف الامارات من حرب العراق ضد الكويت 


وأثناء الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1991، كان الشيخ زايد من أوائل القادة العرب الذين نادوا بالمصالحة، كما رحّب أيضا بلجوء العائلات الكويتية إلى دولته، وخرج العديد من الكويتيين من بلادهم في أعقاب الغزو العراقي لها واستقبلهم الشعب الإماراتي وأمر الشيخ زايد بتوفير السكن لهم ومنحهم مساعدات مالية بالإضافة إلى إعفائهم من دفع أي رسوم للعلاج الطبي. وخلال الحرب لجأ 66 ألف كويتي إلى الإمارات.
ومن هنا تجلى موقف الامارات العربية المتحدة من هذه الحرب , فلقد كان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من أوائل الرؤساء الذين نددوا بالعدوان، واستغرب الشيخ زايد من إقدام العراق على هذه الخطوة خاصة وأن الكويت وقفت إلى جانب العراق وقدمت له كل الدعم والمساندة في حربه مع إيران، فكان جزاؤها العدوان على أراضيها وسيادتها، وأعرب عن ثقته في أن الكويت ستعود كما كانت شعباً وحكومة وبقيادة صاحب السمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح، وشدد على القول: “نحن من الكويت والكويت منا”، وكان الشيخ زايد قد بدأ نشاطه الواسع من أجل انسحاب القوات العراقية من الكويت وعودة الشرعية على جميع المستويات.
- موقف الامارات من الحرب اللبنانية 
في أكتوبر 1980 نادى الشيخ زايد بعقد قمة عربية لإنقاذ لبنان من الحرب الأهلية، التي كانت دائرة بين طوائفها المختلفة. 
- موقف الأمارات من الحرب في الصومال 
وتجلّى أيضا اهتمامه بحفظ السلام في مشاركة دولة الإمارات في عملية «استعادة الأمل» في الصومال، التي قادتها الأمم المتحدة في عام 1992. ويقول الكاتب والباحث الإماراتي، أحمد إبراهيم، " إن الإمارات على مدى التاريخ كان لها وقفات مع الصومال أثناء الأزمات وأثناء الانتعاشات، وأن الاتفاق العسكري والأمني الموقع بين الطرفين ما هو إلا نوع من استمرارية التعاون بين الجانبين لتلافي الأخطار التي تهدد الصومال حديثا مثل الحركات الإرهابية الداخلية وأيضا عدم استقرار الوضع الأمني في الصومال يهدد الملاحة البحرية في القرن الأفريقي." 
- موقف الامارات من الحرب بين الجنوب واليمن في عام 1973
العلاقة بين الجنوب والامارات العربية المتحدة، ليست وليدة اللحظة، فهي علاقة مصير مشترك وتقارب ثقافي واحد، تعزز المواقف الاماراتية الى جانب الجنوب والعكس صحيح. بل ترتبط علاقة الجنوب بالأمارات بتاريخ شعبين تداخلا مع بعضهما، الى حد أن جنوبيين في الامارات صارا ينتميان للوطن الاماراتي، ويتقلدوا مناصب هامة في القوات المسلحة الاماراتية او الشركات والمؤسسات والمرافق الحكومية. ولقد اختار الشيخ زايد بن سلطان عدن محطة لإحدى اهم زياراته خارج الامارات، لما لعدن من مكانة في قلب شيخ العرب، والذي رفض بعد ذلك موافقته على قرار الحرب التي شنتها اليمن على دولة الجنوب من أجل احتلاله.
لقد نظر الشيخ زايد بن سلطان مدينة عدن باهتمام بالغ، وكانت زيارته لعدن بغرض كسر الحصار الذي فُرض على الجنوب جراء احداث الحرب بين اليمن والجنوب وقرار الجامعة العربية بوقف التعامل الاقتصادي مع الجنوب.
حط الشيخ المؤسس لدولة الإمارات زايد بن سلطان آل نهيان رحاله في عدن عاصمة اليمن الجنوبي، في منتصف سبعينيات القرن الماضي، وبالتحديد في العام 1975م. والتقى بالزعيم الجنوبي سالم ربيع علي (سالمين) في لقاءا تاريخيا أخويا.
وشكلت هذه الزيارة نقلة نوعية وحجر الزاوية الراسخ في استمرار وتطور العلاقات بين الشعبين والبلدين، كما لعب الدبلوماسي الجنوبي المخضرم محمد صالح مطيع دورا هاما في انفتاح الجنوب علی الخليج وخاصة السعودية والإمارات والكويت.
خلال زيارته برز الشيخ زايد بن سلطان في صور فوتوغرافية شهيرة، لم تنمحي من ذاكرة الجنوبيين وينظرون لها باعتزاز كبير، ويظهر فيها الشيخ وايد برفقة الرئيس سالمين.
تجول الشيخ زايد برفقة سالمين، في شوارع عدن وازقتها، والتقى بالمواطنين دون أي حواجز او سياجات أمنية، وهو ما يدل على بساطة الشيخ زايد والزعيم سالمين، وشغفهما للاستماع للناس وتبادل الأحاديث معهم.
وكان الشيخ زايد بن سلطان ثاني زعيم عربي يزور عدن بعد الرئيس الصومالي محمد سياد بري، حيث طلب من الرئيس (سالمين) أن يصلي الجمعة مع الناس واختار له الرئيس سالمين مسجد النور بالشيخ عثمان، وقد انبهر رحمة الله عليه من ذلك الحب العفوي بين المواطنين ورئيسهم وله كضيف كبير وأخ عزيز، وقبل مغادرته عدن اعتمد بناء مدينة سكنية حديثة في الشيخ عثمان . كما زار الشيخ زايد قبر الحبيب ابو بكر العيدروس .
- موقف الأمارات من حرب واحتلال الجنوب في صيف 1994م
حكيم العرب وقائد دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ زائد بن سلطان بن نهيان رحمة الله تغشاه، وقف في حرب صيف 94م التي شنتها القوى اليمنية في صنعاء ضد الجنوب وكان موقف الامارات قيادة وشعبا ضد الحرب والعدوان على شعب الجنوب وتلك النظرة الثاقبة لحكيم العرب تجلت حقيقتها فيما نتج عنها من عدوان وقتل وتدمير لشعب بأكمله ومازال الى هذه اللحظة.
لقد رأى الشيخ زائد رحمة الله تغشاه ان هذه الحرب سيكون لها تأثيرها المستقبلي على الوضع العربي بشكل عام وان المنطقة كلها سوف تتأثر من تلك الحرب ونتائجها المستقبلية لذلك فقد صنع رأيا خليجيا في سبيل إيقاف عبث هذه الحرب وكان موقفه في اجتماع مدينة ابها الموافق ان موقف الشيخ زايد من الحرب الشمالية اليمنية على الجنوب، موقفاً ذا نظرة ثاقبة، إذ رأى ان حرب 94 هي حرب الدمار ولها تأثيراتها على اليمن عامة جنوبا وشمالا، بل وتأثيرات خطيرة على المنطقة العربية.
ومن هنا كان موقف الإمارات العربية المتحدة بارزاً في رفض الحرب على الجنوب، في اجتماع مدينة ابها الموافق ( 4 – 5 يونيو 1994م)، وهو الموقف الذي كان أشد وضوحاً من احداث الحرب عام 1994، حيث أعلن في الدورة الحادية والخمسين للمجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي بأن  الوحدة اليمنية 90، لا يمكن أن يستمر إلا بتراضي الطرفين، ولا يمكن للطرفين التعامل في هذا الاطار، إلا بالطرق والوسائل السلمية. وتقديرا من المجلس لدوافع المخلصين من ابناء اليمن والجنوب في مشروع الوحدة فأنه يؤكد إنه لا يمكن اطلاقا فرض هذه الوحدة بالوسائل العسكرية. 
وتطابق موقف دول الخليج مع موقف الشيخ زايد حول الحرب ضد الجنوب، حيث كان مجلس التعاون الخليجي قد استشعر خطر الاحداث، وأكد في قراره ذات الصلة بقوله   كما يبين المجلس ان استمرار القتال لا بد وان يكون له مضاعفات ليس على طرفي النزاع وحده وانما على دول المجلس مما سيؤدي بها الى اتخاذ المواقف المناسبة تجاه الطرف الذي لا يلتزم بوقف إطلاق النار. 
أثناء حرب 19944م وقف الشيخ زايد بن سلطان ومعه كل الأمارات، موقفا علنيا واضحا وقويا إلى جانب الجنوب وبكل الوسائل المتاحة حينذاك، بل فعلت ذلك كل دول الخليج، غير أن الأمارات كان لها موقفا قوياً ورافضا للغزو والاحتلال اليمني للجنوب.
إذ اعترفت دولة الإمارات العربية المتحدة، بصورة ضمنية، بالجنوب دولة مستقلة، إلاّ أن هذا الاعتراف الضمني، لم يتم عبر القنوات الدبلوماسية المتعارف عليها، بل ركزت دولة الإمارات اهتمامها على حقيقة، أن علي عبدالله صالح، وعلي سالم البيض، لاعبان رئيسيان في اللعبة اليمنية، ويجب، معاملتهما بالتساوي. 
ولمّا كانت دولة الإمارات، إحدى دول مجلس التعاون الخليجي، الذي بين دوله اتفاقات رسمية، بشأن تنسيق سياساتها العربية والخارجية، فإن موقفها ربما يعكس أيضاً، مشاعر بقية دول المجلس تجاه القضية. 
وجاء اعتراف دولة الإمارات، في سياق مكالمة هاتفية بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والسيد علي سالم البيض، الذي وصفته "وكالة أنباء الإمارات" الرسمية بـ "فخامة الرئيس"، في إشارة واضحة إلى أنه رئيس جمهورية اليمن الديموقراطية الجديدة. "تكررت ثلاث مرات في البيان"، الذي بثته الوكالة الرسمية، عن الاتصال الذي جرى بين الشيخ زايد والبيض. 
وكان الرئيس علي سالم البيض، الذي أعلن قيام جمهورية اليمن الديموقراطية، قد أطلع الشيخ زايد على هذه الخطوة، قبل إعلانها في 21 (أيار) مايو 1994، إلا إنها لم تصدر بياناً رسمياً، تعترف فيه بجمهورية اليمن الديموقراطية، وعاصمتها عدن. 
ذلك الموقف للشيخ زايد، طبع في قلوب كل الجنوبيين، ورفع لديهم حجم ومكانة الشيخ زايد بن سلطان وكل الامارات. صالح في اتصال هاتفي أنه يتأسف لعدم استجابته للنداءات المتكررة بوقف القتال ضد الجنوب.
وقد لاحظ المراقبون حينها مواقف الشيخ زايد والامارات نحو الجنوب، من خلال الاهتمام الملحوظ بزيارة صالح بن حسينون مندوب الرئيس البيض مقارنة بفتور استقبال الامارات لوزير خارجية اليمن الشمالي ومبعوث صالح ” محمد سالم باسندوة.
وقد أرسل الرئيس علي عبدالله صالح، الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، رئيس مجلس النواب اليمني، ورئيس التجمع اليمني للإصلاح، وشيخ قبائل حاشد، إلى أبو ظبي، في محاولة لاحتواء توجه دولة الإمارات العربية المتحدة، للاعتراف الرسمي بجمهورية اليمن الديموقراطية، لكنه فشل لقاء الشيخ عبدالله الأحمر مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وقد عكست تصريحات الأحمر ـ عقب اللقاء ـ ضيقه الشديد من إطلاق صفة "الرئيس"، على علي سالم البيض، فقال "هذه كلمة كبيرة جداً في حق اليمن". وعلى الرغم من انتقاده الضمني للإمارات، قال الشيخ عبدالله في مؤتمره الصحافي، "لا أعتقد أن أي دولة عربية أو صديقة، ستقدم على الاعتراف بقرار الانفصال". 
وأكد الشيخ الأحمر، أن الحسم العسكري "هو الخيار الأخير للمحافظة على وحدة اليمن". وقال إن "اليمن لا يرفض الوساطة من أجل وقف الحرب، شريطة أن تتم في إطار الشرعية". ورفض الأحمر تدخل مجلس الأمن في الصراع اليمني، وقال "ما دخل مجلس الأمن في قضية داخلية". وكانت مصادر صنعاء، تعلق أمالاً كبيرة على زيارة الأحمر لأبو ظبي، في تحييد دور الإمارات، إذا لم يتسن كسب موقفها إلى جانب صنعاء، لعرقلة الاعتراف الدولي باليمن الديموقراطية.
وفي مذكرات الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر، احد قيادات الحرب على الجنوب، تحدث الاحمر بحقيقة ما جرى عندما ذهب الى الامارات لغرض طلب الموافقة على غزو الجنوب من قبل اليمن .يقول الاحمر في مذكراته: "زيارتي للإمارات كانت في الأيام الأخيرة للحرب بعد ما بدأت وسائل الإعلام في الإمارات تسمي البيض فخامة الرئيس دون اعتراف رسمي، وكان ذلك من الأشياء التي احتججنا عليها وطرحناها لهم في الزيارة التي قابلنا فيها الشيخ زايد
أولاً: أن هؤلاء – يقصد الجنوبيين –  تمردوا واختلقوا أزمة سببت وألحقت بالشعب أضراراً ومتاعب كبيرة، وتعطل كل شيء وقدمنا لهم تنازلات كثيرة واستجبنا لمطالبهم، وأخيراً أملوا علينا وثيقة فيها كل ما يريدون وقبلناها واشترطوا ألا توقع إلا في عمّان، وذهبنا إلى عمّان، ومن عمّان يذهبون إلي الرياض وسلطنة عمان والإمارات والكويت وانتم تستقبلونهم كأنهم دولة وهم متمردون؟
ثانياً: أن موقفكم – أي الاماراتيين –  هذا الذي أصبح واضحاً ما كنا ننتظره أو نتوقعه منكم فهم أعداؤكم قبل أن يكونوا أعداءنا، وهم حزب شيوعي، ثم إن الوحدة قد تمت واعترفتم بها وباركتموها فتمردوا على الشرعية وأعلنوا الانفصال وأنتم مؤيدون لهم.
يضيف عبدالله الاحمر في مذكراته بالقول: “كان موقف الشيخ زايد واضحاً في دعم الاشتراكي فكان طرحنا له صريحاً وواضحاً وقوياً، وإجابته لنا كانت أكثر وضوحاً وصراحة وتعصباً بشكل فظيع ما كنا نتصوره قال: 
أولاً: حكاية شيوعية ما عادوا شيوعيين.
وثانياً: الوحدة لا تفرض بالقوة والحرب.
وثالثاً: لجوؤهم إلينا وانفتاحنا عليهم لأنهم أضعف منكم وأنتم تجبرتم واعتديتم عليهم.
ويقول الاحمر: " فاشتد بنا النقاش إلى أن بلغ حد ارتفاع الأصوات وكان معي الأستاذ عبد الوهاب الآنسي نائب رئيس الوزراء في حينه وبعض المشايخ من الإمارات أسكتونا وانتقلوا إلى مكان آخر، وبقيت أنا والشيخ زايد كل واحد متسمر في كرسيه لا يكلم الآخر ولا ينظر إليه.
وواصل حديثه في مذكراته بالقول:" عادوا إلينا برأي أن تنفض الجلسة ويجتمع نائب رئيس الوزراء عبد الوهاب الآنسي مع الشيخ فلان والشيخ فلان، وخرجنا دون الوصول إلى شيء، والشيخ زايد مصمم علي أنه لا بد أن نوقف الحرب.
قلت: الحرب مقدسة بالنسبة للوحدة، والوحدة تستأهل الدماء.
قال: تريدون سفك الدماء والوحدة ليست بالقوة.
قلت: نعم الوحدة تستحق التضحية ونحن مستعدون لبذل المزيد من التضحيات من أجلها، والوحدة ليست بالقوة فهي وحدة شعب واحد إنما الانفصال هو الذي يريد أن يفرض بالقوة وانتهت الزيارة بهذا الشكل دون الوصول إلي أي نتيجة 
- الدور التاريخي لدولة الامارات في حرب 2015م  


أثناء إعلان مليشيات الحوثيين وحزب علي عبدالله صالح، الحرب على الجنوب عام 2015، وهي الحرب اليمنية الثانية ضد الجنوب، كان موقف الامارات حاسماً الى جانب المملكة العربية السعودية، حيث قادت الدولتين (التحالف العربي) لمنع الحوثيين وصالح من السيطرة على الجنوب، حماية للجنوب وما يرتبط بجغرافيته من مخاطر جما تشكل تهديدات لدول الخليج، وكذا رفضا من الامارات والسعودية للحرب ضد الجنوب، وان كان الامر اخذ صورة اعلامية حول ( الدفاع عن الشرعية ) .
كان الجنوبيون قد استبشروا خيراً بدخول الامارات على الخط مباشرة، ونزول قواتها على الارض، بعد شهرين من الحرب والاجتياح الذي حققته مليشيات الحوثيين وصالح في الجنوب.
استقبل الجنوبيون قوات الامارات القادمة عبر البحر، بكل ترحاب، وشعروا انهم يستقبلون اخواناً لهم ويرتبطون بأرض واحدة وهوية ومصير، ولهذا كان الانسجام والتوافق بين الضباط الاماراتيين وقيادات المقاومة كبيراً جداً، مما عجل بالانتصارات على الارض.
والامر الذي كان في غاية الاهمية، وجسد واقعا على الارض، هو قتال الاماراتيين على الارض جنباً الى جنب مع الجنوبيين، من عدن وحتى العند. وكانت الامارات قد انتقلت من المشاركة ضمن قوات التحالف العربي الى مرحلة العمل والتضحيات على الأرض. 
وساهم الجيش الإماراتي في تحرير محافظات الجنوب بدءاً من عدن، وصولا الى لحج وكرش، وحتى حضرموت، بل وتم حماية محافظات الجنوب من الارهاب. وكان للجيش الإماراتي دور مهم في معارك تحرير عدن، حيث شاركت وحدات خاصة منذُ بداية احتلال مليشيات الحوثي لعدن، وكانت أول مشاركة لهم في منتصف شهر مايو 2015 عندما وصلت وحده متخصصة الى سور مطار عدن للمشاركة مع المقاومة الجنوبية في استهداف عناصر مليشيات الحوثي وصالح.


وساهمت هذه القوة في رصد احداثيات مواقع المليشيات وارسالها الى غرفة العمليات بهدف قصفها من قبل طائرات التحالف، وكذلك في استخدام اسلحة نوعية ومتطورة ساهمت في استهداف عناصر مليشيات الحوثي وصالح واستنزافهم في عدن طوال اكثر من شهرين، كما لعبت القوات الإماراتية دوراً مهما وبارزاً في تدريب المقاومة الجنوبية في مدينة البريقة، وامدتها بالسلاح الخفيف والمتوسط والثقيل، حتى حان وقت تحرير عدن لتشارك في التحرير قوات اماراتية بكامل سلاحها وعتادها وتصنع نصر جديد لعدن وتساهم في إعادة الحياة لمحافظة عدن والمناطق المجاورة لعدن.
وساهمت القوات الاماراتية الى جانب القوات الجنوبية في حماية الشخصيات المهمة مثل الرئيس هادي ونائبه واعضاء الحكومة اليمنية عند عودتهم الى عدن حيث وفرت لهم الحماية اثناء تنقلهم في مناطق عدن.
- استراتيجية الامارات في مكافحة الإرهاب في الجنوب 
لم تدخر الامارات جهداً في مساندة القوات الجنوبية المتشكلة حديثاً من أجل مكافحة الارهاب وانقاذ العاصمة عدن من الارهاب الذي صار يتحرك بحرية بعد التحرير. وبالمساندة الاماراتية سواء بالدعم بالعتاد او التدريب او الدعم اللوجستي، تمكنت القوات الجنوبية والاجهزة الامنية المختلفة وخلال فترة زمنية قياسية، من تحقيق نجاحات أمنية ضد الارهاب أبهرت العالم، وشهدت لها مراكز القرار العالمي أبرزها مجلس الأمن الدولي. كان دور الامارات كبيرا ولا يستطيع أحد انكاره، وهو دوراً يؤكد ان عدن والجنوب شريكا للتحالف العربي وخاصة الامارات التي بات ارتباطها بالجنوب وشعبه متيناً.