" طهران مركز لوجستي هام لإدارة أعمال التنظيم الإرهابي"..

المصالحة الإيرانية السعودية.. لماذا قد يكون تنظيم القاعدة المستفيد الأبرز

وكالة المخابرات الأميركية تكشف في أحدث تقرير أن إيران تعاونت سرا منذ التسعينات مع التنظيم الإرهابي لشن هجمات ضد الغربيين المقيمين بالسعودية في عام 2003".

تنظيم القاعدة على مستوى القيادة العليا يتواجد في إيران - أرشيف

طهران

تمضي المصالحة السعودية الإيرانية وسط ترقب لإعادة فتح السفارتين في الرياض وطهران، في حين يبدو ان جهود السلام اليت تقوده المملكة العربية السعودية قد تعثرت، في اعقاب تلويح نخب سعودية بالحرب مجددا، تزامنت مع تهديدات أطلقها الحوثيون تجاه السعودية، توعدوا فيها بإيقاف الملاحة البرية والجوية والبحرية، فيما بات السؤال الأكثر طرحا اليوم ما مستقبل تنظيم القاعدة في ضوء هذه المصالحة والتطبيع بين إيران والسعودية.

يعاني تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية "حالة من الانقسام"، على الرغم من انه يخوض حربا ضد القوات الجنوبية في أبين، الا ان التنظيم بات ينفذ اجندة تبدو بعيدا عن الاذرع الإيرانية في اليمن، فالتنظيم لم يعد يرفع شعارات ان الحوثيين روافض وشيعة كما كان يطلق عليه، الأمر الذي تحدثت فيه تقارير عن دور لعبه أمير التنظيم المقيم في طهران سيف العدل.

قبل أسابيع نشرت مؤسسة السحاب، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة، إصدارًا جديدًا من مجلة أمة واحدة التي يُصدرها التنظيم بصورة شبه دورية، وذلك بعد نحو شهرين فقط على نشر آخر إصدرات المجلة في فبراير/ شباط الماضي، وتضمن الإصدار الجديد مقالًا مطولًا عن الخلافات داخل تنظيم القاعدة يحمل بصمات سيف العدل، محمد صلاح زيدان، الأمير الفعلي للقاعدة، وصهره مصطفى حامد، أبو الوليد المصري.

ولم يُشر العدد الجديد/ التاسع من مجلة تنظيم القاعدة إلى مصير أيمن الظواهري، أمير تنظيم القاعدة (السابق) والذي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مقتله في أغسطس/ آب 2022، كما تجنب ذكر أي تفاصيل عن سيف العدل وغيره من قادة التنظيم المركزي أو ما يُعرف بالقيادة العامة للقاعدة.

وتضمن العدد التاسع من مجلة “أمة واحدة”، مقالات لعدد من قادة القيادة العامة لتنظيم القاعدة الحاليين والسابقين (المقتولين) كأبي يحيى الليبي، حسن قائد، المسؤول الشرعي للقاعدة والذي قُتل في 2012، وحسام عبد الرؤوف، المسؤول عن مؤسسة السحاب الإعلامية والجناح الدعائي للتنظيم قبل مقتله أواخر عام 2020، بجانب مقالات لقادة تنظيم حراس الدين، الفرع السوري للقاعدة، وعلى رأسهم سامي العريدي الشرعي العام للتنظيم الأخير.

  وكشف تقرير جديد لوكالة المخابرات المركزية الأميركية مؤخرا عن سماح طهران للقاعدة بالتآمر ضد الولايات المتحدة من أراضيها وشن هجمات على مصالح واشنطن وقواعدها العسكرية في مناطق متفرقة، مشيرا إلى أهمية المركز اللوجستي الذي توفره إيران للقاعدة لإدارة أعمالها

يأتي هذا بينما تم تداول الدلائل عن التعاون المشترك بين إيران وتنظيم القاعدة تم منذ سنوات، حيث مازال عدد من قيادات القاعدة يتواجد في إيران من بينهم أفراد من أسرة أسامة بن لادن.

وعرض التقرير أمام الكونغرس مذكرا بتصريحات وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، الذي اعتبر أول سياسي أميركي يتهم إيران علانية بتقديم الدعم لتنظيم القاعدة.

ويشير التقرير إلى أن إيران تعاونت مع القاعدة سرا منذ أوائل التسعينات في السودان، واستمرت العلاقة بعد انتقال القاعدة إلى أفغانستان

 ومنذ عام 2001 أقام كبار القادة في مجلس إدارة القاعدة في إيران. وتستخدم القاعدة إيران كمحور للتسهيل والتمويل والنقل باستخدام المؤسسات التي يقودها الإخوان المسلمون، مثل البنك الإسلامي للتنمية، لتوفير التمويل غير المشروع. ومن هذا الملاذ، أمر تنظيم القاعدة بشن هجمات ضد الغربيين المقيمين بالسعودية في عام 2003.

رى فرانك موسما الباحث في مركز 'بيسا' للدراسات الإستراتيجية، أن الأدلة كذبت الافتراض المستمر لحكومة الولايات المتحدة بأن نظام طهران لم يسمح للقاعدة بالتآمر ضد الولايات المتحدة من داخل الحدود الإيرانية.

وسمحت إيران في منتصف التسعينات للعديد من أعضاء القاعدة بالعبور الآمن عبر أراضيها إلى أفغانستان. وصدرت تعليمات لحرس الحدود الإيراني بعدم ختم جوازات سفرهم لمنع حكوماتهم الأصلية من الشك في أنهم سافروا إلى أفغانستان.

وذكر روهان جوناراتنا في كتابه "داخل القاعدة: الشبكة العالمية للإرهاب" أنه بين عامي 1996 و1998 كان ما يقرب من 10 بالمئة من مكالمات أسامة بن لادن كانت مع أشخاص في إيران.

وأصدر القاضي الفدرالي جون د. بيتس في عام 2011 حكما افتراضيا خلص إلى أن إيران والسودان مذنبان في تفجيرات القاعدة لسفارتي كينيا وتنزانيا عام 1998.

ونص حكمه على أن "حكومة إيران ساعدت وحرضت وتآمرت مع حزب الله وأسامة بن لادن والقاعدة لشن هجمات تفجيرية واسعة النطاق ضد الولايات المتحدة من خلال استخدام آلية السيارات المفخخة."

وعقدت اللجنة الفرعية لمكافحة الإرهاب والاستخبارات التابعة للجنة مجلس النواب الأميركي للأمن الداخلي في الثاني والعشرين من مايو/أيار 2013 جلسة استماع لتقييم التهديد الذي تتعرض له الأراضي الأميركية من جراء عمليات القاعدة في إيران.

وأشارت وثيقة نشرتها وكالة المخابرات المركزية مؤخرا إلى أن المواد التي تم الاستيلاء عليها في مجمع أسامة بن لادن في أبوت آباد تكشف تعاونا عميقا بين القاعدة وإيران.

ووصف تقرير وكالة المخابرات المركزية كيف سمحت إيران لمنظم القاعدة ياسين سوري بالعمل من أراضيها في عام 2005. ووفقا للوثيقة، كانت مهمة سوري هي "ربط طرق عبدالله خان بإيران وجلب إخوة من الخارج.، مشددا على أهمية المركز اللوجستي للقاعدة في إيران أيضا.

وسلط تقرير آخر للأمم المتحدة في عام 2018 الضوء على كيفية أداء كل من سيف عادل وأبومحمد المصري واجباتهما القيادية من إيران.

وكانت للإدارات السابقة، الجمهورية والديمقراطية على حد السواء، مصلحة خاصة في الترويج بأن السعودية تتحمل المسؤولية عن هجمات القاعدة على الولايات المتحدة بدلا من التركيز على العلاقات غير المشروعة للجماعة الإرهابية مع إيران.

ورفعت إيران والقاعدة علاقتهما إلى مستوى جديد في السنوات الأخيرة. ففي عام 2015، يُزعم أن طهران "قررت السماح للقاعدة بإنشاء مقر عملياتي جديد" على أراضيها، والتنظيم الإرهابي الآن "يعمل تحت حماية النظام الإيراني."

وفي يوليو/تموز 2018، وجد فريق الدعم التحليلي ومراقبة العقوبات، وهو فريق خبراء تابع للأمم المتحدة، والقراران 1526 (2004) و2253 (2015) أن "قادة القاعدة في جمهورية إيران الإسلامية أصبحوا أكثر شهرة من خلال عملهم مع أيمن الظواهري وإبراز سلطته بشكل أكبر مما كان عليه في السابق."

كانت إسرائيل أكثر حذرا بشأن التعاون بين إيران والقاعدة من الولايات المتحدة. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020، قتلت عملية استخباراتية إسرائيلية سرية القيادي البارز بتنظيم القاعدة في طهران عبدالله أحمد عبدالله، الملقب بأبومحمد المصري، على الرغم من كونه تحت حماية الحرس الثوري الإيراني، ومطلوب من قبل حكومة الولايات المتحدة بتهمة التخطيط لتفجير شاحنتين مفخختين عام 1998 لسفارتين أميركيتين في أفريقيا وهجمات إرهابية أخرى. ونفت طهران أنها آوت عبدالله وسعت إلى الهروب من العواقب الدولية لدعمها الإرهاب.

وشكك نيكولاس راسموسن، مسؤول استخبارات سابق في إدارة الرئيس الاميركي الأسبق باراك أوباما والمدير التنفيذي الحالي لمنتدى الإنترنت العالمي لمكافحة الإرهاب، في ادعاء وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو بقوله إنه لا يتذكر رؤية أي تحليل يشير إلى تحول كبير في روابط إيران بالقاعدة في عام 2015. لكن العملية الإسرائيلية السرية ضد المصري أثبتت تجاهل تقارير عهد أوباما. والآن، يجب على الولايات المتحدة أن تعمل ضد هذا التهديد المتنامي.

يرجح باحثون في ملف الإرهاب، أنّ التخادم بين جماعة الحوثيين وتنظيم القاعدة في اليمن بات أمراً مسلّماً به؛ لكثرة الشواهد الميدانية من جانب، ووجود الزعيم الفعلي لتنظيم القاعدة (لم يُعينه مجلس الشورى بعد) في إيران، سيف العدل.

شمل التخادم بين الجانبين العديد من المواقف منها؛ عمليات تبادل الأسرى المتعددة، وتنسيق العمليات العسكرية ضدّ الخصوم المشتركين (الشرعية والجنوبيين)، والانسحاب العسكري في مناطق لصالح الحوثيين، وتبادل المهارات العسكرية والتسليح والمعلومات والدعم المالي.

أدى ذلك التخادم إلى توترات داخلية في فرع تنظيم القاعدة في اليمن، الذي يقوده خالد باطرفي، المؤيد بشدة لسيف العدل، ونهجه القائم على التركيز على مبدأ الجهاد العالمي بدلاً من نهج المحلية الذي عززه سلفه أيمن الظواهري.

يعود بداية التوافق بين تنظيم القاعدة والحوثيين في اليمن (تنظيم القاعدة في جزيرة العرب) إلى العام 2015، الذي شهد مقتل الزعيم البارز للتنظيم ناصر الوحيشي في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار. وتحت إمرة الوحيشي اختطف التنظيم الملحق الثقافي الإيراني في صنعاء، نور أحمد نكباخت، بموافقة الظواهري عام 2013، بهدف مبادلته بقادة التنظيم الموجودين لدى إيران، منذ فرارهم من أفغانستان بعد سقوط حكم طالبان عام 2001.

ذكر الباحثان حسام ردمان وعاصم الصبري في دراسة بعنوان "القيادة من إيران: كيف استطاع سيف العدل التحكم بتنظيم القاعدة في اليمن؟"، أنّ القاعدة وإيران خاضا مفاوضات على مدى عامين إلى أن تم التوصل لصفقة تبادل أسرى في آذار (مارس) 2015؛ وافقت إيران بموجبها على إطلاق خمسة من كبار قيادات تنظيم القاعدة، بمن فيهم سيف العدل، مقابل تسليم الدبلوماسي الإيراني.

 تقول الدراسة المنشورة في "مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية": ما إن وصل القادة الجهاديون إلى المناطق الحدودية مع أفغانستان، حتى فاجأهم سيف العدل برغبته في البقاء داخل إيران وحصوله على دعم الإيرانيين لمواصلة تنظيم عمليات ضد المصالح الغربية. وشملت ترتيبات العدل مع الحرس الثوري الإيراني، منحه حرية الحركة التي تسمح له بترتيب لقاءات سرية مع قيادات الفروع، سواء لقاءات شخصية أو عبر معدات اتصال آمنة تم تزويده بها، وحمايته من ضربات الطائرات الأمريكية المسيرة.

ومن جانبها، تنفي إيران وجود سيف العدل على أراضيها، بينما تؤكد المصادر الأممية والغربية إقامته فيها. ويعني ما سبق أنّ التخادم بين تنظيم القاعدة في اليمن وجماعة الحوثيين مرتبط بوجود سيف العدل في إيران. لهذا يسعى العدل إلى إحكام سيطرته على التنظيم في اليمن انطلاقاً من تبنيه رؤية استهداف المصالح الغربية على غرار عمليات تنظيم القاعدة الأم في أوج قوته.

طهران ألقت القبض على سيف العدل، والضابط السابق في الجيش المصري، في 2003، وأطلقت سراحه في عام 2015 بعد صفقة بين تنظيم القاعدة وإيران والحوثيين

ويحتل تنظيم القاعدة في اليمن أهمية خاصة لسيف العدل، وصلت به إلى إرسال ابنه خالد إلى اليمن، والتدخل في ترفيع قيادات موالية له ولنهجه، بعد مقتل الوحيشي في 2015، والذي كان مرشحاً بقوة لقيادة تنظيم القاعدة الأم.

بناءً على ذلك، ولأهمية اليمن بشكلٍ خاص لسيف العدل، أرسل ابنه خالد ليكون قيادياً في التنظيم، وحشد الأتباع من الأجيال الجديدة لدعم نهج والده، وربما التمهيد لأن يكون اليمن مقر قيادة تنظيم القاعدة بزعامة سيف العدل، في ظل حالة السيولة الأمنية والطبيعة الجغرافية والقبلية في اليمن.

ويقول الباحث المصري في الحركات الإسلامية والقضايا الأمنية، أحمد سلطان، إنّ خالد سيف العدل الملقب بـ" ابن المدني" يعمل على التغلغل في قلب تنظيم القاعدة باليمن واختراق مراكز القوى داخله وتوظيفها في مشروع والده، المتماهي مع الخط الإيراني. وأضاف لـ"حفريات" بأنّ نجل سيف العدل تأثر هو الآخر بـ"متلازمة طهران"، مثل والده، وجده (لوالدته) مصطفى حامد، وذلك يجعله يسير على الخط الموافق للتوجهات الإيرانية أو على الأقل الذي لا يتصادم معها، كما يفعل رواد اتجاه الجهاد العالمي في تنظيم القاعدة في اليمن، وعلى رأسهم خالد باطرفي.

وذكر سلطان بأنّه في عام 2015، نفذ تنظيم القاعدة في اليمن الذي يُطلق على نفسه اسم "أنصار الشريعة"، نحو 160 هجوماً ضد جماعة الحوثي، وبعد مرور 5 سنوات نفذ التنظيم حوالي 20 هجوماً فقط، بينما زادت نبرة التحريض في رسائله الدعائية التي يبثها ضد الجماعة.

وأفاد الباحث المصري، بأنّ هناك اتفاقاً بين القاعدة والحوثيين، على وقف القتال بينهما والدخول في حالة هدنة، وتقاسم النفوذ بينهما في مناطق نشاطهما إلى جانب التعاون الأمني والاستخباري. وتابع بأنّ الطرفين أبرما سلسلة صفقات لتبادل الأسرى، بصورة سرية وعلنية، أسفرت عن إطلاق سراح مئات من مقاتلي القاعدة، ليتمكن التنظيم من تعويض خسائره وترميم شبكاته البشرية المتضررة جراء حملات مكافحة الإرهاب المتواصلة.

 يقول أحمد سلطان: "نجحت جماعة الحوثي في استقاء الخبرة الإيرانية وتوظيفها لاستخدام تنظيم القاعدة، واستفادت الجماعة من ذلك في العديد من المناسبات كان آخرها تسليم مديرية الصومعة في محافظة البيضاء لها دون قتال".

تبعاً لهذا التخادم، وهيمنة رؤية الجهاد العالمي التي يتبناها سيف العدل، يركز تنظيم القاعدة في اليمن على استهداف القوى العسكرية والأمنية في المحافظات الجنوبية اليمنية، وهي قوات الشرعية بمختلف تفرعاتها، والقوات المسلحة الجنوبية التي تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي، فضلاً عن المصالح الغربية.

وشهدت المحافظات الجنوبية خصوصاً في شبوة وحضرموت وأبين العديد من عمليات التنظيم التي استهدفت الكوادر العسكرية والقوات الأمنية، بينما قادت القوات العسكرية الجنوبية وقوات الشرعية بدعم من التحالف العربي سلسلة عمليات عسكرية ضد التنظيم.

كانت القوات الجنوبية حققت نجاحات في مواجهة تنظيم القاعدة، الذي يتخذ من المحافظات الجنوبية مسرحاً لعملياته، بعد دعوة التنظيم أفراده لاستهدافها. في سياق متصل، تتهم القيادات الجنوبية تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين (حزب التجمع اليمني للإصلاح) بالعمل سوياً ضد الجنوب العربي.

وتستشهد القيادات الجنوبية بتكثيف التنظيم عملياته العسكرية في محافظة شبوة إبان السيطرة الأولى لقوات النخبة الشبوانية عليها، ثمّ خفوت عملياته بعد سيطرة حزب الإصلاح عليها، ليعاود التنظيم استئناف نشاطه بعد رجوع المحافظة لسيطرة قوات دفاع شبوة الجنوبية.

الباحث أحمد سلطان لـ"حفريات": نجحت جماعة الحوثي في استقاء الخبرة الإيرانية وتوظيفها لاستخدام تنظيم القاعدة، واستفادت الجماعة من ذلك في العديد من المناسبات

وفي ظل السيولة السياسية التي يشهدها الإقليم عقب توقيع الاتفاق السعودي الإيراني في بكين، ووصول وفد سعودي - عماني إلى صنعاء للتفاوض مع الحوثيين، من المرجح أنّ يصبح تنظيم القاعدة في اليمن في وضع أشد صعوبةً.

سيلقي التوصل لاتفاق بين الحوثيين والشرعية - التحالف العربي، بظلاله على علاقة الحوثيين وتنظيم القاعدة، وهو الأمر المتوقع بين الرياض وطهران، في حالة قيادات القاعدة التي تقيم على أراضي الأخيرة. وكانت المملكة مارست ضعوطاً في عام 2003 على طهران، إلى جانب ضغوط غربية، ما جعلها تعتقل قيادات تنظيم القاعدة، وتحد من نشاطهم.

وفي حديثه لـ"حفريات" حذر الصحفي والباحث اليمني في قضايا الأمن، حسام ردمان، من أنّ انتهاج تنظيم القاعدة في اليمن رؤية سيف العدل التي تقوم على استهداف المصالح الغربية والسعودية والإماراتية في اليمن، سيمثل عنصر تهديد حقيقياً لجهود الحفاظ على الهدنة في البلاد.

 ومن جانب آخر، سيتأثر تنظيم القاعدة في اليمن سلباً بالحرب الشاملة التي تشنها الحكومة الفيدرالية الصومالية ضد حركة الشباب المجاهدين، التي تعتبر الفرع الأكبر والأقوى والأثرى من بين فروع تنظيم القاعدة العالمي.

ويؤكد باحثون في قضايا الأمن في الصومال بأنّ حركة الشباب التي كانت تجني نحو 100 - 150 مليون دولار من العائدات سنوياً حتى قبيل الحرب الشاملة ضدها، كانت تموّل تنظيم القاعدة في اليمن.

كانت طهران ألقت القبض على محمد صلاح الدين زيدان، المكنى بسيف العدل، والضابط السابق في الجيش المصري، في 2003، وأطلقت سراحه في عام 2015 بعد صفقة بين تنظيم القاعدة وإيران والحوثيين، ويعتقد أنّ سيف العدل لا يزال مقيماً في إيران ويخضع لبعض القيود.

وبعد مقتل زعيم القاعدة السابق، أيمن الظواهري في تموز (يوليو) الماضي، بات سيف العدل المرشح الأبرز لقيادة التنظيم، رغم معارضة العديد من قيادات التنظيم، لكونه مقيماً في إيران.

  • مصادر > ميدل ايست اونلاين وقناة اخبار الان وحفريات