"تبنى مواقف طهران واتهم الرياض مرارا بممارسة الهيمنة"..

"عبدالملك المخلافي".. تصريحات قد تنسف مجلس القيادة الرئاسي المؤقت من الداخل

"عرف السياسي التعزي بتحريضه الدائم على نظام المملكة العربية السعودية، زاعما ان الدولة التي سميت باسم اسرة تستوجب ان تقام عليها "ثورة" لتغيير النظام السعودي القائم منذ نحو قرن".

عبد الملك عبد الجليل علي المخلافي - أرشيف

الرياض

قال السياسي التعزي اليمني عبدالملك المخلافي إن قضية الجنوب، قضية ثانوية وان حلها لن يكون الا بعد التسوية السياسية مع الحوثيين الموالين لإيران، مشترطا في مقابلة مع قناة سعودية ان الحل لن يخرج من اطار ما اسماه بالوحدة اليمنية.

والمخلافي هو وزير خارجية أسبق ونائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة حاليا، سياسي يمني تعزي عرف بمواقفه المتطرفة تجاه الجنوب والسعودية، اتهم مرارا الرياض بانها تهيمن على بلاده وان صنعاء لن تقبل ان تكون حديقة خلفية للسعودية، عاد مجددا للحديث عن ما اسماه "ثانوية القضية الجنوبية" في الأزمة اليمنية، رافعا شعار الوحدة أو الموت الذي اطلقه الصحافي اليمني عبدالباري طاهر الأهدل ابان تحضيرات نظام صنعاء الحرب على الجنوب في صيف العام 1994م، وكرره رئيس النظام اليمني حينها، علي عبدالله صالح، في مواجهة ما اسماهم "الردة والانفصال".

وكرر المخلافي تصريحات لرئيس مجلس القيادة الرئيس المؤقت، زعم فيها ان النظر في قضية الجنوب سيكون بعد الانتهاء من الازمة مع الحوثيين، الأمر الذي دفع المجلس الانتقالي الجنوبي الى رفض تلك التصريحات، ليتراجع عنها العليمي، وهو ما لم يفعله المخلافي الذي قال إن قضية الجنوب "ثانوية"، وان حلها لن يأتي الا بعد الانتهاء من مشكلة الاذرع الإيرانية في اليمن.

واشترط المخلافي إعادة النظر في القضية الجنوبية تحت ما اسماه سقف اليمن الموحد.

وبشأن هذه المواقف ان تنسف مجلس القيادة الرئاسي من الداخل، خاصة وانها صادرة عن الرجل الثاني في هيئة التشاور والمصالحة في المساندة لمجلس القيادة، المعروف بمواقف المناهضة للسعودية والإمارات، القريبة من إيران.

وكثرا ما هاجم المخلافي  دول الخليج، بدعوى انها تعبث باليمن من خلال دعمها للقوى المختلفة بما فيها القبائل.   وأتهم مرارا في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية، اللجنة الخاصة السعودية  بصرف اعانات مالية لأربعة وثلاثين الفا من الرموز القبلية اليمنية"؛ في اشارة الى ان هدف هذا الدعم  هو تقويض امن واستقرار اليمن.

وقال المخلافي  في حوار تليفزيوني شهيرة مع قناة الميادين  الإيرانية ان النظام السعودي يستوجب الثورة  والتغيير لخلق مواطنة حقيقية لشعب  لا يزال يسمى باسم  أسرة؛ في إشارة الى الاسرة الحاكمة.

وتنعكس مواقف المخلافي القريبة من إيران على الوضع في الجنوب، حيث يتمترس السياسي التعزي مع الحوثيين في مواجهة الجنوب، من بوابة الحديث عن ما يسمى بمشروع الوحدة اليمنية.

وقال ناشطون جنوبيون إن اصرار القوى اليمنية على الدفاع عن ما يسمى بالوحدة التي انتهت منذ العام 1994، يؤكد مدى الهزيمة التي يعيشوها في ذواتهم، خصوصا بعد تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي من إقناع المجتمع الدولي بأن الوحدة لم تعد متبقية إلا على السنة المستفيدين من ثروات الجنوب.

وصف جنوبيون أبناء اليمن في المناطق السفلى بالضعف والولاء لأسيادهم في الهضبة وتحولهم لمجرد ابواق وخناجر تغرس في ظهور الجنوبيين.. وتساءل المحلل السياسي الجنوبي الدكتور حسين لقور لماذا يصر الاشقاء من اليمن الأسفل على أن يكونوا أدوات للمركز المقدس وخنجرهم في ظهر الجنوبيين؟

جاء هذا التساؤل عقب تصريح نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة عبدالملك المخلافي بأن الوحدة اليمنية تحققت بإرادة الشمال والجنوب، وأن استمرارها رهن بإرادة الشماليين والجنوبيين، وهم من سيقررون استمرارها وذلك بعد  إنهاء الانقلاب الحوثي الذي يعد عدو الجميع حد وصفه، في إشارة واضحة إلى أنهم لن يدعوا الجنوب يستقر حتى يقوم الجنوبيون بتحرير محافظات الشمال من الانقلاب الحوثي بينما هم مشغولون في حربهم ضد الجنوب.

هذه التصريحات اثارت جدلا واسعا بين اطياف الجنوبيين، الذين عبروا عن استيائهم، مؤكدين أن الوحدة انتهت منذ زمن طويل وهذا ما يعكسه الواقع على الأرض.. الدكتور حسين لقور قال: عندما يتحدث عبدالملك المخلافي عن ثانوية القضية الجنوبية وعن الوحدة أو الموت فهو يعبر عن ذاته المهزومة والضعيفة امام اسياد الهضبة التي لم يذق فيها الشعور بالمساواة، لذلك جاءت إسقاطاته على الجنوب معتقدا ان مثله لا يمتلكون إلا ألسنتهم اما الأرض فهي لأهلها.

وتابع اصطناع بطولات تلفزيونية ومهرجانية على حساب شعب الجنوب من أشخاص لم يستطيعوا زيارة قراهم واستقبلتهم عدن المحررة بدماء الجنوبيين يعكس حالة الذل التي هم عليها وتطورت فيها ثقافة هؤلاء و ارتوت بالتبعية العمياء للمركز المقدس.. فعبدالملك المخلافي وأشباهه من اليمن الأسفل من أدوات المركز المقدس يعتقدون أن ذاكرة الجنوبيين ضعيفة، مشيرا إلى ما قاله المخلافي وهو وزير عن تأهيل عدن ورفضه لذلك خوفا من انفصالها.

الكاتب والمحلل السياسي الجنوبي العميد خالد النسي، قال إن اليمنيون يطرحون طرحا مستفزا ومغلفا بالأكاذيب والخداع، يقولون أن شعب الجنوب هو من أختار الوحدة ووافق عليها وهذا غير صحيح لإن الوحدة تمت بين قيادة البلدين وليس للشعب قرار فيها والقيادة الجنوبية التي دخلت الوحدة تراجعت عن قرارها وأعلنت فك الارتباط في ١٩٩٤.

النسي أوضح أن اليمنيين أنفسهم هم من قضوا على الوحدة من خلال اقصائهم لشركائهم من القيادات الجنوبية وقاموا بحرب سيطروا من خلالها على الجنوب بالقوة وتعاملوا مع شعبه بمنطق المحتل حيث أقصوا الموظفين عن وظائفهم وسيطروا على الموارد الاقتصادية ونهبوها ودعموا الفوضى والإرهاب والصراعات القبلية ودمروا المؤسسة التعليمية وباقي مؤسسات دولة الجنوب ثم قاموا بحرب أخرى في عام ٢٠١٥ وأخر حرب كانت في العام ٢٠١٩ بمحافظة أبين.. مضيفا بعد كل هذا مازالوا يقولون الوحدة قررها الشعبيين الجنوبي واليمني ومصيرها بأيديهم.. مبينا أن المخلافي يقول الوحدة أو الموت ولكن بدبلوماسية.

المؤشرات على الأرض تقول أن الوحدة لا وجود لها حيث قال الصحفي محمد النود: بعض الأكاديميين والكتاب من حاملي شهادات الدكتوراه (وما أكثرهم هذه الأيام) كثر حديثهم عن مؤامرة لتمزيق اليمن، متعجبا الا يعلم هؤلاء أن اليمن الواحد لم يعد له وجود اليوم حتى بدون القضية الجنوبية وأن الواقع القائم اليوم يقول أن اليمن(المفترض) يعيش وضع الدولتين، دولة في الجنوب ودولة في جغرافيا ما عرف بالجمهورية العربية اليمنية.