مصدر عسكري يكشف لـ(اليوم الثامن) تفاصيل هجوم الأحد الدامي..

تنظيم القاعدة الإرهابي يكثف هجماته على شبوة.. من هي الأطراف المستفيدة؟

هجمات تنظيم القاعدة في أبين وشبوة، يقول جنوبيون إنها تؤكد على وجود تخادم بين الأذرع الإيرانية اليمنية وتنظيم الإخوان الذي يحظى بدعم من بعض الأطراف الإقليمية

شعار قوات دفاع شبوة وقيادات عسكرية إخوانية اخرجت من عتق عقب معركة شرسة مع القوات الجنوبية نحو عام - أرشيف

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن
المكلا

شن تنظيم القاعدة المتطرف في اليمن، هجوما على قوات دفاع شبوة – احدى تشكيلات القوات المسلحة الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي- ما أسفر عن مقتل جنديين وجرح اخرين في الساعة الأولى من فجر الأحد.

وقال مصدر عسكري جنوبي لصحيفة اليوم الثامن إن تنظيم القاعدة الإرهابي نفذ هجوما إرهابيا بسيارة ملغومة يقودها انتحاري، استهدفت حاجزا عسكرياً، وهو ما أسفر عن سقوط شهيدين على الأقل وجرح ثلاثة".

وقالت قوات دفاع شبوة إنها نجحت في التصدي لهجوم إرهابي نفذته عناصر تابعة لتنظيم "القاعدة" على إحدى النقاط العسكرية التابعة للواء الأول دفاع شبوة في منطقة المصينعة بمديرية الصعيد.. وبحسب القوات فقد أسفر الهجوم الذي استخدم فيه الآر بي جي والهاون والأسلحة الرشاشة على نقطة "المخطط"، عن إصابة أربعة جنود، بينما دفعت قيادة دفاع شبوة بتعزيزات ضخمة من عتق إلى منطقة المصنيعة".

وهذه هو أحدث هجوم للتنظيم عقب سلسلة هجمات إرهابية استخدمت فيها طائرات مسيرة لأول مرة، بعد ان استحوذ التنظيم اليمني على شحنة طائرات مسيرة إيرانية الصنع، قرب محافظة مأرب، كانت في طريقها إلى الأذرع المحلية لطهران في صنعاء. 

وبشكل منفصل، قال مصدر عسكري لصحيفة اليوم الثامن إن الهجوم استخدم فيه الارهابيون سيارة ملغومة، فجرها انتحاري في الحاجز الأمني، قبل ان يفتح انغماسيون النار على القوات التي نجحت في التصدي للهجوم بكل بسالة".. مشيرا ان عنصر في التنظيم الإرهابي وأسر عنصرين أخرين.

وقال المصدر إن جنديين أثنين من قوات دفاع شبوة، هما سالم حسن حرسي الطوسلي وايمن حنتوش، استشهدا وأصيب ثلاثة أخرين.

وسبق هجوم فجر الأحد، فيلم للتنظيم توعد فيه القوات الجنوبية التي قال إنها مدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة الشريك الفاعل في تحالف دعم شرعية مجلس القيادة الرئاسي، والأخير لم يعلق على هذه الهجمات التي تستهدف القوات المحسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي – السلطة السياسية المفوضة شعبيا في الجنوب، والتي تسعى لاستعادة الدولة السابقة، التي كانت قائمة حتى مايو أيار 1994م، قبل ان تدخل في وحدة هشة، انتهت بالحرب عقب ثلاثة سنوات من توقيع اتفاقية مشروع لم يكتب له النجاح.

وعادة ما يشار الى تنظيم القاعدة في اليمن، بانها نسخة من التنظيم الذي شارك قوات علي عبدالله صالح وحلفائه الإخوان المسلمين.

لا يخفي الجنوبيون ما يعتقدون انها عملية تخادم بين تنظيم القاعدة جناح تنظيم إخوان اليمن، والاذرع الإيرانية في اليمن جماعة الحوثيين، خاصة في ظل حديث وسائل اعلام إقليمية ودولية عن ترأس سيف العدل الموجود في إيران لأشد فروع التنظيم تطرفا في الجزيرة العربية.

وخلال السنوات الماضية، نفذ التنظيم العشرات من العمليات الإرهابية ضد القوات المحسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي، والتي يرى التنظيم انها خصمة بتهمة تلقيها دعما من دولة الامارات العربية المتحدة الشريك الفاعل في التحالف العربي، والتي أخذت على عاتقها مهمة مكافحة الإرهاب الى جانب قتال الحوثيين الموالين لإيران.

وعادة ما يتلزم مجلس القيادة الرئاسي الصمت حيال هذه الهجمات الإرهابية، التي يقول سياسيون جنوبيون إنها هجمات تاتي نتيجة التحريض الذي يقوم به سياسيون وسفراء ودبلوماسيون يمنيون على الجنوب، بدعوة الدفاع عن الوحدة اليمنية.

ويقول الباحث السياسي سعيد عبدالله بكران إن "هجمات تنظيم القاعدة مخصصة منذ مابعد تحرير عدن مباشرة للقوات الجنوبية غير الموالية للتجمع اليمني للإصلاح هذه حقيقة لا يستطيع احد انكارها".. مؤكدا في تدوينة على تويتر "لم تتعرض القوات الموالية للإصلاح في مأرب او وادي حضرموت او حتى قوات الاصلاح في شبوة قبل انتزاعها من سلطة الإصلاح، لأي هجوم ارهابي بسيارة مفخخة او بدون سيارة مفخخة". 

وقال "إن التجمع اليمني للإصلاح لا يدين هذه الهجمات لا يدين تنظيم القاعدة عند ادانة الارهاب يتحايل ويدين تنظيم الدولة (داعش) لأسباب لا تتعلق بإدانة الارهاب كمبدأ وانما بالتنافس على الحق الحصري في ممارسة الإرهاب".

ولفت الباحث السياسي الجنوبي إلى أن الدماء التي تسفك بهجمات القاعدة هي دماء خصوم التجمع اليمني للإصلاح الذين يصبح ويمسي نشطاء الحزب وآلته الاعلامية على شيطنتهم والتحريض عليهم، ولأنها دماء غير اصلاحية وقد تعرضت للشيطنة والتحريض من الإصلاحيين، درجة قداستها وحرمتها اضعف بكثير من قداسة وحرمة الدم الاصلاحي فلا تستحق تعاطف ولا تعازي بل ربما حصلت على شماتة الاصلاحيين وفرحهم".

وأكد بكران "أن هجمات القاعدة تسندها قبلاً آلة اعلامية ضخمة لا تتوقف عن شيطنة الضحايا ليلاً ونهاراً على مدار الساعة قنوات وناشطين اعلاميين يضج بهم القضاء الاعلامي لا عمل لديهم الا اثبات ان الجنوبيين خصوم الاصلاح يحملون من التوصيفات ما يدعو كل وصف منفرداً لقتلهم وسفك دمائهم".

وقال ان الاخوان في اليمن يصدرون تهما عديدة للجنوبيين كـ(خونة، مرتزقة، شيوعيين، ضاحية، عملاء)، حقيقة أخرى كل ما سبق من خطاب وسلوك الاخوان الاصلاحيين تجاه الجنوبيين موجود كنسخة طبق الاصل لدى الحوثيين الخمينيين".

وأضاف "أن خطاب الحوثيين والاصلاحيين معاً هو الان نسخة من خطاب تنظيم القاعدة وتنظيم داعش تجاه الجنوبيين وقواتهم".

اعلامياً على الاقل التجمع اليمني للاصلاح هو شريك تنظيم القاعدة الاعلامي الذي يجعل هجمات القاعدة مبررة وقتلها للجنوبيين يمر بهدوء دون اي شوشرة . 

وقال بكران "إن هذا الحزب وهذه الجماعة (الإخوان والحوثيون) شريكة في الشرعية مع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يقتل الجنود بتهمة الانتماء له او العمل تحت مظلته. 

وأكد الباحث السياسي سعيد بكران أن هجمات القاعدة والحوثيين وداعش الموجهة للقوات الجنوبية، هي التطبيق العلمي لمقولة "الوحدة او الموت".